|
أبحاث الشيخوخة .. نحو فهم أوسع وتجارب أعمق يعقد بين 9 و 12 ديسمبر القادم المؤتمر الثالث عشر للقاء الدولي السنوي للأكاديمية الأميركية لمكافحة الشيخوخة، في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية لمناقشة آخر المستجدات والأبحاث المتعلقة بالشيخوخة والحد من آثارها على الجسم والحلقات الدراسية حولها. ويتوقع رئيس الأكاديمية الدكتور روبرت غولدمان أن يبلغ عدد الحضور من الأطباء وغيرهم من العاملين في المجال الصحي ما يزيد على 6000 آلاف مشارك. وتقول الأكاديمية ان هذا المجال الطبي تطور في السنوات العشر الأخيرة بشكل يصفه المراقبون الطبيون أنه مذهل. إذْ يبلغ حجم سوق المنتجات الطبية وغيرها الخاصة بمكافحة الشيخوخة في الولايات المتحدة وحدها وفي عام 2004 فقط مبلغاً يتجاوز 45,5 مليار دولار. بمعدل نمو سنوي يبلغ 9,5 % ما يعني أن حجم السوق سيبلغ في عام 2009 بالولايات المتحدة دون غيرها من دول العالم حوالي 72 مليار دولار بحسب إحصائيات شركة «بيزنيس كزمينويكشن» الصادرة في فبراير 2005. الشيخوخة حالة صحية وطبية تستدعي التعامل السليم بعيداً عن التعرض لآليات العمليات البيولوجية الحيوية في شيخوخة الخلايا أو التركيز على جوانب فردية من عناصر الشيخوخة كتجاعيد الجلد أو الذاكرة أو المفاصل. وبشمول نظرة الى مشكلة الشيخوخة كحالة يتعرض لها معظم البشر ممن يحظون ببلوغ مراحل متقدمة من العمر. تتميز البحوث الطبية الصادرة في الآونة الأخيرة بالتركيز على كل ما يتعلق بالشيخوخة من الأمراض والتغيرات الصحية ووسائل العناية والرعاية للمسنين في كافة الجوانب المحتملة وذلك لأسباب عديدة أهمها ارتفاع معدل عمر الإنسان في كثير من المجتمعات العالمية. وظهور دراسات طبية كثيرة تربط بين الظهور المبكر للتغيرات الخاصة بالشيخوخة لدى متوسطي العمر نتيجة لعوامل بيئية وغذائية جمة. إضافة الى أن هناك نوعاً من الاهتمام العام الذي يصل الى حد الخوف لدي البعض من ظهور أعراض الشيخوخة على الجلد والشعر والأسنان وكثير من حواس الجسم مما يدفعهم الى اللجوء الى ما يعيد مظهر الشباب لهم بالوسائل المفيدة وغير المفيدة. وهو ما لم يعد اليوم مقتصراً على النساء المتقدمات في العمر بل حتى الرجال وأيضاً متوسطي العمر من الجنسين. إن الاهتمام الطبي العالمي اليوم بالشيخوخة له ما يبرره لأن الأمر لا يقتصر على تجاعيد الجلد أو بياض الشعر بل هو أوسع منهما بكثير ومن الظلم النظر الى هذين الأمرين على أنهما مظاهر الشيخوخة. فالحد من ظهور أعراضها على ما هو ظاهر أو مستتر من الجسم وكذلك حماية الجسم من التأثر بمتغيراتها خاصة على وظائف الأعضاء الداخلية أو الحواس أو القدرات الذهنية أو الأداء العاطفي تلك التي كان ينظر اليها بأنها أمور وتغيرات طبيعية لم يعد مقبولاً اليوم البتة من الأطباء والهيئات الطبية العالمية. كما أن تطور مفهوم الخدمة الطبية العلاجية والرعاية الصحية الوقائية في الآونة الأخيرة واستيعاب كثير من الأطباء لمعاني روح هذه الخدمة تفرض النظر بشكل أشمل وفي نفس الوقت أدق الى أمرين. الأول متطلبات الإنسان الشخصية للعيش بصحة ونشاط وأيضاً باقتدار للقيام بتكاليف الحياة على المستوى الشخصي والاجتماعي والعملي. والثاني كذلك النظر الى متطلبات رعاية صحة أعضاء جسمه بكل ما تشمله هذه الجملة. وهذان الأمران لا يمكن أن يتما مطلقاً دون بذل نوعية جديدة من التعامل الطبي السليم مع مشاكل الشيخوخة وظهور ملامحها لأن الهدف من الرعاية الطبية والصحية في كل مرحلة من مراحل العمر لها غاية. فالعناية بالأطفال غايتها تهيئتهم لمتطلبات خوض غمار الحياة بعد تخطي مرحلة المراهقة. والعناية بالحامل غايتها المحافظة على سلامتها وسلامة واكتمال نمو الجنين وتيسير خروجه الى العالم. وكذلك حال من تقدم به العمر فالغاية هي توفير الراحة له والعناية الطبية لحمايته من النكسات الصحية أو تقليل تأثير الأمراض المزمنة التي لديه وذلك كي يستمتع بكل ثانية من عمره بعد أن أدى دوراً كبيرا ومجهداً إبان مراحل الشباب. ويظل أكبر عائق أمام تطور أي جانب من جوانب الطب دوماً، النظر الى المرض أو التغير الصحي على أنه أمر طبيعي أو متوقع لا يمكن منعه أو لا علاج له أو لا فائدة من التخفيف منه أو إزالته. وهذا بالضبط ما عانت منه مشاكل الشيخوخة الطبية والصحية لدى الناس. وكلها سبب للتأخر الشديد وغير المبرر في تبني البحوث الطبية فيها نتائج واضحة تفرض أساليب علاجية لإزالة أثار الشيخوخة على أعضاء الجسم إن أمكن أو أضعف الإيمان الحد من آثارها. والأمثلة على هذا أكبر من ان تحصى ولعل مجموعة منها هي ما أشارت إليه أخيرا «الشرق الأوسط» من خلال الأخبار الطبية كالتي تحدثت عن القدرات الذهنية لدى كبار السن ووسائل رفع كفاءتها وعلاقة ضعف الانتصاب بوجود أمراض في شرايين القلب. أو كما سيُلحظ مما ذكرت في موضوع الإمساك في الصفحة الأخيرة من الملحق أن مجرد شكوى كبير السن منه لا يعني البتة إهماله أو إهمال إجراء الفحوصات الطبية كاملة له. لذا فلم يعد من المقبول طبياً أن ينظر الى الأعراض التي يشكو منها كبار السن على أنها أمر طبيعي أو لا يمكن منعه أو لا يعني أكثر من مجرد تغيرات تصاحب التقدم في العمر فقط. الجانب المهم في الموضوع هو أن البحث في جوانب الشيخوخة من الناحية الطبية لا علاقة له مطلقاً بموضوع وقف التغيرات التي تصاحب تقدم العمر وظهور حالة الهرم. فتغيرات الجسم الطبيعية شيء وأعراض الشيخوخة شيء مختلف تماماً. ولإيضاح الأمر فإن تقدم العمر لا يعني لزوم ظهور الأمراض وهنا مربط الفرس في كل ما يدور حوله الحديث وتدندن حوله الدراسات الطبية. وأوضح مثال لمن تأمل هو أنه في طب القلب لا يوجد شيء يقال عنه فشل القلب الناجم عن تقدم العمر بحد ذاته. وكذلك لا يوجد فشل الكبد أو الكلى الناتج عن مجرد تقدم العمر. الذي يوجد هو أمراض يزداد احتمال الإصابة بها مع تقدم العمر وهي ما تتسبب حال حصولها في اضطرابات وظائف أعضاء الجسم. كما أن التتبع والاستقراء للمدونات والمراجع الطبية يشير الى أن كثيراً من أخطاء الماضي في سلوكيات نمط الحياة وبُعدها عن النصائح الطبية كما في الغذاء والرياضة. وكذلك التعرض للكثير من المواد التي تؤثر على الإنسان مما هو منتشر في بيئة دون أخرى كالتلوث بأنواعه أو ممارسة العادات الغذائية الضارة وغيرها كتناول الدهون بكميات عالية أو التدخين أو غيره. فإنها كلها ستظهر في غالب الأحوال آثاره على الإنسان حال تقدمه في العمر إما لتراكم التأثير مع الزمن أو لضعف قدرة الجسم على مقاومة ضررها. ولذا فإن ضعف تحمل الجسم وأعضائه الداخلية المهمة لتأثير المواد المضرة أو الالتهابات الميكروبية لا يستلزم بالضرورة توقع حصول مرضها أو فشلها في أداء وظائفها بل المنطق يقول ان الأمر يتطلب من الإنسان ومن الطبيب أن يراعيا تطبيق النصائح الطبية ومباشرة العناية الطبية بصفة دورية دائمة. وهذا هو كل ما تدور حوله الدراسات الطبية عند محاولة الحد من آثار الشيخوخة ومكافحة مظاهرها لتكون بالتالي هناك منظومة خاصة ومتكاملة من وسائل الوقاية والرعاية والعلاج للمشاكل الصحية والطبية في مراحل العمر المتقدمة أسوة بما هو الحال عليه لدى الإنسان في مراحل أخرى من العمر. من المهم جداً أن تُفهم التغيرات الطبيعة التي تطرأ على الجسم أثناء مراحل تقدم العمر أسوة بالتغيرات التي تحصل أثناء نمو الجنين أو نمو الطفل أو على النساء في مرحلة الحمل وغيرها من المراحل أو التغيرات التي يمر بها الإنسان. وكل التغيرات كما سيمر معنا، لا تعني حالة مرضية بل لها علاقة بقدرات الإنسان على ممارسة أنشطة الحياة العملية أو الاجتماعية أو الترفيهية. كما أن من المهم ملاحظة أن مدى التأثر بها وتسارع الحصول لها يختلف من إنسان الى آخر. ولو راجعنا هذه التغيرات نجد أنه يمكن تقسيمها الى نوعين. نوع لا تأثير له على صحة الإنسان بدرجة عميقة أي أنه لا يؤدي الى ظهور قصور في أداء الأعضاء المهمة لوظائفها أو حصول حالات فشل الأعضاء وهي تغيرات حتمية لا يخلو إنسان منها مطلقاً كترهل الجلد وبياض الشعر ومشاكل العظام والمفاصل وتأثر حواس الجسم كالسمع والبصر والشم والذوق وربما شيئاً قليلاً من الإحساس باللمس. والنوع الثاني هو ضعف يعتري بعض وظائف الأعضاء المهمة لكن من الصعب منع أسبابه أو تنبه الإنسان الى الوقاية منها أو النظر إليها دون اعتبار بعض الأمور الأخرى. وهو ما سيتضح من استعراض بعضها. شرايين الجسم تغدو أكثر صلابة وتفقد شيئاً من مرونتها وهو ما يؤثر على عضلة القلب فتفقد شيئاً من قوتها لملاقاة تغيرات مرونة الشرايين وارتفاع الضغط فيها. لكن تغيرات الشرايين بتقدم السن وبحد ذاتها لا تصل الى حد ظهور مرض ارتفاع ضغط الدم أو هبوط القلب كأمر حتمي مصاحب لتقدم العمر أسوة ببياض الشعر أو ترهل الجلد. كما أن إيقاع النبض وكهرباء القلب تظل تحافظ على ما هو طبيعي لها. وكذلك تأثر وظائف الكلى التي تقل قدرتها على تصفية الدم من المواد السمية والفضلات شيئاً قليلاً لا يمكن النظر إليه بمعزل أن الأسباب الأخرى كتضخم البروستاتا أو تأثير تناول الأدوية المخففة للألم أو وجود أمراض مزمنة مصاحبة تؤثر على الكلى. من الممكن أن يستمتع المرء بمرحلة تقدم العمر وظهور أعراض الشيخوخة. والحقيقة أنه كما أن هناك تغيرات في جسم الإنسان فإن هناك أموراً إيجابية من المهم الاستفادة منها. فالخبرة والمعلومات التي تم اكتسابها ونضج التفكير وتحمل المسؤولية وفهم الذات ومتطلباتها وانخفاض مستوى القلق كلها أمور يجب استثمارها في التعامل مع تغيرات تقدم العمر. والعناية بالصحة في مرحلة تقدم العمر تبدأ مبكراً جداً أسوة بتهيئة الأمور المالية وغيرها كالتأمين ومخصصات التقاعد. والمقصود بالعناية في تلك الفترة من العمر أمران. الأول الوقاية من الأمراض بشكل عام أو العناية بها إن وجدت. والثاني هو التعامل مع المتغيرات التي تصيب الجسم مع تقدم العمر وتخفيف آثارها كتجاعيد الجلد أو مشاكل قلة الحركة والنشاط في المفاصل أو هشاشة العظام أو ضعف البصر. إجراء الفحوصات الطبية الدورية بشكل منتظم وأخذ التطعيمات. والمحافظة على تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنشاط البدني والعناية بالصحة النفسية والتخلص من العادات الضارة كالتدخين والكحول كلها أمور تسهم في حفظ صحة مرحلة تقدم العمر. وهناك اليوم كثير جداً من الدراسات الطبية حول أفضل الوسائل لتأخير ظهور علامات الشيخوخة كالهرمونات والأدوية والمستحضرات ذلك أن بحث البشرية منذ القدم هو عن « أكسير الحياة« الذي يحول دون تقدم العمر وظهور آثاره لكن لا حل حتى اليوم. المستقبل هو إما لاستبدال أعضاء جديدة بدل القديمة عبر أبحاث الخلايا الجذعية أو استخدام تقنيات النانو التي تحدث عنها ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» من قبل عبر إنتاج مواد تتيح فرصة إصلاح الحمض النووي داخل الخلايا أو إزالة تراكم المواد الضارة منها أو زرع جينات جديدة تبعث روح الشباب والنشاط للخلايا. إن الخيال العلمي اليوم قد يصبح حقيقة غداً. إن من الحقائق اليوم والتي أثبتتها الدراسات المقارنة أن صور البالغين في عمر الخمسين هذه الأيام تدل على أن شكلهم أصغر من سابقيهم في نفس العمر كما يقول البروفسور جيسي روث من جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة. فالصور العائلية المقارنة تثبت نقص الأعراض على البشرة والشعر والأسنان. ويعزو بعض الباحثين السبب الى الاستعمال الواسع للمضادات الحيوية منذ منتصف القرن الماضي كما يعلل ذلك الدكتور مايكل فريدمان رئيس وحدة الشيخوخة بالمركز الطبي لجامعة نيويورك أخيرا. ويضيف موضحاً أن لدى أعضاء جسم الإنسان المهمة قدرة على العمل لمدة تتجاوز مائة عام إذا تم المحافظة على سلامتها وهو ما أسهمت فيه المضادات الحيوية. والبعض الآخر من الباحثين يذكر جملة من التطورات الطبية على أنها مجتمعة كانت من العوامل التي ساهمت في الأمر. والحقيقة أن هناك جانبا خفيا في الأمر وهو الأمل الذي بعثه تقدم الطب وأخبار الاكتشافات الطبية لأنها جعلت الناس يحسون أن من الممكن أن يتم الكثير وبالفعل تم. فعلاج الأمراض المستعصية بحد ذاته من جانب وتطورات العلاج والوقاية من الأمراض عبر فهمها ومتابعة فوائدها فتحت من الأبواب ما جعل الناس يغيرون من أسلوب التعامل مع الشيخوخة، ففي العصور السابقة كان الحلم هو إيجاد أكسير الحياة وتناوله أما اليوم فالأمر أوضح وأكثر واقعية وهي عبر عمليات الوقاية والعلاج التي تقبلها الناس وساروا على حسب نصائحها ورأوا الفائدة منها. إن زرع الشعور بالصحة والنشاط أهم بكثير من مظاهر الصحة الشكلية كما تقول الكاتبة سوزي أليغرا مؤلفة كتاب كيف تكون غير معمر. بمعنى أن يكبر المرء صحيحاً عبر تبني السلوك الصحي أثناء الشيخوخة وتقدم العمر. وهو ما يفتح آفاق فهم التعامل مع تقدم العمر النفسية والاجتماعية والطبية. إن مقاومة الشيخوخة يجب أن تتبنى استراتيجية أذكى وأكثر عمقاً وفائدة لأن الخيارات المطروحة اليوم كشفت عن أمرين مهمين الأول هو أن وجود علاج يشفي من أعراض تقدم العمر أمر لم يعد أحد يتعلق به كما يقول الدكتور جورج مارتن رئيس المجمع الأميركي لعلم الشيخوخة لكن الجهود هي لإبطاء عملياتها عبر مواد غذائية ودوائية عديدة. والأمر الثاني هو أنه لا مفر من التعامل مع الشيخوخة كواقع يجب الحد من آثاره لأنه أصبح اليوم جزءا من الطب الوقائي كما يقول الرئيس السابق للأكاديمية الأميركية لمقاومة الشيخوخة الدكتور رونالد كالتز الذي يقول نحن نطمح أن تصبح النظرة الى الشيخوخة كحالة صحية يمكن فعل شيء تجاهها. ويشير الدكتور هوبر وارنر رئيس قسم علم الحياة في برنامج الشيخوخة التابع للمؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة الى أن هناك العديد من الحلول المقترحة كهرمون النمو البشري الذي لا يجب أن يظل حبيس المختبرات ودراساتها بل التوسع في استخدامه. * هرمونات الذكورة والنمو .. ومعالجة الشيخوخة > يطرح اليوم العلاج بالهرمون الذكري كحل لوقف أو تقليل تقدم عمليات الشيخوخة لأن العديد من الدراسات الطبية أظهر أن أحد عوامل ظهور أعراض الشيخوخة هو نقص هذا الهرمون. وفي نفس الوقت أظهر العديد من الدراسات أن تناول هذا الهرمون يساعد المتقدمين في العمر على زيادة حجم العضلات وبنية العظام وقوتها كما يقلل من تجاعيد الجلد وفي بعض الحالات يقلل من تساقط الشعر. لكن المشكلة هي في أمان تناولها. الباحثون من مايوكلينك قاموا بمراجعة الأمر ويقولون أن بمراجعة سبعة دراسات قامت بفحص آثار تناول هرمون التستستيرون testosterone على العضلات وغيرها أثبتت نقصاً متوسطاً في كمية الشحوم في الجسم وزيادة طفيفة في حجم عضلات الجسم وتحسناً في عمل هرمون الأنسولين. كما أن ثلاثا من الدراسات أثبتت تحسناً في بنية العظم ونسبة الأملاح المهمة فيه. التأثير المهم هو على البروستاتا وخاصة نمو السرطان فيها بفعل جرعات هذا الهورمون وكذلك على سلامة القلب. كما أن بعض الدراسات هذه أشارت الى آثار ضارة على الرئتين والتنفس لدى بعض الرجال ممن يعانون من مشاكل التنفس أثناء النوم. والذي يبدو أن وجود نقص في الهرمون ابتداء لدى الرجل يزيد من فرص ظهور الشعور بالتعب ونقص الرغبة في الجنس والاكتئاب ونقص حجم العضلات وكمية بنية العظم ونقص قدرات التفكير. وهناك درجات للنقص في نسبة هذا الهرمون في الجسم. ولذا فإن العلاج بهرمون التستستيرون ربما يكون مناسباً لمن لديهم نقص شديد فيه دون بقية الرجال المتقدمين بالعمر. ويطرح كذلك هرمون النمو البشري الذي تنتجه الغدة النخامية في الدماغ كحل آخر لوقف مراحل الشيخوخة. وينفق الكثيرون ألوف الدولارات لتناوله في الولايات المتحدة وغيرها. لكن حتى اليوم فإن هيئات الدواء كإدارة الدواء والغذاء الأميركية تطرحه كعلاج للأطفال ممن يعانون من نقص النمو. وكثير من الباحثين برغم الاحتمال النظري لفائدة تناوله إلا أنهم لا يعولون عليه الكثير حتى اليوم برغم وجود دراسات شملت عدداً قليلاً من الناس وأظهرت فوائد قليلة له. لكن هذا لا يعني للكثيرين من المراقبين الطبيين أن ليس بالإمكان الاستفادة منه بل إن هناك كثيرا من المطالبات أن يتم التوسع في دراسة تأثيراته على الشيخوخة والعديد منهم يرى فيه علاجاً واعداً وهو ما يبدو حقيقة. * الذاكرة وتقدم العمر > يخزن الدماغ المعلومات على هيئات عدة وفي أماكن عدة من الذاكرة. إما كذاكرة قصيرة المدى أو طويلة المدى أو ذات مدى قصير جداً. مع تقدم العمر وفي سن مبكر جداً أي حوالي العاشرة من العمر يتم نسيان ذكريات المراحل الأولية من عمر الإنسان ثم وبعد عمر العشرين تبدأ خلايا الدماغ بالتناقص ببطء شديد كما أن النقص يطال المواد الكيميائية التي تختزن معلومات الذاكرة وبالتالي فإن تغيراً يطرأ على آليات خزن الذاكرة. وهو لا يعني البتة أن هناك بالضرورة تدنيا في القدرات الدماغية على حفظ الذاكرة والمعلومات بل هي الآلية في العمل. الذاكرة قصيرة وطويلة المدى لا تتأثر بتقدم العمر لكن الذاكرة ذات المدى القصير جداً هي ما يتأثر. والصعوبة التي يعاني منها الإنسان هي في محاولة استرجاع المعلومات واستحضارها من مخازن الذاكرة وذلك تحت تأثير عوامل عدة منها تقدم العمر ومنها كذلك انشغال الذهن لذا فلا يجب القلق كثيراً من هذا الأمر. المشكلة حينما تتأثر حياة الإنسان اليومية بفعل اضطرابات الذاكرة. فحينما ينسى أحدنا اسم شخص أو رقم هاتفه أو متى حصل على ترقية ما فكل هذه أمور طبيعية الحصول لكن عند نسيان كيفية عمل بعض المهارات العملية أو الحياتية أو أن الأمور تزداد سوءاً مع مرور الوقت أو تختلط عليه الأحداث اليومية. النسيان مشكلة لكن كل الناس وفي كل الأعمار عرضة لها. وهناك علامات للنسيان المصاحب لتقدم العمر مما لا يعتبر أمراً طبيعياً ككثرة النسيان بشكل ملحوظ ليس من الشخص نفسه بل ممن حوله. أو نسيان عمل أشياء تعود فعلها كقيادة السيارة أو لبس الملابس أو مواجهة صعوبات في تعلم أشياء جديدة كتشغيل جهاز تلفزيون مثلاً أو الاضطرار الى إعادة ذكر أمور مكررة أثناء الحديث نتيجة نسيان أنه تحدث عنها للتو أو مواجهة مشاكل في التعامل مع الأمور المالية خاصة تكرار صرف المبلغ في نفس الشيء أو نسيان أجزاء من أحداث نفس اليوم بشكل مستمر ودائم. المصدر : الشرق الأوسط |