مسؤول جبهات التحرير يتذكر لحظات جلاء الاستعمار المناضل الجسور والقائد العسكري الميداني ومسئول جبهات القتال لجبهة التحرير سيف محمد فضل العزيبي استعرض محطات الثورة الرابع عشر من أكتوبر وصولاً إلى الإعلان عن الاستقلال الوطني مستعرضاً الأدوار النضالية لجبهة التحرير في قيادة الكفاح المسلح ضد جنوب الاحتلال البريطاني والدور الذي لعبه كضابط الاتصال بين قيادات جبهات القتال والعمل الفدائي في الداخل من جهة وبين قيادة جبهة التحرير والتنظيم الشعبي في تعز من جهة أخرى. وفي معرض حديثه عن ذكريات الاستقلال الوطني قال كنت في منزل السيد عبدالهادي شهاب في المكلا بوساطة من خاله عمر شهاب والشيخ عبدالله درويش العزبي وذلك بعد أن دخلت الجبهة القومية في قتال أهلي مع جبهة التحرير والتنظيم الشعبي في 22 أكتوبر 1996م والذي شارك فيه الجيش والأمن التابع لعبد الهادي شهاب وحسمت المعركة يومها لصالح جبهة التحرير والتنظيم الشعبي. والمعروف أن بعض أبناء شبوه في الجيش والأمن كان مع جبهة التحرير وبعض أبناء أبين كانوا مع الجبهة القومية وحدث اعتقالات من قبل الطرفين ورحلوا المعتقلين من الجبهة القومية إلى مناطق الصبيحة ودخلوا المعتقلين من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي إلى أبين، بعدها شكلت لجنة لإطلاق سراح المعتقلين ومثل الجبهة القومية سالم ربيع علي، ومثل التنظيم الشعبي وجبهة التحرير صالح أحمد ناصر الحارثي، ومن ضمن هذه المساعي التقيت بالسيد عبدالهادي شهاب وانتظرنا للأخ عبدالهادي في منزله لمده ساعتين وجاء متأخراً مبدياً اعتذاره عن التأخير وأفاد أنه جاء على التو من اجتماع مع قادة الجيش برئاسة المندوب السامي وقد تقرر في هذا الاجتماع الاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها جبهة التحرير والتنظيم الشعبي كالشيخ عثمان والمنصورة وحي القاهرة وما جاورها. ومضى المناضل سيف قائلاً: أن الأخ شهاب قال لي لأن الجيش والأمن أو 90% منهم في الجبهة القومية ونحن قادمون على تصفيات قيادات جبهة التحرير والتنظيم الشعبي من كل المناطق والولايات الاتحادية، وأمامك 24 ساعة لإخفاء السلاح ورفع علم الجبهة القومية وموالات قياداتها قد خلت معه في مشادة كلامية وهممت بالخروج فلحقني خاله شهاب (الوسيط) وإعادني إلى مقعدي وباءت كل المحاولات بالفشل وعلى التو خرجت إلى المنصورة والتحقت بمن تبقى من الضباط حتى شرحت لهم الموقف وكان رد بعضهم مخيب الأمال وأوضحوا بأنهم بحاجة إلى عتاد يوازي ماهو مع بقية ضباط الجيش الموالي للجبهة القومية وخرجت من عندهم والتقيت بالعمل الفدائي وكان القرار أنه في حالة تدخل الجيش والأمن في المعركة فلا داعي للمقاومة ويجب الاختفاء والمحافظة على الأرواح بقدر المستطاع. وتوجهت إلى شمال الوطن وأنا في طريقي إلى تعز عن طريق الساحل في 3/11/1967م كنت في منطقة العارين التي تبعد عن باب المندب بحوالي 40 كليوواذا بعدد من المواطنين وعدد من خطباء المساجد وأئمتها يناشدون إلى الزعيم جمال عبدالناصر وقادة الجيش والأمن في البلاد تناشدهم جميعا التدخل لوقف القتال لأن الضحايا قد ملأت الشوارع والجثث تأكلها الكلاب، وعندها أنسحب الفدائيون التابعون لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي من مواقعهم وأعلن الجيش والأمن ولائه للجبهة القومية وقام الجيش بتطهير المواقع وملاحقة الهاربين من المدن إلى الأرياف وتمت سيطرة الجبهة القومية على الحكم. بعدها واصلت السير إلى تعز وكان آخر يوم لوصول المنسحبين إلى تعز هو يوم 17/11/1967م وكنت في استقبالهم وهكذا جاء يوم الاستقلال 30 نوفمبر الذي نعتبره نصرا لإرادة الشعب اليمني كافة وإن كانت الفرحة لا تعم الجميع ألا أن الاحتفال به كان بوجود الجميع حتى بعض قادة الجبهة القومية ورموزها حرموا من الاحتفال بهذا اليوم العظيم. ومضى المناضل سيف الغزيبي قائلاً أن الهدف من هذا العرض التاريخي للمشاهد الواقعية للمناضلين من مناضلي جبهة التحرير هو توضيح الحقيقة للأجيال ولكل باحث يهمة توخي الحقيقة والحياد والمصداقية من أجل إبعاد اللبس وإنصاف كل من أسهم في صنع النصر في 26 سبتمبر و 14 أكتوبر اللتان غيرتا ملامح المجتمع اليمني على كافة الأصعدة. |