أول برلمان للشباب المسلم بسويسرا اختتم المؤتمر السنوي العاشر للشباب المسلم في سويسرا أعماله مساء السبت 23-4-2005 في مدينة "لا شو دي فون" غرب البلاد بإطلاق حملة لتأسيس أول برلمان للشباب المسلم على مستوى البلاد. وقد لاقت هذه الفكرة حماسا كبيرا من الشباب المشاركين في المؤتمر بعد أن اقترحها عليهم الداعية الشيخ "صفوت حجازي" الذي تحدث إلى الشباب عن "الإسلام بين النظرية والتطبيق"، معطيا أمثلة كثيرة عن كيفية تطبيق الشباب المسلم للعقيدة الإيمانية في حياته اليومية. وستقع مسئولية متابعة تنفيذ هذه الفكرة على عاتق "مؤسسة الشباب والطفولة" التي يترأسها "غريب العربي"، و"جمعية السيدات المسلمات" برئاسة "نادية الراشدي كرموص"، على أن يكون سن الراغب في الاشتراك في هذا البرلمان ما بين 14 و27 عاما. وقال مراسل "إسلام أون لاين.نت": "أعضاء البرلمان المرتقب الذين سيمثلون الجيل الثاني والثالث داخل الأقلية المسلمة، سيكونون أكثر تناغما فيما بينهم، كما سيتمتعون بالقدرة على التعامل بفعالية أكبر مع المجتمع السويسري الذي ولدوا ونشئوا فيه بعكس الجيل الأول". فكرة رائعة وفي استطلاع للرأي أجرته "إسلام أون لاين.نت" بين الشباب الذين تدافعوا لتسجيل أسمائهم في قائمة الراغبين في المشاركة بالبرلمان المقترح، اتضح اتفاق آرائهم على أن فكرة تأسيس هذا البرلمان أكثر من رائعة، وجاءت في الوقت المناسب، حيث سيتمكن الشباب المسلم من خلاله من طرح ومناقشة أفكاره ومشاكله على طاولة واحدة، والبحث عن حلول مناسبة لها. وقالت "حفصة" 17 عاما: "واقع حياة الأقلية المسلمة في الغرب، وخاصة في بلد مثل سويسرا، يحتم على الشباب المسلم أن يتعامل مع مشاكله بشكل علمي، بدلا من العشوائية التي تشتت جهود المسلمين، ولا تحفظ حقوقهم". وأضافت زميلتها "عبير" لـ"إسلام أون لاين.نت": لدينا "مشكلات كثيرة مشتركة مع أكثر من منطقة في سويسرا، وإذا تحالفنا في هذا البرلمان فسيكون من السهل علينا تبادل الخبرات، والبحث عن أفضل الحلول، وربما ليس على مستوى المقاطعات فقط، بل على المستوى الفيدرالي أيضا". وعلى مستوى الشباب قال "مروان" 20 عاما: "من خلال هذا البرلمان بإمكاننا أن نصبح صوتا واحدا أمام السلطات، وحتى أمام الأحزاب السياسية، وسيساعدنا الجو الديمقراطي الذي تربينا عليه في سويسرا على اختيار أنسب الحلول لمشاكلنا، كما أننا سنستفيد كجيل ثان وثالث من المشكلات التي واجهت الجيل الأول، وكيف تعاطوا معها". الجيل الثاني والثالث ومن المتوقع أن تشهد أوساط الشباب المسلم في سويسرا خلال الأسابيع القليلة المقبلة حملة لجمع أسماء الراغبين في الاشتراك في هذا البرلمان، لا سيما بين الشباب من ذوي الأصول التركية والألبانية والبوسنية، والذين يشكلون الأغلبية بين الشباب المسلم. وتخوف بعض المشاركين في المؤتمر السنوي، لا سيما من الآباء، من سيطرة النزعة العرقية لبعض الجنسيات على فكرة برلمان الشباب؛ ما قد يؤدي إلى إجهاض هذا الاقتراح قبل أن يبصر النور، مستشهدين بتجارب سابقة في العمل المشترك بين أبناء الأقلية المسلمة. إلا أنه بدا من حماس الشباب المشارك في المؤتمر أنهم سيتغلبون على تلك العقبة. وقالت "تيسير" 16 عاما: "لا ألاحظ أي فرق كبير بيني وبين زميلاتي من البوسنيات أو التركيات، فنحن نتحدث نفس اللغة، واهتماماتنا مشتركة، ونتفهم بعضنا كمسلمات دون أية مشاكل، حتى مع غير المحجبات". وتدخل "عبد الرزاق" 18 عاما قائلا: "مشاكل الجيل الأول من المسلمين الذين قدموا إلى سويسرا كانت بسبب عدم إتقانهم للغة مشتركة، مما كان يؤثر على التفاهم بينهم، أما نحن كجيل ثان وثالث فنتفاهم فيما بيننا دون أية مشاكل، فقد تربينا جميعا في نفس المجتمع، ونتحدث لغة واحدة، وتواجهنا كمسلمين مشاكل مشتركة، وهذا في حد ذاته دافع قوي للتعاون المشترك فيما بيننا". وأشار مراسل "إسلام أون لاين.نت" إلى أن تعليقات هؤلاء الشباب تحمل قدرا كبيرا من الحقيقة؛ إذ من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن الفعاليات التي تنظمها الأقلية المسلمة في المدن السويسرية الكبرى تأخذ طابعا إسلاميا مشتركا بغض النظر عن الانتماء العرقي لأفراد الأقلية. "مؤشر إيجابي" من جانبه اعتبر الدكتور "محمد كرموص" رئيس "رابطة مسلمي سويسرا" أن تفاعل الشباب المسلم بشكل إيجابي مع فكرة البرلمان يعد "دليلا ومؤشرا إيجابيا على أن الشباب أصبح على درجة عالية من الوعي بحجم المشاكل التي تحيط به، وأهمية حلها من خلال الشورى والحوار". كما رأى "كرموص" أن "شعور هؤلاء الشباب بأن الأصل العرقي لن يكون عائقا أمام التعاون بين المنحدرين من أصول مختلفة دليل آخر على أن القاسم المشترك بين الأقلية المسلمة في سويسرا هو الإسلام، وأن الفوارق العرقية التي كانت تعوق التعاون بين أفراد الأقلية خلال السنوات الماضية في طريقها إلى الزوال تدريجيا". يشار إلى أن عدد المسلمين في سويسرا قد تضاعف 30 مرة في السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 380 ألف مسلم من بين 7.3 ملايين نسمة هم إجمالي عدد سكان سويسرا، حسب تقدير الخبير السويسري المتخصص في "التعددية الثقافية" ماتيو جياني. |