سفراء العاصمة يعيشون الموسم الأسوأ لم يكن اشد المتشائمين من جماهير فرق العاصمة توقعاً أن تتساقط فرقها في دوري الأضواء كالفراشات في ظل عرض كروي يبعث على الرأفة ويستجدي الشفقة لحالها المصاب هذا الموسم بالوهن، بل إنه لم يخطر على بال أحد أن يتحول رقمها القياسي لهذا الموسم في عدد الفرق الممثلة لأي محافظة من المحافظات إلى لعنة ترسلها لاحتلال رقم قياسي آخر ولكن في عدد الفرق المهددة بالرحيل إلى دوري المظاليم. فأهلي صنعاء، و(22) مايو، واليرموك، ووحدة صنعاء، وشعب صنعاء هم سفراء الكرة العاصمية في دوري النخبة؟ ورغم ما تحمله هذه الفرق من رصيد كروي حافل تشهد عليه سجلات مواسم خلت، وبالتحديد قطبي الكرة في العاصمة صنعاء الأهلي والوحدة وحصولها على أربع بطولات للدوري العام خلال عهد الوحدة المباركة. وإذا بها هذا الموسم تقدم مشهداً تراجيدياً محزناً لما وصلت إليه هذه الفرق في ظل سياسة إدارية أثبتت عجزها وفشلها الذريع في إعادة الروح لفرقها وإن اختلف المشهد قليلاً عن بعضها. عجز الإمبراطور: فإمبراطور الكرة اليمنية وصاحب الصولات والجولات فَقَدَ عرش امبراطوريته الكروية في ظل عجزه الواضح عن دخول عرش الكبار وهو يجاهد منذ الوهلة الأولى لاحتلال مقعد بين ثلاثي المقدمة مفضلاً مبدأ "المناوشة" من بعيد وهو يحتل التريب الخامس برصيد (33) نقطة. أهلي صنعاء صاحب بطولتين من إحدى عشرة بطولة سابقة وصاحب الوصافة للموسم السابق وبطل كأس الرئيس العام الماضي يمثل مشهداً من المشاهد الخمسة لحالة التراجع التي أصابت الكرة العاصمية. ثلاث المؤخرة: وإذا كان ذلك حال الإمبراطور فإن المشاهد الأربعة المتبقية تدعو عشاق هذه الفرق إلى إعداد "صيوان" العزاء والبكاء على أطلالها الكروية بعد أن تحولت من فرق لها صولات وجولات تصنع لها الفرق الآخر حساباتها المعقدة لفرقٍ ترتعد فرائص عشاقها من جمهورها العريض بأن تعود من كل جولة إلى أعشاشها بهزائم مدوية. فبعد اعتلاء تلاثي المؤخرة: اليرموك، الوحدة ، الشعب لصدارة الذيل لترتيب الفرق ها هو اليوم وحتى نهاية الجولة الواحدة بعد العشرين لإياب القدم يدخل فريق (22) مايو مراكز الخطر باحتلاله للترتيب التاسع برصيد (26) نقطة، وبفارق الأهداف عن شباب البيضاء العاشر وإذا لم يتدارك الفريق خطورة الوضع الذي وصل إليه فإن الوقت لم يعد كفيلاً لمداواة ما أفسده الفريق في الجولات السابقة بعد أن كان يزاحم الفريق الآخر على مقاعد المقدمة. فيما تعيش ثلاثي النوم في عسل الزمن الجميل وضعاً لا تحسد عليه. فاليرموك والذي بدأ موسمه بالصدارة يكرر حكاية الموسم السابق عندما فرَّ بجلده في اللحظات ا لأخيرة من الهبوط، ولكن يبدو الوضع مختلفاً هذا الموسم لأنه بات مرشحاً من الجولة السابقة للعودة إلى الخلف خطوة من جديد. فهل يكرر يرموك الروضة الصنعانية حكايته مع الموسم السابق أم أن بقاء الحال من المحال – فيما يعيش فريق الوحدة وزعيم الفرق اليمنية موسماً صعباً بعد أن فقد زعامته. فصاحب بطولتين سابقتين ومبكي شباك الهلال السعودي في موقعة تاريخية للفريق في صنعاء مهدد الآن، لأول مرة في تاريخ النادي بالسقوط والعودة إلى مصاف فرق الدرجة الثانية. الوحدة والذي يحتل الترتيب الثالث عشر برصيد (19) نقطة ويتقدم عليه اليرموك في المقعد الثاني عشر وبفارق الأهداف عادت إليه بعض من الروح في الجولة الحادية والعشرين بعودة مهاجمه ناصر غازي من رحلة احترافه مع فريق النجمة البحريني. الساحر وضابط إيقاع صفوف الفريق الأزرق هل يكون قشة النجاة للفريق قبل الغرق في دور المظاليم؟ فيما يعيش فريق شعب صنعاء موقفاً لا يحسد عليه بعد أن حسمت الفرق الأخرى مصير الفريق وبات يستعد للعودة من جديد للدرجة الثانية بعد عودته إلى الأضواء هذا الموسم في ظل رفض لاعبيه الخروج عن صدارة المؤخرة برصيد (13) نقطة، ومع بقاء خمس جولات قبل إسدال الستار على الموسم الكروي الحالي يظل المشهد غائماً لأندية العاصمة والذي يتمنى عشاقها أن تأتي خاتمتها أقل ألماً من ألمها الحالي. وهذا ما ستكشف عنه قادم الجولات الخمس قبل إقفال سجلات "دورينا" فكيف سيكون مشهد الختام لها؟. |