الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 10:22 م - آخر تحديث: 10:04 م (04: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
مبادرة “منتجي وطني” والدور الاعلامي المنشود
شوقي شاهر
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت - معبد برآن في مأرب
المؤتمرنت - استطلاع - عصام السفياني -
مأرب..أريـج التاريـــخ ..زهـرة الجغـرافيا
مخاوفي التي راودتني كثيرا أثناء توجهي إلى مأرب تبددت مجرد مضي يوم واحد في هذه المدينة التاريخية العظيمة..ورغم تمنطق الجميع هناك سواء كانوا صغاراً أو كباراً بالسلاح فإن ارتداء السلاح ليس أكثر من مجرد زينة ألفها اليمنيون منذ عصور سحيقة وإن كانت هناك حوادث أو نزاعات لتحدث في هذه المحافظة إلا أن الآونة الأخيرة شهدت صحوة ملحوظة في كيفية استخدام السلاح وفيما يستخدم.
فالقبائل وقعت ميثاق شرف فيما بينها حيث تتولى كل قبلية حماية ما يقابلها من طريق ومساحات صحراوية لحماية المسافرين والغرباء وأصحاب المصالح التجارية وهي تقوم بدور مهم يسند دور رجال الأمن في المحافظة وأجمل ما قامت به القبائل مؤخراً هو اتفاقها على إعلان الحرب على موردي المخدرات الذين يستخدمون مأرب كطريق عبور للمخدرات إلى أماكن أخرى وقد أثمر هذا الاتفاق عن مصادرة كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات تفوق كمياتها ثلاثة طن خلال شهر واحد إضافة إلى قتل أحد أكبر موردي المخدرات في اليمن وهو المهرب السعودي (أبو أس) بعد أن أقدم على قتل نجل أحد مشائخ مأرب أثناء مطاردته له في الصحراء.
كما أن التعليم شهد نمواً في المحافظة حسب مدير مكتب التربية حيث أكد أن الفتاة الماربية تمثل 45% من إجمالي الملتحقين بالتعليم في المحافظة وهذا رقما لم يكن في الماضي إلا ضربا من أحلام اليقضة.
أثناء مقيل جمعني بالعديد من الشخصيات الاجتماعية والمسؤولين في منزل مدير مكتب التربية بمأرب استطعت الخروج بانطباع جيد عن مستوى الوعي الذي وصلت إليه المحافظة وبنيها في معالجة العديد من القضايا الهامة ويكفي أن نشير هنا إلى أن الجهات المختصة بالتنسيق مع مشائخ المحافظة استطاعت القضاء على ظاهرة الغش المنظم في المحافظة في امتحانات الثانوية والإعدادية.
بعد قضاء ليلة ونصف نهار ومأرب كان على في الصباح التوجه إلى سد مأرب العظيم مفخرة السبئيين ومعجزتهم التاريخية وتذكرت أسطورة الفأر الذي هدم سد مأرب وشرد قبائلها في جميع أنحاء الجزيرة العربية وحكاية بلقيس مع سليمان وغيرها من الأشياء التي دونها التاريخ والقرآن عن مأرب ومملكة سبأ المزارع المنتشرة في مأرب تؤكد بوضوح أن الجنتان التي حكى القرآن الكريم عنها في مملكة سبأ كانت ثمرة لعبقرية الإنسان اليمني وثراء الطبيعية
يقع سد مأرب إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ويبعد عنها نحو (8 كيلو مترات) شيد سد مأرب الذي كانت تطلق عليه النقوش مصطلح (ع ر م) على وادي أذنه الكبير بين مأزمي الجبلين البلق الشمالي والبلق الأوسط وسلسلة جبال البلق وهي التي تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية قبل أن تلتقي بالصحراء، والصحراء المعنية هي ذلك الجزء من فلاة اليمن أو جزر اليمن الشرقي- الذي يمتد بين مأرب وشبوه، وتصب فيه معظم أودية الشرق ويسميه الجغرافيون العرب بمفازة صيهد ويطلق عليها حالياً- اسم رملة السبعتين وبين مأزمي جبلي البلق الشمالي والبلق الأوسط يضيق وادي أذنه بحيث يكون موقعا طبيعيا يصلح لإقامة سد وتتسع منطقة التجمع في أعلى المضيق بحيث تبدو وكأنها حوض مثالي لاحتواء المياه- ووادي أذنه- (أذ ن ت) في النقوش- هو أعظم أودية اليمن وميزابه الشرقي، وتشمل روافده أكبر مساحة بين روافد أودية اليمن الأخرى.
- تاريخ بناء السد واندثاره:
يعود تاريخ بناء السد إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد كأدنى تاريخ معروف وذلك بناء على ورود اسم أحد مكاربة القرن السابع قبل الميلاد في نقش مثبت على مبنى المصرف الجنوبي وهذا المكرب هو (يثع أمر بين بن سمه علي ) وقد تعرض هذا السد للتدمير عدة مرات بسبب تراكم الترسبات الطمثية في حوضه ذكرت النقوش أربع منها الأولى في عهد الملك (ذمار علي ذرح بن كرب إل وتر) الذي حكم في الربع الأخير من القرن الأول الميلادي، والمرة الثانية في عهد "شرحب إل يعفر بن إل كرب أسعد) الذي حكم في منتصف القرن الخامس الميلادي والمرة الثالثة والرابعة كانت في عهد أبرهة الحبشي في سنة (552) ميلادية.
والآن لم يبق من آثار السد القديم سوى بعض معالم لجدار السد أو السد نفسه ومباني المصرفين الكبيرين اللذين كانت تخرج بواسطتهما المياه من جانبي السد أو الصدفين الشمالي والجنوبي إضافة إلى القناتين الرئيسيتين اللتين كانتا تربطان المصرفين بالجنتين- ومقاسم المياه في الجنتين- الأراضي الزراعية الشمالية والجنوبية – وهي سدود تحويلية صغيرة تقسم المياه التي تصلها من القناتين الرئيسيتين:
في عام 1984م أعلن عن إعادة بناء سد مأرب وقام رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح والشيخ زايد بن سلطان بوضع حجر الأساس لبناء سد مأرب الجديد في منطقة السد الجديد حالياً والذي يقع على بعد ثلاثة كيلو مترات من السد القديم وتم افتتاح السد الجديد عام 1986م من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والشيخ زايد بن سلطان.
بعدها توجهت إلى معبد برآن "عرش بلقيس الذي يقع على بعد 4 كيلو مترات إلى الجنوب الغربي من مأرب القديمة وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد 1 كيلو متر. وتتجلى للزائر في هذا المعبد عظمة الإنسان اليمني وقدرته على تطويع الطبيعة وفق رغبته، بناء المعبد تم بطريقة هندسية فريدة وتدل على المستوى الحضاري الراقي الذي وصل إليه الإنسان اليمني في عهد المملكة السبئية ويعتبر هذا المعبد أحد أهم معابد مملكة سبأ التي بنيت للإله (المقه) وتعود أهميته باعتباره المعبد الوحيد الذي أجريت فيه تنقيبات أثرية منهجية كاملة على أساس علمي ويعود تاريخ أقدم المراحل المعمارية فيه إلى عصر المكربين وبداية "القرن السادس ق.م".
ويطلق على هذا المعبد في النقوش اليمنية القديمة اسم (برآن) عثر على هذا الاسم على أحد أعمدة المعبد وقد أشتق أصحاب المعجم السبئي كلمة برآن من الجذر الثلاثي (برأ) مهموز الأخر بحذف النون وهي بمعنى شاد أو بين أو بدى وتدل ايضا على (الإبراء) أي التخلص من الذنوب أو الأمراض وتتقدم منصة المعبد ستة أعمدة من الحجر مستطيلة لاشكل قطع كل منها من حجر واحد وتوجد خلف هذه الأعمدة بقايا قواعد أربعة أعمدة موازية للأعمدة الأربعة الوسطى من أعمدة الصف الأمامي السنة..
ويقف الزائر لهذه الأعمدة مبهوراً أمام مشهد لا يقل روعة عن فنتازيا الخيال العلمي. فكيف استطاع السبئيون تقطيع هذه الأحجار التي يزيد طول العمود فيها عن أربعة أمتار وماهي الآلات التي تم استخدامها في عملية التقطيع وكيف نقلت من الجبال إلى بطن الوادي أسئلة كثيرة تتردد في ذهن من يشاهد هذا الإبداع العظيم كما أن أحجار الرخام المرصوصة على الحافة الداخلية للمعبد تبدو هي ايضا أكثر تألقا وجمالا حين تسقط عليها أشعة الشمس وترسم في تجويف هذه الأحجار ألوان بديعة وكأنها مصابيح كهربائية ملونة حينها لا يلبث الزائر لهذه الأماكن في مارب إلا أن يحني رأسه إجلالاً لمن رسموا بأناملهم لوحة رائعة على جدار التاريخ.
محرم بلقيس
ويقع هذه المعبد إلى الجنوب من مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنه وهو بناء كبير وضخم تغطى الرمال معظم أجزاءه وتشير النقوش إلى أن تاريخ بناء المعبد يعود إلى عهد المكرب السبئي (يدع إل ذرح بن سمة علي) الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد ولم تفلح جهودي في إقناع حارس المعبد بالسماح لي بمعاينة المعبد عن قرب والذي أوضح لي بأنه لا يفتح لأي زائر مهما كان واكتفيت بالدوران على المعبد والتقاط صورة له من زاوية بعيدة.
وفي عامي 51-1952م أجرت المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان تنقيبات جزئية في ساحة مبنى المعبد وكشفت تلك التنقيبات عن مخطط المعبد ويتكون المعبد من سور بيضاوي الشكل تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخله (100× 75 متراً) وسمك جدار السور ما بين (3.90 متراً إلى 4.30 متراً ويوجد في الجهة الغربية منه فتحه في بناء السور اتساعها 88 سم وهذه الفتحة بمثابة باب في تلك الجهة بينما المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها ما بين 4.65- 5.30م)
مأرب القديمة
في هذه المدينة التي أوشكت على السقوط بكاملها ولم يعد يبقى منها إلا القليل من المنازل الترابية يستنشق الزائد لها عبق التاريخ اليمني العريق وحضارة شعب بالأمس كان غير أن إهمال هذه المدينة من قبل الجهات المختصة يبعث على الأسى في النفس.
وتقع مأرب القديمة إلى الجنوب من مأرب الجديدة ويوجد بها مسجد سليمان الذي تدل النقوش على أنه بنى في عام 467 للهجرة ويحتوي المسجد على 52 عمودا حجريا يزيد طول الواحد منها عن 4 أمتار وتوضح تفاصيل المسجد أن المسجد كان معبدا قديما من عهد الدولة السبئية نظراً لتشابه النمط الهندسي لبناءه مع المعابد السبئية الأخرى وكذلك سقفه المهني من الأخشاب وواجهته القبلية التي تدل بوضوح على أن المسجد طرأ عليه بعض التجديد ويلف المدينة سور قديم متهالك كان يستخدم كمصد للغزاة كما ذكرت النقوش.
بعد قضاء 3 ساعات على متن السيارة التي اقلتني من صنعاء باتجاه الشرق قاطعاً 173 كيلو مترا إلى مأرب وقضاء ثلاثة أيام في هذه المدينة العريقة هانئذ أرجع صنعاء وفي النفس شجون وهو لا يذوي فقد عشقت هذه المدينة وطريقة عيش أهلها من أعماقي وتمنيت لو أكون أحد قاطنيها رغم قساوة الطبيعة فيها أحيانا وروعتها حينا آخر نظرا لتحكم المناخ في حرارة الجو وبرودته.
لكن حضارة السبئيين وإبداعهم يجب أن نقف لهم إجلالا ونطأطئ الرؤوس احتراما لهم ونحمي ما تبقى من آثارهم الخالدة في سفر التاريخ









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024