بوش يطالب سوريا بإنهاء احتلالها للبنان

الثلاثاء, 22-فبراير-2005

المؤتمر نت -
بوش يطالب سوريا بإنهاء احتلالها للبنان
دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين إلى "مرحلة جديدة من الوحدة" بين جانبي الأطلسي، واعدا القادة الأوروبيين بأنه "لا توجد قوة على الأرض قادرة على التفريق بيننا."
وفي أول خطاب له في جولة أوروبية رئيسية تهدف إلى رأب الصدع مع أوروبا، طالب الرئيس الأمريكي بوضع خلافات السنوات الأخيرة جانبا، والتركيز على ما أسمته إدارته، تحديات مشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا، بما فيها السلام في الشرق الأوسط، والتهديد النووي المزعوم لإيران، بالإضافة إلى عدم التزام روسيا بالتعاطي الديمقراطي.
وقال بوش "في القرن الجديد فإن التحالف بين أوروبا وأمريكا الشمالية هو العامود الأساسي لأمننا، إن تجارتنا الناشطة هي إحدى محركات الاقتصاد العالمي. ومثالنا من الحرية الاقتصادية والسياسية يمنح آمالا للملايين الذين يرزحون تحت الفقر والاستبداد."
خطاب بوش ألقاه أمام القادة الأوروبيين في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش أعمال مؤتمر حلف شمالي الأطلسي الاثنين، ويأتي في أعقاب جولة لوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس قبل أسبوع. القصة كاملة.
وأضاف بوش أن أمريكا وأوروبا يواجهان فرصا، قائلا "معا، نستطيع مجددا وضع التاريخ على مسار الأمل، بعيدا عن الفقر والبؤس ونحو التقدم وكرامة القرار الحر، بعيدا عن الاستياء والعنف وباتجاه العدالة والتسوية السلمية للفوارق."
وكان بوش كشف عن رؤيته للسياسة الخارجية لإدارته الشهر الماضي خلال خطاب القسم ، مما أثار مخاوف بعض القادة الدوليين بأن مزيدا من الأعمال العسكرية الأمريكية قد تكون في طريقها للتنفيذ. إلا أن بوش وفي خطابه الاثنين في بروكسل، أكد أن هدفه هو واحد، يشاطره إياه القادة الديمقراطيون حول العالم.
وقال إن الجهود لمكافحة الإرهاب ونشر الحرية ليسا "استراتيجية أمريكية أو أوروبية، أو غربية."
وأضاف بوش "نشر الحرية من أجل السلام هو قضية كل البشر."

بوش ومسألة الشرق الأوسط
وأوضح أمام القادة الأوروبيين أن مستقبل الأمم الحرة "ومستقبل الشرق الأوسط مترابطان، وسلامنا يعتمد على آمالهم وعلى الحرية."
وأكد بوش إن هدف الإدارة الأمريكية المباشر هو السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الإصلاح في الشرق الأوسط لن يفرض من الخارج لكن يجب أن يتم اختياره من الداخل.

وطالب بوش سوريا "بإنهاء احتلالها للبنان."
وأكد بوش "تعهداتنا لمسار الديمقراطية يتم امتحانه في لبنان، الذي يعاني حاليا، بعد أن كان مزدهرا" وهو تحت نفوذ "الاستبداد".
وطالب بوش سوريا بالتحرك ضد السوريين الذين يحاولون تدمير جهود السلام في العراق وبين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفا "على سوريا أيضا إنهاء احتلالها للبنان."
وقال بوش "يحق للشعب اللبناني أن يكون حرا."

وفي موضوع إيران والعراق
قال الرئيس الأمريكي "من أجل السلام، على النظام الإيراني إنهاء دعمه للإرهاب، وعدم تطوير الأسلحة النووية."
غير أنه أضاف "إلا أن إيران تختلف عن العراق. نحن في بداية مراحل الدبلوماسية."
كذلك طالب بوش القادة الأوروبيين الاثنين، بدعم العراق، مؤكدا أن الوقت مناسب الآن للديمقراطيات القائمة بمنح الدعم السياسي والاقتصادي والأمني الحقيقي، للديمقراطيات الحديثة في العالم.

بوش وروسيا
وقال بوش إنه على واشنطن وكل الدول الأوروبية "وضع الإصلاح الديمقراطي في قلب الحوار مع روسيا."
ورأى الرئيس الأمريكي أن "مستقبل روسيا يكمن بين العائلة الأوروبية والمجموعة الواقعة بين ضفتي الأطلسي."
إلا أنه أضاف "كي تحرز روسيا بعض التقدم كدولة أوروبية، على الحكومة الروسية إعادة تجديد التزامها بالديمقراطية وحكم القانون."
وقال بوش "إننا نعلم أن الاصلاح لا يتم في ليلة وضحاها، علينا دائما أن نذكر روسيا، إن تحالفنا هو بدعم صحافة حرة، ومعارضة حيوية، وتقاسم السلطة، وحكم القانون. والولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية عليها وضع الاصلاح الديمقراطي في قلب الحوار مع روسيا."
كذلك تطرق بوش في خطابه إلى قضايا ذات اهتمام عالمي منها مكافحة مرض الايدز والجهود المتعلقة بقضايا البيئة.

بيان فرنسي أمريكي مشترك ضد سوريا
بموازاة ذلك، دعا الرئيسان الامريكي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك، الاثنين لان يكون لبنان "حرا من الهيمنة الأجنبية" في تصعيد للضغط على سوريا حتى تسحب قواتها من ذلك البلد، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ووجه الزعيمان هذه الدعوة في بيان مشترك صدر وهما يتناولان طعام العشاء في بروكسل فيما وصف بأنه مصالحة بعد خلافات مريرة دامت عامين حول العراق.
وقالا في البيان "نحن ندعو إلى التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1559 بكل جوانبه، بما في ذلك دعوته إلى تمتع لبنان بالسيادة والاستقلال والديمقراطية وكذلك تعزيز الأمن تحت سلطة حكومة لبنانية حرة من الهيمة الاجنبية."
وكان بوش بدأ جولة أوروبية الأحد، تستمر خمسة أيام وتهدف إلى تعزيز علاقات بلاده مع دول أوروبية ومناقشة قضايا مثل كيفية التعامل مع إيران وسوريا ومستقبل حلف شمال الأطلسي.
وشهدت الزيارة إجراءات أمنية مشددة حيث جند في بروكسل حوالي 2500 شرطي بلجيكي و250 فردا من الشرطة السرية الأمريكية.
وكان مراقبون أشاروا إلى أن خطاب بوش الاثنين، سيتطرق لرؤيته حول إمكانية تنمية العلاقات الأمريكية-الأوروبية والتطرق للمخاوف الاوروبية بشأن مسألتي ارتفاع حرارة الأرض والفقر في العالم.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي، لدى تقديمه برنامج الزيارة للصحافيين، إنّ بوش "سيوجّه خطابا مهما سيتركز على رؤيته لمجموعة موحدة بين ضفتي الأطلسي، تعمل من أجل نشر الحرية والديمقراطية لاسيما في الشرق الأوسط."
وتظاهر مئات الأشخاص في بروكسل الأحد احتجاجا على الزيارة وشارك فيها أعضاء من الجناحين اليساري وأقصى اليمين.
ومن المتوقع أن تتزايد أعداد المتظاهرين خلال الأيام القادمة حيث تعتزم جماعات البيئة وحقوق الإنسان والسلام وأقصى اليسار والاشتراكيون والمناهضون للعولمة الخروج إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم.
واستبق بوش زيارته بالقول، في خطابه الإذاعي الأسبوعي "إنّ الزعماء على جانبي الأطلسي يتفهون أنّ آمال السلام في العالم مرهونة باستمرار وحدة الأمم الحرة."
وأضاف "إننا نتقاسم نفس القناعة بقيم الحرية وحقوق كلّ فرد، ونحن نعمل جنبا إلى جنب، عبر أنحاء العالم، لإنماء مصالحنا وقيمنا المشتركة."
وتشمل الزيارة فضلا عن بروكسيل ألمانيا وجمهورية سلوفاكيا.
وفي ألمانيا سيلتقي بوش بجنود سبق أن شاركوا في الحرب على العراق وأفغانستان، فضلا عن كونه سيشارك في طاولة مستديرة للنقاش مع مواطنين ألمان.
وفي سلوفاكيا، ستكون أول زيارة لرئيس أمريكي للبلاد التي كانت جزءا من تشيكوسلوفاكيا قبل انهيار المعسكر الشرقي في أواخر الثمانينات.
وسيخطب الرئيس الأمريكي أمام حشد من المواطنين السلوفاك في الساحة الرئيسية للعاصمة براتيسلافا.
وشدد بوش في مقابلات إعلامية مع صحفيين أوروبيين عشية زيارته على أنه سيعمل خلال فترة ولايته الثانية على تعزيز علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وأوروبا وعلى حل المشكلات المشتركة مثل إعادة إعمار العراق وإيران وسوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط.