عراقيل أمام بناء المساجد في برلين عراقيل عديدة تواجه بناء المساجد في العاصمة الألمانية برلين أرجعت الجهات المسئولة بعضها لإجراءات إدارية، بينما بدت كأسباب تعسفية في أحيان أخرى حيث يرفض المسئولون إبداء موانع بناء المساجد في حالات كثيرة. وجاء في تقرير بعنوان "مآذن جديدة بسماء برلين" نشرته صحيفة "برلينر مورجين بوست" الألمانية السبت 16-4-2005 أن أعمال البناء تعطلت في عدد من المساجد التي تتبع مؤسسات إسلامية في برلين وضربت الصحيفة نماذج لذلك، منها توقف أعمال البناء في المسجد الكبير الذي بدأت "الرابطة الإسلامية للأعمال الخيرية" في برلين العمل فيه في ديسمبر 2004. وتوقف بناء المسجد منذ 4-1-2005 بعد أن قضت إحدى المحاكم المحلية للملاك المجاورين لمنطقة المسجد بضرورة الحصول على ضمانات من المسئولين عن بناء المسجد بأن مواصلة أعمال البناء لن تتسبب في إحداث تلفيات أو خسائر في ممتلكاتهم؛ وهو ما يتطلب إجراءات أخرى تأخذ وقتا طويلا. كما طالب "الاتحاد الإسلامي" بمواصلة بناء "مسجد مولانا" والذي من المفترض أن تعلوه مئذنة، إلا أن "فرانس شولتس" عضو مجلس المدينة لشئون البناء عن حزب "الخضر" رفض بناء المئذنة، مرجعا ذلك إلى كثافة المباني في المنطقة الموجود بها المسجد. في السياق نفسه، يواجه المشروع الذي يرعاه "المجلس الإسلامي لجماعة أهل البيت في ألمانيا" والرامي لتوسيع أحد المساجد التابعة له عراقيل من هيئة البناء في برلين التي ترفض حتى الآن منح الترخيص اللازم للبدء في أعمال التوسعة دون إبداء سبب واضح لتأخير إصدار التصريحات اللازمة. وفي إجراء مماثل أكثر تعنتا، رفض مجلس مدينة "نوى كولن" التابعة لبرلين مشروع بناء مركز ثقافي مرفق به مسجد تقدمت به "رابطة إنسان" الإسلامية التي تخضع لرقابة هيئة حماية الدستور (هيئة تشبه طبيعة عملها أجهزة أمن الدولة في الدول العربية) بدعوى الانتماء لجماعة متشددة، إلا أن الرابطة لجأت للقضاء للطعن في رفض بناء المركز بعدما تم سحب ترخيص البناء. ورغم هذه العراقيل فإن الدستور الألماني يكفل حرية الدين والعقيدة، ويضمن ممارسة الأقليات الدينية لشعائرها دون عوائق أو عقبات. وأوضحت صحيفة "برلينر مورجين بوست" أن مسجد "سيتليك" الواقع بمنطقة "نوى كولن" في العاصمة برلين والذي أشارت له باعتباره أجمل مساجد ألمانيا من ناحية التصميم المعماري لم يكتمل بناؤه حتى الآن رغم بدء العمل فيه منذ عام 1998. ولم يشر "هوزيم ميكيد" رئيس هيئة أعضاء الاتحاد التركي الإسلامي لهيئة الدين (ديتيب) إلى السبب الذي أدى إلى تعطل أعمال البناء في المسجد الذي اكتمل الشكل الخارجي له بالكامل، واكتفى بالقول للصحيفة بأن "المشروع يسير خطوة خطوة ولكننا قطعنا شوطا كبيرا في البناء الداخلي للمسجد، ولكن الافتتاح لم يعلن عن موعد رسمي له". ويعيش في العاصمة الألمانية أكثر من 200 ألف مسلم أغلبهم من الأتراك والعرب، يؤدون الصلاة في 100 مسجد منتشر في أحياء برلين منها 3 فقط تأخذ الشكل التقليدي للمسجد بمئذنة وقبة، أما بقية المساجد فهي عبارة عن مصليات توجد غالبا في الأدوار الأرضية والأقبية والأفنية الخلفية للمنازل بحسب تقرير الصحيفة الألمانية. ويصل إجمالي عدد المساجد بألمانيا الآن نحو 2400 منهم 147 فقط بمآذن وقباب ويتبع أغلبها مؤسسات دينية تركية. ويجري حاليا إنشاء أكبر مسجد في ألمانيا في مدينة ديسبورج بولاية شمال الراين غربي ألمانيا وينتظر أن يستقبل المصلين مطلع عام 2007 وسيتسع لحوالي 3000 مصل. يشار إلى أن أول مسجد أقيم في ألمانيا كان في مدينة "بوتسدام" في عام 1731 في عهد الإمبراطور "فريدريك الأول" إمبراطور بروسيا (ألمانيا) في ذلك الوقت كي يؤدي الجنود الأتراك الصلاة، إبان تحالف بروسيا مع الإمبراطورية العثمانية. وبجانب العراقيل العديدة التي تواجه بناء المساجد في ألمانيا، تعرضت مساجد قائمة بالفعل لاعتداءات نسبت لمتطرفين يمينين ونازيين جدد، بالتوازي مع تعرض منشآت إسلامية ألمانية لاعتداءات قيدت في أغلبها ضد مجهول. وكان مسجد "سيتلتك" تعرض في سبتمبر 2004 لتشويه أرضية المدخل بصليب معقوف رمز النازية. كما ألقى مجهولون في نوفمبر 2004 بقنابل مولوتوف أمام أحد المساجد في ولاية "بادن – فيرتيمبرج" بجنوب ألمانيا. ولم يستبعد رجال البحث الجنائي وقتها وجود خلفية سياسية للحادث الذي تزامن مع مقتل المخرج الهولندي "ثيو فان جوخ" الذي اتهم أحد المغاربة بقتله بعد أن أثاره إخراجه فيلما اعتبر مسيئا للإسلام. يذكر أن ولايات ألمانية قد نشطت عقب العمل بقانون الهجرة الجديد في يناير 2005 في ترحيل عشرات المسلمين خاصة الأئمة بدعوى انتمائهم لمنظمات محظورة أو قيامهم بنشاطات تضر بالأمن العام، وقامت بإعداد قوائم بأسماء المئات من المشتبه فيهم تمهيدا لترحيلهم فيما أطلقت عليه الصحف الألمانية "عملية التطهير". ويبلغ إجمالي عدد المسلمين في ألمانيا نحو 3 ملايين و200 ألف مسلم؛ وهو ما يمثل نحو 4% من إجمالي عدد السكان الذي يقدر بنحو 82 مليون نسمة. المصدر إسلام اون لاين |