الاشتراكي.. مخاض الإيجابية.. خاض الاشتراكي –ممثلاً بتياره الوطني العقلاني الموضوعي- مخاضاً قاسياً بدءاً من اللحظات الأولى لإعلان المؤتمر العام الخامس؛ حيث جرت جملة من النقاشات والحوارات، والتداخلات الفكرية السياسية حول الكيفية التي ينبغي بها للاشتراكي خوض غمار المرحلة القادمة من نضاله الوطني في دولة الوحدة، ذلك المخاض الإيجابي أفضى إلى إنجاح أعمال المؤتمر العام، واختيار قيادة وطنية وسياسية مجربة وتحظى باحترام الشارع اليمني ممثلة بالدكتور ياسين سعيد نعمان-الأمين العام للحزب. واليوم نجد أن قيادة الاشتراكي استطاعت –ومنذ اختتام أعمال المؤتمر العام الخامس، وحتى اللحظة- أن تخطوَ خطوات هامة في المسار الوطني، والسياسي لعل أبرز ملامحه يمكن إيجازها بالآتي: أولاً: في إطار وجود الاشتراكي ضمن أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك، استطاع الحزب أن يؤطر دوره، ويحدد الأساسيات في أولويات المشترك دون إلغاء شخصية الحزب. ثانياً: اتّباعه لخطاب سياسي وإعلامي اقتربت كثيراً من الرصانة والحصافة بعدما ابتعد عن أساليب المكايدات والمناكفات الصحفية. ثالثاً: استطاع الاشتراكي إعادة فتح الحوار مع شريكه في تحقيق الوحدة اليمنية –المؤتمر الشعبي العام- باتجاه تنقية الأجواء بين الحزبين وإزالة آثار الماضي ومخلفات أزمة حرب صيف 1994م. إلا أن هذا النجاح الذي خطاه الاشتراكي يبدو أنه لا يلقى رضىً، ولا تجاوب بعض مراكز القوى في الاشتراكي الذين عاشوا، ويعيشون على أجواء التوترات والخلافات، ويرتزقون من خلال اختلاق الأزمات، سواء داخل حزبهم أو من خلال رميها في طريق الحوارات التي يخوضها الاشتراكي مع غيره من الأحزاب. إلى ذلك نجد أن ثمة أطرافاً كثيرة في الاشتراكي مرحبة ومستبشرة خيراً من حوار الاشتراكي مع المؤتمر الشعبي العام، في حين نجد أن الطرف الذي أسماه مصدر رفيع بالاشتراكي "بالديناصورات السياسية" في الاشتراكي هي من تحاول: ليس فقط عرقلة حواره مع المؤتمر، ولكن يمتد ذلك إلى درجة استمرار محاولاتها "لخبطة" حوارات الاشتراكي مع أحزاب المشترك من جهة، ومحاولة جره إلى نقطة تأييد ما يسمى "معارضة الخارج" من ناحية أخرى وتوريطه في خانة الاشتباه. وعليه فإن المراقبين السياسيين يرون إن ما يمر به الاشتراكي وتمر به قيادته هو مخاض عسير مرتبط بمخاض ما قبل المؤتمر العام الخامس، وأثناء انعقاده، ومع ذلك فإنه مخاض جميل لأنه سيفرز -في الأخير- إيجابية تعيد للاشتراكي موقعه الوطني الجيد من كل القضايا الوطنية،وسوف يُذهب بالنزق والقفز على الواقع وتجار الأزمات من صفوفه؛ خدمة للاشتراكي ولدوره في الحياة السياسية عامة، وهذا ما نتمناه للاشتراكي ولكل القوى الوطنية الحية في البلاد. |