الأربعاء, 09-أبريل-2025 الساعة: 05:09 م - آخر تحديث: 04:04 م (04: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - سعادة عبد الله البادي - سفير سلطنة عُمان بصنعاء
بقلم : نــزار العبــادي -
سعادة السفير في مهمة ديمقراطية
سعادة السفير يستبق دفء الصباح ، ويكتسي البياض الناصع ، وبلمح البصر يفرغ من ربط عمامته ليغادر مقر إقامته بصنعاء على عجل بينما لم يزل الجميع في نوم عميق..
سعادة السفير لم يكن على موعد مع الرئيس ، أو وزير الخارجية ، أو يتأهب لاستقبال وفد بلاده إلى صنعاء.. بل هو في مهمة ديمقراطية يمارس مسئولياته فيها من موقع أدنى ، ومن حيث يقف آخرون على "جسور الثقافات" استعداداً للعبور إلى ضفاف الحقوق الإنسانية، والحريات ، والمفاهيم الكثيرة التي لطالما عنونت طريق (جنيف) وعالم الأمم المتحدة.

سعادة السفير مبتعث من سلطنة عُمان إلى صنعاء ليمثل بلاده ديبلوماسياً ، إلاّ أنه لم يقتنع بغير تمثيل كينونة السياسي الإنسانية ، ورسالته الديمقراطية حين وضع نفسه بين ناشطين بمنظمات جماهيرية مدنية ضمن دورة تدريبية إقليمية حول "آليات الأمم المتحدة في حقوق الإنسان"، ليؤكد للجميع أن في الديمقراطية تتعادل الحقوق ، وتتكافأ الفرص ، وتلتغي المراكز الوظيفية ، فيما يبقى الوعي بالممارسة وحده الفيصل في مفاضلة الأفراد..

ربما لم يكن الحاضرون يعلمون أن السيد عبد الله البادي سفيراً لسلطنة عُمان بصنعاء ، لكنهم حين سمعوا الدكتور عبد الكريم الأرياني – المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ، ورئيس المنتدى- يُرّحب بحضوره ، ويكشف هويته لم يجدوا فرصة للذهول .. فقد كنت أرى أعينهم وهي ترسم وقفة إكبار وإجلال وإعجاب لهذا الرجل الذي ترك مكتبه ، وسُعاته القائمين على خدمته، وحرّاسه من أجل دورة تدريبية في الصكوك الدولية لحقوق الإنسان!

ربما لا يصدق البعض بسهولة أن سفيراً عربياً رفيعاً يطيب له الاستماع لما يقوله خبراء جنيف عن حقوق الإنسان.. وأن مسئولاً عربياً بدرجة سفير يتخلى – مؤقتاً- عن كل امتيازاته من أجل الوقوف في صف المدافعين عن حقوق الإنسان ، والمكافحين لغرس ثقافتها ، وتنمية الوعي بمفاهيمها، وممارساتها العملية..!

سعادة السفير لم يضع في رأسه إطلاقاً أن الدورة ينظمها منتدى في بلد فقير .. ولم يخطر على باله أن بلاده تساعد هذا البلد بمشاريع تنموية ، ولم يكن في حساباته أرقاماً يقايس بها الأفضلية أو يفاضل بموجبها بين خيارات جغرافية..! لكنه كان يعي تماماً أن الإنسان لا تتغير قيمه الاعتبارية على أساس من الزمان أو المكان ، وأن الثقافة السامية هي التي تترجم معانيها أينما ارتحلت ، وتؤكد أخلاقياتها أينما حلّت.. فتلك هي المفاهيم الديمقراطية التي حملها سفير عُمان إلى خارج أروقة الديبلوماسية.

سألتني إحدى المتدربات : ما الذي يضطر سعادة السفير لحضور دورة في آليات الحقوق الإنسانية في صنعاء ؟ أليست عُمان بلاد غنية وبوسع سفراؤها تلقي ما يشاءون من الدورات في جنيف !؟
سبقتني زميلة لها الإجابة – كما لو أن السؤال استفزها – قائلة: وهل تعتقدين أن الدكتور الأرياني مضطر لتأسيس منتدى جسور الثقافات وهو المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وأمين عام الحزب الحاكم ! فهؤلاء الناس سياسيون من طراز خاص .. لا تحلو بأعينهم الحياة إلاّ عندما يشعرون أنهم يخدمون شعوبهم ، ويمارسون إنسانيتهم فعلياً ، خلافاً للكثير من السياسيين المتوارين خلف الكراسي ، والأبواب الموصدة ، والحراسات المشددة ، ويجعلون من أنفسهم كائنات فوق البشر!

فأضفت لتعليقها: الدكتور الأرياني وسعادة السفير العُماني وغيرهم ممن هم على شاكلتهم يمارسون المسئولية من موقع أدنى ، لأنهم بتواجدهم في صفوف منظمات المجتمع المدني تتعزز الثقة لدى الإنسان العادي بأهمية المنظمات ، وعظمة الأدوار التي تقوم بها .. كما أنهم – بوجودهم فيها – يشدّون أنظار مجتمعاتهم إلى القضايا التي يتداولونها : من حقوق الإنسان ، إلى حريات التعبير ، وحريات الصحافة ، وحقوق المرأة ، وغيرها من الأمور التي أصبحت مثار جدل ثقافة العصر، وبالتالي لن يجدوا في الديمقراطية ما يخافون منه على مستقبل أجيالهم.

لا شك أن العُمانيين يتألقون في كل مكان يضعون فيه أقدامهم ، وأن مبادرة سعادة السفير – عبد الله البادي – أثارت في نفوس الكثيرين تساؤلاً : يا ترى إلى أي مدى تطورت المؤسسة السياسية العُمانية ؟ وكيف تنامى الوعي الفكري لدى العُمانيين إلى الدرجة التي باتوا يستبقون دول المنطقة إلى المبادرات الخلاّقة ، والممارسات المسئولة؟ وكيف نهضوا بهذه السرعة بعد حقب الضياع المريرة التي قاسوها قبل بزوغ فجر السلطان قابوس بن سعيد؟ ويا ترى أي سفير عربي يجرؤ على الإتيان بما جاء به سعادة السفير العُماني ؟

سعادة السفير لا تنقصه المعرفة بحقوق الإنسان ليتلقى الدروس فيها ، بل أنه حمل إلى أروقة جسور الثقافات رسالة بليغة يؤكد فيها أنه إذا كانت العلاقات الإنسانية تحكمها القيم ، فلاشك أن تنميتها رهينة التعايش ، وسلامها يعززه الحوار ، وليس من حياة آمنة بغير مد المزيد من الجسور الثقافية بين الشعوب !

ربما لاشيء يفي سعادة السفير العُماني حقه ، غير أن تُقابل المفوضية السامية العليا لحقوق الإنسان مثل هذه الشجاعة النادرة بتوسيمه بلقب( سفير حقوق الإنسان العربي)، وأنني لأدعوها لهذا تكريماً للقيم النبيلة التي يتحلى بها بعض سفراؤنا الأفاضل ..

تنويه:(الصورة لسعادة السفير وليس لكاتب المقال)
[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025