صحوة سياسية لمسلمي بريطانيا يعمل معظم المسلمون في بريطانيا على الابتعاد عن المتطرفين الذي تسببوا في تشويه صورتهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الشخصيات القيادية البارزة لمسلمي بريطانيا ترى أنها حققت مكاسب صغيرة لكنها مهمة، لم تستطع تحقيقها أقليات مسلمة في دول أوربية أخرى. وقالت الصحيفة: إن قادة السواد الأعظم من مسلمي بريطانيا يعتقدون أن التحدي الشائك الذي يواجههم أصبح تحديا داخليا يتمثل في تقرير كيفية التعامل مع "المتشددين" قليلي العدد كثيري التأثير الذين يجتذبون أكبر قدر من اهتمام وسائل الإعلام الغربية وساهموا بشكل رئيسي في تشويه صورة المسلمين في بريطانيا. وأضافت أنه رغم اتخاذ المسلمين موقفا معارضا لشن الحرب الأنجلوأمريكية على العراق في مارس 2003م، ومعارضتهم القوانين المتشددة التي تتخذها بريطانيا لمحاربة الإرهاب، وتحذيرهم من خطورة ظاهرة الخوف من الإسلام المعروفة باسم "الإسلاموفوبيا"، فإن هذا لم يمنعهم من أن يعلنوا رأيهم بوضوح بخصوص المتشددين الإسلاميين واتخاذ مواقف حاسمة لعزلهم، والعمل على تقوية الروابط بين المعتدلين والمؤسسة البريطانية. ونقلت الصحيفة عن "عنايت بنجلاوالا": مدير الاتصالات في مجلس مسلمي بريطانيا، وصفه للقلة التي تسيء للسواد الأعظم من مسلمي البلاد بـ"المتطرفين الذين يشبهون بلطجية المدارس". ويرى بنجلاوالا: أن الكيل قد فاض بتصرفاتهم "وأننا نشعر بأنه قد بلغ السيل الزبى". ويقوم مجلس مسلمي بريطانيا الذي أنشئ عام 1997م، بتمثيل المسلمين أمام الحكومة البريطانية. ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو مليونين يمثلون حوالي 3% من سكان البلاد. ويتمثل التأثير المتزايد للمسلمين وثقلهم السياسي في الحكومة البريطانية في خمسة أعضاء بمجلس اللوردات، وعضوين بمجلس العموم، وما يقرب من 220 عضوا بالمجالس المحلية، و12 مسلما في منصب عمدة مدينة، كما يبلغ عدد المليونيرات المسلمين في بريطانيا حوالي 5000 مسلم. وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتم مسلمو بريطانيا بزيادة عدد مجنديهم في الشرطة البريطانية، وشكلوا جماعات للضغط السياسي من أجل الحصول على حقوقهم، كما انتعشت الإصدارات الإسلامية في الفترة الأخيرة. |