الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 08:06 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

البيان الاماراتية

المؤتمر نت - شعار البيان
حسن صابر -
عندما هرب الإسرائيليون ليلاً من جنوب لبنان
لم يحدث في تاريخ اسرائيل العسكري أن انسحبت قواتها من دون سابق انذار وفي جنح الظلام مثلما فعلت في الثالث والعشرين من مايو عام 2000 . في هذا اليوم خرجت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان،وكان خروجا مهيناً ومخزياً باعتراف الاعلام الصهيوني الذي اعتبر الانسحاب هروبا من جحيم الأرض اللبنانية التي كانت مقبرة لجنود الاحتلال.
الصحف الاسرائيلية وقتها قارنت بين الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان والانسحاب الأميركى السريع من مدينة سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية منذ ثلاثين عاما . فالمروحيات الأميركية كما كان حال الجنود الاسرائيليين،خاضت سباقا مع الزمن لتسحب ما تبقى للأميركيين من جنود من فوق سطح السفارة الأميركية في سايغون قبل أن تصل إليهم نيران قوات الفيتكونغ الشمالية التي كانت قد بدأت في اجتياح المدينة .
في كلتا الحالتين كان ما حدث هروبا لتجنب المزيد من الخسائر البشرية.ومثلما أحالت قوات الفيتكونغ الفيتنامية حياة الأميركيين في فيتنام جحيماً، فعلت المقاومة التي قادها «حزب الله»، ما هو أكثر بالاسرائيليين . فقد نقل أبطال لبنان المعركة الى داخل حدود الدولة العبرية .
فكلما قام الطيران الاسرائيلي العدواني باستعراض قدراته على المدنيين اللبنانيين العزل من السلاح، يأتى رد المقاومة قاسيا على شمال اسرائيل،الى درجة أن الاسرائيليين في الجليل كانوا ينامون ليلهم في مخابيء تحت الأرض خوفا من كاتيوشا «حزب الله» التي كانت كابوسا يطارد الصهاينة ليلاً ونهاراً.
الأكثر من ذلك أن الاسرائيليين الذين اعتادوا الا يلتزموا وعوداً أو تعهدات للمجتمع الدولي، اضطروا الى أن يعجلوا بالانسحاب من لبنان،قبل ستة أسابيع من الموعد الذي كان رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت ايهود باراك قد قرره للخروج من الجنوب.
تنفس الاسرائيليون الصعداء يوم خروجهم من الجنوب الباسل،لأنه نهاية لمسلسل الاستنزاف البشري الذي عانوا منه قرابة عقدين من الزمن. استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي وقتها أجمعت على أن قرابة 75 في المئة من الاسرائيليين أيدوا الخروج من الجنوب وعدم جدوى البقاء هناك.
باراك يوم الانسحاب لم يجد مايبرر به قرار الهروب من لبنان سوى أن يقول: «كان علينا أن نخرج حتى لاندفن في لبنان والآن انتهت المأساة » . وشاؤول موفاز الذي كان وقتها رئيسا للأركان اعترف بأن الانسحاب جاء لحماية شمال اسرائيل من كاتيوشا حزب الله .
اعضاء الكنيست الاسرائيلي كانوا على يقين بأن الانسحاب لم يكن تنفيذا لوعد قطعه باراك على نفسه خلال معركته الانتخابية، وانما نزيف الدم الاسرائيلي المتواصل بسبب الوجود في لبنان . هكذا تكون المقاومة اللبنانية التي قادها حزب الله، هى السبب في أن تتخذ اسرائيل قرارا أحاديا بالانسحاب من أرض عربية من دون أن تربط الانسحاب باتفاق أو معاهدة سلام مع صاحب الأرض،وهو مالم تفعله من قبل منذ تأسيسها عام 1948 .
لقد حاولت حكومة باراك أن تبرر انسحابها بأنه تنفيذ لقرار مجلس الأمن رقم 425 الذي أصدر في 19 مارس 1978،ولكن تبريرها أثار سخرية المراقبين فقد تساءلوا بتهكم : هل تذكر الاسرائيليون فجأة هذا القرار بعد 22 عاما من صدوره،ومنذ متى تلتزم الدولة العبرية بالقرارات والمواثيق الدولية ؟
خرجت اسرائيل من لبنان مطأطئة الرأس بعد أن تعلمت درسا قاسيا من المقاومة اللبنانية التي سدد الآلاف من رجالها وزعاماتها ثمن الحرية من دمائهم وأرواحهم . في البداية ظنت اسرائيل أن اجتياح لبنان هو نزهة عسكرية. فصول العدوان لم تبدأ في يونيو 1982 .
بل بدأت في السادس عشر من مارس 1978،عندما شن الصهاينة عدوانا واسع النطاق على جنوب لبنان دمروا خلاله مئات المبانى المدنية في العديد من القرى والمدن الى جانب تخريب المزارع ومطاردة المدنيين. بعد ثلاثة أيام من العدوان صدر القرار 425 الذي دعا اسرائيل الى وقف عدوانها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.
وقرر بناء على طلب الحكومة اللبنانية تشكيل قوة مؤقتة للأمم المتحدة في الجنوب . وبالطبع لم يشمل القرار بندا بإدانة العدوان الاسرائيلي الاجرامي بسبب الفيتو الذي يعانيه أصحاب الحقوق المغتصبة،وخاصة الأشقاء في فلسطين المحتلة . اسرائيل أعادت الكرة مرة أخرى في بداية صيف 1982،وكان مبررها المعلن هو القضاء على المقاومة الفلسطينية .
ورغم خروج المقاومة بقيت اسرائيل في الجنوب وكان مسعاها هو أن تحقق الحلم الصهيوني القديم الذي تحدث عنه ديفيد بن غوريون في نهاية الأربعينات وهو اقتطاع جزء من الأرض اللبنانية للاستيطان ومشاريع المياه. ولكن تبين لها أن البقاء في الجنوب سيكلفها ثمنا باهظا،تمخض الاحتلال عن مولد مقاومة لم تتوقعها اسرائيل،فقد تأسس «حزب الله» ومنذ لحظة ميلاده،أدركت اسرائيل أن وجودها على الأرض اللبنانية ليس نزهة بل وبالاً وجحيماً تكتوي من نيرانه القوات الاسرائيلية.
كانت تظن أن اقامة ما سمته منطقة أمنية عازلة في الجنوب بعد انسحابها من بيروت سيوفر لشمال اسرائيل الأمن والأمان .. وتوقعت أيضا أن ينجح اتفاق 17 مايو ـ آيار ـ 1983 الذي وقعته مع نظام الرئيس اللبناني أمين الجميل سيبقى وأنها من خلاله ستبسط نفوذها على لبنان ولكن الاتفاق أسقطه الشعب والبرلمان اللبناني سريعاً.

18 عاما من الجحيم،عاشها جنود اسرائيل في الجنوب. المذابح والغارات الوحشية التي شنها الصهاينة لم ترعب الشعب اللبناني في الجنوب،بل زادت عناد المقاومة وإصرارها على الدفاع عن الأرض اللبنانية. لم يكن أمام الصهاينة في النهاية سوى الخروج من المستنقع اللبناني وانهارت بعدها الميليشيات العميلة التي قادها انطوان لحد خليفة العميل سعد حداد.
ولكن كعادة اسرائيل في اثارة المشاكل، لم تنسحب من قطعة من الأرض وهى مزارع شبعا التي احتلتها عام 1967. وبررت اسرائيل عدم انسحابها من المزارع بأنها أرض سورية وجزء من هضبة الجولان المحتلة،وللأسف ساندتها الأمم المتحدة في ذلك .وفي الوقت الحالي، يتردد أن الولايات المتحدة تسعى لتشجيع اسرائيل على الانسحاب من شبعا مقابل نزع أسلحة حزب الله .
وتقول صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان هناك اقتراحا بجعل مزارع شبعا منطقة منزوعة السلاح ويحظر الدخول إليها بعد انسحاب اسرائيل منها أو أن تنشر بها قوات تابعة للأمم المتحدة. ولكن المطلب اللبناني الرسمى هو أن تنسحب اسرائيل من المزارع مثلما انسحبت من الجنوب في 23 مايو 2000 .
أما مسألة نزع سلاح «حزب الله»، فالحزب لم يكن يوما ميليشيا مسلحة،انما هو حركة مقاومة،وبالتالى قرار مجلس الأمن رقم 1559 لاينطبق على حزب الله لأنه قصد الميليشيات،وهو أيضا مايشير اليه اتفاق الطائف الذي كان هدفه انهاء الحرب الأهلية اللبنانية ولم يكن حزب الله طرفا فيها.
فمقاومة الاحتلال الصهيوني للجنوب كان هدفه الوحيد ومازال . كل أطياف الشعب اللبناني الذين تقاتلوا خلال الحرب الأهلية اعترفوا بذلك . وهذا ما تعيه اسرائيل التي مازالت تتحرش بلبنان وتتحين الفرصة للانقضاض عليه من جديد سواء بوسائل عسكرية أو غير عسكرية.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024