الإرهاب والأحزاب العاجزة مطية الأجنبي للتدخل اثنان يعرضان كيان أي دولة وأمنها واستقرارها للاختراق الخارجي والاثنان هما: المنظمات الإرهابية بكافة أشكالها واتجاهاتها ودعواتها.. والمعارضة الحزبية الانتهازية الباحثة عن الوصول للسلطة من أقصر الطرق وأرخصها. فالمنظمات الإرهابية والأحزاب العاجزة عن الفوز بصوت المواطن وثقته هما من يكونا جسر العبور التي تحاول الدوائر الخارجية العبور عبره للدخول إلى الشأن الداخلي للبلاد، وقد شاهدنا جميعاً كيف إنه تهمة ممارسة الإرهاب ودعمه له والمعارضة الخارجية كيف كانا الجسر الذي عبرت منه القوات الأمريكية والبريطانية لإسقاط النظام واحتلال العراق. نقول هذا تأسيساً على ما جاء في الكلمة الهامة التي ألقاها فخامة الأخ علي عبدالله صالح –رئيس الجمهورية- في الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بمناسبة احتفالات شعبنا بالذكرى الثامنة والثلاثين لعيد الاستقلال الوطني الناجز.. الثلاثين من نوفمبر 1967م. حيث كشف فخامته ولأول مرة عن مخطط أمريكي لاحتلال عدن عقب تفجير المدمرة الأمريكية (يو. إس. إس. كول) في أكتوبر 2000م إن القوات الأمريكية كانت جاهزة في البحر؛ حيث كانت هناك ثمان سفن أمريكية عند مدخل ميناء عدن لتنفيذ ذلك المخطط، لولا وجوده في عدن وتصديه بمسئولية لذلك المخطط. وقال إن العناصر الإرهابية قبل أن يستهدفوا تلك المدمرة استهدفوا أمن الوطن واستقراره وأرادوا أن يكالبوا الأجنبي عن الوطن. موضحاً فخامته أن الإرهابيين (منفذي عملية التفجير للمدمرة "كول") الأمريكية ولناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" في المكلا جلبوا الويل لبلادهم؛ حيث أثروا على الاقتصاد الوطني والسياحة، كما تأثر الاقتصاد الوطني بسبب ما حصل في محافظة صعدة، الذين قالوا إنهم رفعوا شعار (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) قد رفعوا ذلك الشعار كذباً وزوراً، وهم في الأصل يرفعون شعار الموت للوطن لأنهم وبرفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل رفعوا ذلك الشعار بهدف استعداء الأجنبي على الوطن. ومما تقدم نجد أن العمليات الإرهابية التي تناولت المصالح الأجنبية، والتمرد الداخلي الذي أعلن الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل استعداء الأجنبي على الوطن حد منح الأجنبي فرصة للتدخل في الشأن الداخلي، في السيادة اليمنية.. ورديف هذا العمل الذي يريد استعداء الآخر تحت يافطة محاربة أمريكا وإسرائيل. نجد أن ثمة أحزاب (قيادات حزبية) في الداخل والخارج تطلب من الأجنبي وتدعوه نهاراً وجهاراً للتدخل في اليمن وفي الشأن الداخلي لها تحت مسميات عديدة.. المهم شاهدنا محاولات عديدة عربية حاولت فيها أطراف دعوة الخارج.. ودعوة الأجنبي التدخل في بلاده حد احتلالها لمجرد أن هذه القيادات الحزبية تبحث عن السلطة. وفي هذا السياق نقول: لقد ضرنا كبلد وكنظام وكشعب العمليات الإجرامية والإرهابية التي أضرت اقتصادنا الوطني ضرراً وصل تأثيره للقمة المواطن البسيط.. لأننا كنا أول من دعا الأسرة الدولية الاهتمام بظاهرة الإرهاب وتناميها من خلال عقد مؤتمر دولي ينعقد تحت مظلة الأمم المتحدة لمناقشة هذه المظاهر المعضلة وفي ذات السياق نقول إن الديمقراطية خيار الشعوب في التقدم والتطور والنماء، وإنها جزء من استحقاق شعبي إلا أن محاولة البعض إحداث التغيير من الخارج والاستقواء به على الوطن والنظام والديمقراطية هي جريمة بكل المقاييس فكيف لأحدهم أن يطالب بالديمقراطية والعدالة والحق وهو يسمح لنفسه بأن يكون مطية للأجنبي للنيل من وطنه. لذا فإن التغيير هو تغيير ينبغي أن يكون من الداخل وتجاوباً مع الإرادة الوطنية والحاجة والواقع لا قافزاً عليه. والخلاص ستلعن الشعوب والتاريخ كل من جعل من نفسه مطية سمحت للأجنبي التدخل في الشأن الداخلي والسيادة لوطنه مهما كانت مبرراته وحججه وأطروحاته فالخيانة هي الخيانة. |