![]() |
هل يمكن إبطاء الشيخوخة؟ ترتبط مظاهر التقدّم بالسن في جزء منها بعوامل جينية، لكنها وفق ما أوضحه الطبيب الاختصاصي في جراحة التجميل الدكتور رامي خوري ترتبط بنسبة 70 في المئة بنمط الحياة والعوامل التي لها علاقة بها. أما العوامل الجينية فلا تؤثر في الشيخوخة والأمراض التي يمكن أن تنجم عنها إلى جانب غيرها من العلامات، إلا بنسبة 30 في المئة، ما يؤكد القدرة على التدخّل بفاعلية لتأخير مظاهر التقدّم بالسن أو إبطائها.ما العوامل التي تؤثر في عملية التقدّم بالسن؟ بحسب خوري، ما لا يعرفه الكل أن عملية التقدم بالسن تحصل على مستوى الخلايا، وهي تتأثر بعوامل عديدة تسرّع عملية الشيخوخة في الخلايا والأعضاء. وقد استطاع العلم أن يحقق تطوّراً مهماً في هذا المجال، انطلاقاً من الدراسات المعمّقة في علم الخلايا. وبات من الممكن كشف معظم العوامل التي تؤثر في عملية التقدم بالسن والسيطرة عليها؛ وهذا هو الأهم في هذا المجال، إذ أصبح التغيير ممكناً. لا بدّ من الانطلاق أولاً من الفحوص الجينية التي تكشف عوامل الخطر على المستوى الجيني قبل الانتقال إلى نمط الحياة والعوامل التي ترتبط به. فعلى أساس هذا التقويم لمعدل الخطر المرتبط بالتحليل الجيني للتشخيص يمكن الحدّ من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتأخير الشيخوخة. يساعد الفحص الجيني على تحديد عوامل الخطر كافة بما يسمح بوضع استراتيجية شاملة ترتبط بنمط الحياة وبإجراءات عديدة يمكن اتخاذها للحدّ من الأخطار. بالتالي، ليس صحيحاً أنه لا يمكن التدخل في المجال الجيني، بل له أهمية كبرى لإحداث التحوّل اللازم. فدوره بالغ الأهمية على مستوى الوقاية، كما على مستوى الكشف المبكر، بدلاً من كشف المشكلات في مراحل متأخّرة، علماً بأن التحليل الجيني يقوم به اختصاصيون، لأن قراءته تتطلّب الكثير من الدقة والتحليل واتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها للكشف المبكر والوقاية. في الوقت نفسه، يجري البحث عن مؤشرات حيوية معينة في تحليل الدم من التهابات وأكسدة وتوازن هرموني ومعادن ثقيلة وغيرها من العوامل التي تؤثر في عملية الشيخوخة، وهي ترتبط هنا بنمط الحياة بشكل أساسي، سواء أكان في الغذاء أم في المحيط أم في نقص التغذية والتوتر والإشعاع. أما العنصر الإضافي الأساسي الأخير فيرتبط بالتصوير بالرنين المغناطيسي للجسم في مختلف المواضع للكشف عن أي تضخم في أعضاء معينة أو أورام أو انسداد في أوعية القلب الدموية. على هذا الأساس، يمكن وضع مقاربة شخصية لكل فرد بحسب حالته. وفق كلام خوري، اختلفت المقاربة اليوم في التعاطي مع الأمراض ومع التقدم بالسن. فالشيخوخة لم تعد أمراً واقعاً لا مفر منه، ولا يمكن التدخل فيه، بل يمكن السيطرة عليها وإبطاؤها لإطالة عمر الإنسان، بشرط تحسين جودة الحياة في الوقت نفسه. بالتالي، أصبحت عملية التقدّم بالسن بمثابة تحد للطب. وثمة جهود تبذل، ومساع لعدم قبول هذه العملية كأنها مسألة طبيعية لا بدّ من تقبل تداعياتها وعدم القيام بشيء حيال ذلك. التدخل ممكن دائماً، وبقدر ما يحصل هذا التدخل في مرحلة مبكرة تزيد الفاعلية في التدخل. فالوقاية أسهل بكثير دائماً من المعالجة وإعادة الأمور من الوراء في عملية إبطاء أو تأخير عملية التقدم بالسن وتداعياتها. بهذه الطريقة يمكن الإنسان أن يتمتع بجودة حياة فضلى، وبصحة أفضل، تتراجع فيها أخطار الأمراض المزمنة من سكري وسرطان وأمراض قلب، بالإضافة إلى إمكان تجنب عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة من توتر للحد منه، والنوم بمعدلات فضلى، وزيادة الكتلة العضلية، وتحقيق توازن هرموني ومضادات أكسدة.*النهار |























