|
المناضلة أنيسـة سليمـان تتذكر بطولات ثــ 14ـــورة أكتوبر وتضحيات الشهداء لعبت المرأة في بلادنا دوراً نضالياً بارزاً في الكفاح المسلح فقد شهدت الساحة النضالية في بلادنا، نساء حملن السلاح، وقاتلن قتال الرجال في المحميات الجنوبية، كالشهيدة الردفانية بنت سعد الأغضب التي استشهدت في يوم الأربعاء الموافق الأول من يوليو 1964م، ونجوى مكاوي، وسعاد يافعي وزينب حميدان، ونعمة سلام، وخور شيد محمود، وغيرهن. واليوم وبلادنا تحتفل بالذكرى الـ(42) لقيام ثورة 14 أكتوبر حق علينا أن نحاور إحدى المناضلات التي قارعت الاستعمار البريطاني جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.. مسردةً جزءاً من ذكريات شقيقاتها المناضلات. - هل لكم أن تحدثونا عن دور المرأة في الكفاح المسلح؟ · في البدء أشكركم على هذه الاستضافة، وأما بالنسبة لسؤالكم، فلقد سارت المرأة في طريق النضال ضد الاستعمار البريطاني لإيمانها بأن دورها لا يقل عن دور أخيها في جبهة القتال، وأتذكر أنه ذات يوم نظمنا مسيرة في التواهي ونحن صائمات ولم نشعر بالخوف أو الجوع، أو الإرهاق.. حتى جاءت دورية بريطانية، وأخذت مجموعة منا إلى سجن شرطة المعلا بينهن (نجاة راجح، وعيشه سعيد، ومنيرة منيباري، وعادلة عوض، وسعاد يافعي، وهيام معنوف، ونجوى مكاوي، وأنا) وبقينا في السجن لمدة 24 ساعة تقريبا.. وذاع صيتنا في الدول العربية، وأُرسلت لنا أقلام مداد وعليها أسماؤنها..كما حدث ذات يوم وأطلقنا القنابل المسيلة للدموع وكذا الرصاص الحي، ونحن نقود إحدى المظاهرات في شوارع عدن.. ولم نكن نعير تلك الأفعال البريطانية أي اهتمام، لأننا كنا أصحاب هدف كبير وهو تحرير بلادنا من دنس المستعمر.. ولا يهمنا إن خسرنا أرواحنا فهي فداء لتحقيق ذلك الهدف. هنا.. مات مدرم - وماذا أيضاً؟ · أيضاً ساهمنا في تنفيذ مهام حراسة (العقبة – باب عدن) بمعية أحد الإخوة (ثاني يوم للاستقلال) كنا نوزع المنشورات السرية، كنا نقوم بإجراء الإسعافات الأولية للفدائيين، والجرحى، وهنا تحضرني حادثة إسعاف، الشهيد مدرم – رحمه الله- فقد أسعف إلى منزل والدتي – عيشة علي عبيد التي كانت تسعف الفدائيين دون خوف أو وجل- وأجريت له الإسعافات الأولية، في محاولة منا لإنقاذه، ولكن وللأسف فارق الحياة. - كيف انضممتِ إلى الجبهة القومية؟ · كنت واحدة من ضمن عدد كبير من الفتيات اللاتي التحقن بتنظيم الجبهة القومية، أمثال عائدة يافعي، وفوزية جعفر، وثريا منقوش، وأنيسة الصائغ، وفتحية باسنيد، وأخريات تخونني الذاكرة في ذكرهن. - ومن أخذ بيدكن للانضمام إلى ذلك التنظيم؟ · هي المناضلة زهرة هبة الله، والتي كانت تتحمل مسئولية الإشراف على جميع الخلايا، ونحن كنا مسئولات عن حلقات التثقيف التي نشرح فيها ما يجري على الساحة في بلادنا، وكنا نجتمع سريّاً في منازلنا، كما كنا نُعِّرف (الأميات) ما يدور في الوطن العربي من كفاح مسلح ضد الاحتلال في مصر، والجزائر، وغيرها، كانت كل واحدة منا لها منطقة: فواحدة في منطقة الشيخ عثمان، وأخرى في دار سعد، وثالثة في التواهي.. وكل واحدة لها مهمة خاصة بها، وكانت من الفتيات اللاتي معنا في الحلقات سلوى سليمان رحمها الله، وإلهام باهيصمي وإلهام عيدروس ورجاء محمد سعيد وملكة مون وغيره. أمي سقتني الشجاعة - ومن شجعكن على تلك الأعمال؟ · والدتي سقتنا الشجاعة، وزرعت فينا الثقة للمشاركة إلى جانب إخواننا المناضلين والمناضلات.. وأعطتنا الحرية في اختيار نوع النضال.. وكانت هناك فتيات يساعدن الثورة مادياً، أو معنويا وفقاً لقدرتهن وإمكانياتهن. - وكيف كان شعوركن يوم نيل الاستقلال في 30 نوفمبر، وخروج المستعمر البريطاني، مهزوماً من الجزء الجنوبي المحتل؟ · كانت فرحتنا لا توصف بهذا اليوم، وخرجت النساء تزغرد في الشوارع ويهتفن بروح الجبهة القومية، ومشيدين بثورة (14) أكتوبر التي خلصتنا من نير المستعمر البريطاني. |