شارون يتعرض لتوبيخ أمريكي بسبب توسيع المستوطنات

الثلاثاء, 19-أبريل-2005

المؤتمر نت -
شارون يتعرض لتوبيخ أمريكي بسبب توسيع المستوطنات
واجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تحذيرا أمريكيا صارما يوم الاثنين من مغبة توسيع مستوطنات بالضفة الغربية في الوقت الذي يعتزم فيه تأجيل خطته للانسحاب من قطاع غزة حتى أغسطس آب لتجنب فترة حداد سنوية لليهود.

وسارع البيت الابيض الى توجيه انتقاد لاسرائيل أحد أقرب حلفائها في عبارات مباشرة غير معتادة بعد أسبوع من حث الرئيس الامريكي جورج بوش شارون على عدم توسعة المستوطنات.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان للصحفيين المرافقين للرئيس جورج بوش الى ساوث كارولاينا "سنطلب ايضاحات من حكومة اسرائيل." في اشارة الى الخطط الاسرائيلية الرامية لبناء 50 منزلا جديدا في مستوطنة داخل الضفة الغربية بمسافة خمسة كيلومترات تقريبا.

وقال مكليلان "جدد رئيس الوزراء شارون التزامه (بخارطة الطريق) الاسبوع الماضي في كروفورد والتزامه برؤية الرئيس (الامريكي) بشان اقامة دولتين."

واضاف ان "الجانبين عليهما التزامات بموجب خارطة الطريق. لا ينبغي لاسرائيل ان توسع المستوطنات. والقادة الفلسطينيون عليهم العمل على تفكيك المنظمات الارهابية."

ولكن لم يظهر أي مؤشر على أن بوش يعتزم اتخاذ أي اجراء عملي الى جانب الانتقاد الامريكي لمشروعات الاستيطان الاسرائيلي.

ورغم ذلك رحب الفلسطينيون بالانتقاد العنيف الذي وجهه البيت الابيض لاسرائيل وقالوا ان بناء المستوطنات يهدد تحركات السلام.

وقال نبيل شعث نائب رئيس الوزراء مشيرا الى خطة اسرائيل لبناء 50 منزلا جديدا في المستوطنة ان الفلسطينيين سيحتجون لدى الادارة الامريكية.

كما أكد البيت الابيض أيضا تأييده لخطة شارون الخاصة بالانسحاب من غزة والمقرر ان يبدأ تنفيذها في 20 يوليو تموز وتستغرق نحو شهر.

وقال مكليلان ان الزعيم الاسرائيلي "سيمضي قدما" في خطته ودعا الفلسطينيين الى "التنسيق عن كثب" فيما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي.

وقال مكليلان "عرض رئيس الوزراء شارون التنسيق مع القادة الفلسطينيين ونأمل ان يستجيبوا لهذا العرض حتى نستطيع التحرك قدما بطريقة منسقة."

واضاف "الانسحاب من غزة يمثل فرصة حقيقية ماثلة امامنا ومن المهم ان ننتهز هذه الفرصة حتى نستطيع المضي قدما في خارطة الطريق وصولا الى الرؤية المتعلقة باقامة دولتين."

وابدى شارون مؤشرات قوية على انه قد يؤجل الانسحاب من غزة حتى منتصف اغسطس اب احتراما لفترة حداد سنوية لليهود احياء لذكرى تدمير معبدين بالقدس.

وقال التلفزيون الاسرائيلي ان شارون الذي كان يرفض دائما حتى الان الدعوات المطالبة بتأجيل الانسحاب قد حزم أمره فيما يبدو وقرر تأجيل الانسحاب ثلاثة اسابيع وسوف يسعى للحصول على موافقة كبار أعضاء حكومته يوم الثلاثاء.

وطلب مساعد لشارون مشيرا الى حساسيات دينية من شأنها اثارة غضب المستوطنين من رئيس الوزراء تأجيل اجلاء المستوطنات المقرر أن يبدأ يوم 20 يوليو تموز المقبل لمدة ثلاثة أسابيع.

لكن مصادر سياسية قالت ان الحكومة التي تأخرت كذلك في التحضير للانسحاب ربما تريد كسب الوقت لتدريب قوات الامن على مواجهة المقاومة العنيفة المحتملة من جانب المستوطنين اليمينيين المتشددين والاعداد لاعادة توطين المستوطنين.

وأبلغ شارون الصحفيين "يتعين بذل كل جهد ممكن لتيسير الامور على الناس لتجاوز هذه الازمة." وأضاف "المسألة ستثار بالتأكيد في اجتماع لجنة وزارية غدا (الثلاثاء) ويجب اتخاذ قرار."

ويخشى شارون من أن انتهاك هذا التقليد اليهودي سيؤدي الى زيادة المعارضة لخطته من جانب المستوطنين والكثير منهم من اليهود المتدينيين الذين يعارضون التخلي عن أي جزء من الاراضي التي يعتبرونها ارضا ورد ذكرها في التوراة.

لكن تأجيل خطة الانسحاب قد يعطي القوميين المتطرفين المعارضين للخطة مزيدا من الوقت لتنظيم المقاومة.

ورحب الفلسطينيون بالانسحاب من غزة لكنهم يخشون من أن يكون شارون يحاول مقايضة غزة الصغيرة الحجم بمساحات كبيرة من اراضي الضفة الغربية حيث يقيم اغلب المستوطنين اليهود وعددهم 240 الف مستوطن لحرمانهم من اقامة دولة ذات مقومات للبقاء.

وأظهرت استطلاعات رأي أن نحو 70 بالمئة من الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب من غزة لكن المعارضين يرونها "مكافأة للارهاب الفلسطيني."

وفي حادث زاد من هشاشة وقف اطلاق النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين يوم الثامن من فبراير شباط الماضي اصاب مسلحون فلسطينيون بالرصاص اثنين من الاسرائيليين يوم الاثنين قرب موقع للجيش الاسرائيلي في جنوب قطاع غزة.

وأعلنت لجان المقاومة الشعبية المسؤولية عن الهجوم وقالت انها تثأر لمقتل ثلاثة من الشبان الفلسطينيين العزل في رفح برصاص الجنود الاسرائيليين في ظروف اثارت الجدل في التاسع من ابريل نيسان ولمقتل نشط فلسطيني خلال غارة اسرائيلية على مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الخميس الماضي.

رويترز