كنائس عدن.. أيقونات سلام ومسافات محبة عدن مدينه غافية على الحلم لا يقاطع سكون نهارها غير ارتطام الموج العابث على شواطئها الفيروزية وهو ينقل لها بلغته إخبار فلذات أكبادها على مراكب الصيد يتحدون غرور الموج وهم يرددون مع العطروش : هيب هيب هيبة ياصماصيم كربجوا الأمواج كرباج بالمجاديف ما تخاف من جور الأمواج قد حوت من كل صيده من فقم حتى الحديدة من فجر ربي وأنا بالبج لبيج شليت تمرة وكسرة خبزـ والله ـ صبوح الكسرة والتمرة صبوح كافٍ لإشراقة الأمل من العيون مادامت العزيمة تحدو الجسد النحيل والسواعد السمر التي تمتد بإيمان لتنتزع قوت أطفالها من بين ثورة الموج وأسنان القرش .. في المساء تسكن ثوره البحر الذي أعلن استسلامه لعودة الصيادين المنتصرين على الموت والجوع ولا يبقى من شيء يقاطع هدأة هذه المدينة ليلاً غير صخب الملاهي الليلية تعج بالفارين من ضجيج الهم اليومي الباحثين عن لحظة انتصار على الحياة في تأود الجيد الغض مع النغم المجنون تتصيده النظرات المحمومة من بين الأضواء الملونة لتسيغ مرارة النشوة في الكأس مفتدية اللحظة بالمال المنثور تحت إقدام الراقصة التي قدمت ما لم يستطع هذا المال أن يقدمه لهم .. السكينة والهدوء لايكفيانك للتعرف على مبنى ديني في مدينه غارقة في التأمل مثل عدن الطراز المعماري الخاص والصلبان هما الدليل الذي عرفني بكنائس عدن سواء تلك التي مازالت تؤدي دورها كدور عبادة أو تلك التي تحولت إلى مدارس أو مقرات حكومية كما كانت الصلبان والنظافة هي التي أشارت لي نحو مقابر المسيحيين وكأنها تغيظني أو تعيرني بالحالة المزرية التي تعيشها مقابرنا .. كنت قد دخلت على سبيل الخطأ المبنى المقابل للكنيسة فإذا حارس المنشأة الشاب ينتهرني بفظاظة ولما سألته عن خطأي طلب مني وهو يكاد أن يبطش بي أن اخرج دون سؤال خرجت مرعوباً من عدائية هذا الفتى الذي يتكلف بسؤ الخلق رجولة معدومة لأخبر مرافقي العدني وثيق عن سلوك هذا الشاب الفج الذي أشاهده لأول مرة في هذه المدينة المتحضرة ذات الأهل الطيبين والودودين فبرر بأن هذا الحارس يعاني من حالة نفسية ..لعنت في داخلي هذه الأزمات النفسية التي أصبحت مبرر الدبلوماسي للتآمر على وطنه وعذر الحارس عن سوء الخلق , ودخلت مبنى الكنيسة البروتستانتية في البنجسار وبمعنى أدق العيادات الطبية التي أقامتها الكنيسة لاستقبال المرضى من أبناء المنطقة (عيادة عيون-باطني-أطفال ولفاح- تتبعها صيدلية وإدارة صغيرة)وهناك طلب مني مسئول الاستقبال ـ اليمني ـ بغاية اللطف أن أجلس على الكرسي وأنتظر منصور المدراسي ـ الذي كنت على موعد معه ـ كان على الجدار ورقة مكتوب عليها رجاء لمندوبي شركات الأدوية بعدم الزيارة إلا بعد الفراغ من معاينة المرضى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً .. لقد كتبها أطباء يهتمون بالمريض أكثر من البونص والعينات الطبية المجانية التي يقدمها مندوبوا الشركات إلى الأطباء لتسويق بضائعهم .. هذه العيادات كما يقول مسئول الاستقبال منشآت تابعة للكنيسة تشرف عليها وزارة الصحة وترعاها لتسهم مع المستشفيات الحكومية في استقبال مرضى العيون والباطنية والأطفال من أبناء المنطقة بأسعار رمزية هي 200 ريال سنوياً وسبعة إلف ريال للعملية الجراحية للعين .. وصل منصور المدراسي وأعتذر عن عدم وجود قس في الكنيسة في هذا اليوم وأن القس سيأتي لأداء الصلوات يوم غد الثلاثاء .وقال أنشأت الملكة فيكتوريا هذه الكنيسة عام 1863م وكلف بناؤها ألفي جنيه إسترليني في ذلك الوقت وظل البروتستانت من رعايا المملكة المتحدة يمارسون شعائرهم فيها حتى جلاء البريطانيين من عدن في نوفمبر 67م حيت تحولت إلى ناد للبحارة وبعد الوحدة في عام 1993م وبتوجيه من رئيس الجمهورية بإعادة الأملاك الكنسية إلى الكنيسة بدأ العمل في ترميمها لكن المعدات والمواد سرقت أثناء حرب الانفصال 1994م وفي عام 1995م أعيد ترميمها من جديد وافتتحت رسمياً عام 1997م وفتحت معها هذه العيادات الخيرية .وهي إحدى ثلاث كنائس بروتستانتية بقيت في عدن الثانية في التواهي و الأخرى في كريتر ( كنيسة القديسة ماريا التي شيدت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ثم أصبحت فيما بعد مقر المجلس التشريعي ثم تحولت إلى مقر للمركز اليمني للأبحاث الثقافية و ألان هي مقر للتكنيك الجنائي ). لا يوجد مسيحيون يمنيون و إنما بنيت هذه الكنائس للأجانب واقصد بالأجنبي كل من ليس يمنياً عربياً كان أو غير عربي وحتى الموظفون والعاملون في الكنيسة من اليمنيين كلهم مسلمون . لم تكن المسافة بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية غير أمتار قليلة إلا أن الجو القائظ جعلني أفضّل ركوب السيارة على الإصابة بضربة شمس عدن الملتهبة إضافة إلى أنه لم يبق على خروج " البادري " في جولته اليومية غير دقائق , الكنيسة الإنغليكانية الرومانية تختلف عن سابقتها البروتستانتية ذات الواجهة الحجرية في أنها اكبر حجماً و أكثر أتباعا ففيها برج الناقوس وبيت البادري (القس) كما أن بابها الحديدي على عكس السابقة لا يفتح إلا لمن يقرعه . لم يطل انتظاري على الباب و أنا أتأمل تمثال المسيح عليه السلام الواقف على حافة السقف ماداً ذراعيه في الهواء وكأنه يخطب في حوارييه داعياً إلى المحبة والسلام فقد قطع خيالي صوت حارس الكنيسة الحبشي الذي رحب بي بلغة عربية لا تكاد تفهم وطلب مني أن ارجع بعد أن يكمل عمران سائق (الفازر) اليمني الذي سبق له أن وعدني أن يؤدي دور المترجم بيني وبين البادري.. " قولوا آمنا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إلى إبراهيم و إسماعيل وإسحق ويعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احدٍ منهم ونحن له مسلمون (136 ) فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (137) " (( البقرة )) من هذه الآية دلفت الكنيسة وصعدت درج المبنى الخاص بسكن البادري الذي تفصله عن مبنى الكنيسة حديقة بسيطة منسقة وتبعت عمران إلى الردهة حيث كان الأب " ماثيو " قد وقف لمصافحتي بود لا يخلو من صرامة ربا أوحت بها سمرة القس العجوز وشعره الأبيض وطلب مني الجلوس على الكرسي المجاور له . طلبت من عمران أولا إن يبلغه تعازينا بوفاة البابا يوحنا بولس الثاني ويبدو أنها مجاملة غير ذات معنى عنده مما جعل عمران يشرح له أن اليمني يعبر عن تقديره غالبا بمثل هذه المجاملات أو هكذا فهمت من شكر القس لي ببرود , على عكس الطيبة التي كانت تنساب من فم عمران بتلقائية بدأ الأب حديثه بتهكم الرجل الإنجليزي وهو يجيب على سؤالي حول المراحل التي مرت بها الكنيسة في عدن حيث قال : بعد وفاة المسيح مباشرة بدأ انتشار الكنائس وانتظر تأكيدنا على إننا نقصد في عدن فاضاف : بعد دخول الانجليز إلى عدن عام 1839م بدأ انتشار الكنائس والمدارس التابعة لها حتى بلغ عددها 22 كنيسة للطائفتين الكاثوليك و البروتسناتت منها خمس تابعة للفاتيكان الأولى لا أدري عنها شيئاً الكنيسة الثانية فهي في كريتر (( كنيسة القديس يوسف )) بنيت في أكتوبر عام 1845م وقد أعدنا ترميمها ونستعد للاحتفال بمرور 150 عاماً على إنشائها في اكتوبر القادم 2005م الكنيسة الثالثة هي هذه التي نحن فيها وقد بنيت عام 1891م أي قبل 114عاما وهي الكنيسة الرئيسة التي كانت تتبعها كنائس الجزيرة العربية أربع في عمان و أخرى في الكويت وثالثة في البحرين ورابعة في الإمارات حيث عاش فيها 7 من البي شوب(pi-shop) كان كلاً منهم يمثل بابا الفاتيكان في منطقة الشرق الأوسط وتتبعه جميع الكنائس التي يزورها بين الحين و الآخر ويعين لها القسس اما الآن فهي تتبع كنيسة الكويت التي يقيم فيها الـ (arch pi-shop) سفير البابا في المنطقة وقد زار عدن قبل شهرين واستقبله المحافظ الشعيبي وقد وعد ببناء مستوصف في عدن قريبا على حساب الفاتيكان . الكنيسة الرابعة بناها البريطانيون الكاثوليك في البريقة و أرسل إليها الـ pi-shop الذي كان هنا خاصاً بها سكن في البيت المعد له ضمن مرافقها ((الكنيسة بنيت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان برج الجرس الخاص بها مطلي بالنحاس )) هذه الكنيسة انتهت بعد خروج البريطانيين من عدن عام 1967م ولم تعد موجودة . الكنيسة الخامسة في المعلا في حافون بنيت عام 1963م لكنها لم تلبث غير عشر سنوات ففي عام 1973م قامت الحكومة اليمنية حينها بالاستيلاء على الكنيسة ومنزل القديس (البادري) وحولوهما إلى دار الفنون الجميلة وقد سرق كل مافيها ومنها الصندوق السري المصنوع من الذهب أما التحف الرخامية التي كانت فيها قد كسرت حتى الأسلاك الكهربائية أحرقت لقد كلف ترميم الكنيسة أكثر من 80.000 ألف دولار لم تكن المباني الكنسية هي الوحيدة التي نهبت قبل الوحدة كل شيء صادرته حكومة ماقبل الوحدة لدرجة انه كان لدينا أرضية في الشيخ عثمان اشتريناها لنبني عليها مستشفى صودرت أيضا. · هل أغلقت جميع الكنائس بعد الجلاء؟ · لم يبق منها غير هذه الكنيسة والتي في التواهي أما المدارس فقد أخذتها الحكومة كان هناك أربع مدارس بنتها الكنيسة الكاثوليكية في عدن وتخرج منها أجيال هي التي تقود البلاد الآن اذكر منهم الأستاذ عبد العزيز عبد الغني والدكتورة أوراس سلطان ناجي بالنسبة للمدارس فقد ظلت تؤدي رسالتها في نشر العلم وخدمة الطالب اليمني حتى بعد استيلاء الحكومة عليها وهذا أمر يصب في الغاية التي بنيت من اجلها وهي كما قلت خدمة الطالب اليمني .. لقد تبدلت السياسة بعد الوحدة. · أعيدت إلى الكنيسة ممتلكاتها؟ عام 1991م قدَّم الفاذر ماثيوـ يعني نفسه ـ وبمساعدة العديد من ا لسفارات ومنها سفارتي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح تطالب بالكنائس و الأراضي التابعة للكاثوليك لقد تفهّم الرئيس الطلب ووجه رئيس الحكومة بإعادة الكنائس ومدارسها وممتلكاتها وبدوره وجه رئيس الحكومة إلى المحافظ بتنفيذ ذلك وأعيدت الكنائس وممتلكات الكنيسة ومدارسها و الأراضي التابعة لها , المباني التي اندثرت نهائياً و الأراضي التي تم بيعها وبني عليها لم نهتم بالمطالبة بها والمباني التي تحتاج إلى الترميم استلمناها وقمنا بترميمها ولم نستلم أي تعويض أما المدارس فإنه بعد توجيه الرئيس بإعادة ممتلكات الكنائس قرر الفاتيكان إبقائها للاستفادة منها من قبل وزارة التربية والتعليم اليمنية.بالمناسبة زيارة الرئيس اليمني للبابا في 29 / 11 / ووعده بالحفاظ على الكنائس وحمايتها أعطت انطباعاً ممتازاً في الأوساط الدينية والسياسية العالمية عن سعة أفاق السياسية اليمنية وانفتاح الرئيس صالح واتساع صدره لجميع أبناء الديانات وهو ما شهد به البابا وأثنى عليه فيه. بعد خمسة عشر عاماً قضاها في وسط كل من المسلمين ما هي أهم المشاكل التي واجهها الأب ماثيو؟ لاتوجد مشاكل لامع السلطات ولا مع الشعب لقد أتينا إلى هذا البلد حاملين رسالة إنسانية مضمونها الحب والمساعدة ولم نأت لنتصارع مع أحد , الناس يبادلوننا مشاعر المحبة ولا يمارس ضدنا تميز بسبب الدين وإنما نتعايش مع الناس على أساس علاقة مؤداها المحبة والعطاء ذات مرة كنت واقفاً بباب الكنيسة ومر بي بعض الناس اللذين يعرفونني سلموا علي بحفاوة شاب واحد فقط مددت يدي للسلام عليه لكنه رفض أن يصافحني لأني قس مسيحي سلوكه هذا أثار انتقاد جميع الموجودين وانتهروه وكان جميعهم مسلمون. · هذه الحالة قد أتعرض لها أنا كمسلم لمجرد أنني فقط أحلق لحيتي ؟ · يضحك.. هذا جهل وقصور في الوعي وليس تديناً لقد رأيت جنازة البابا وكم شيعه من زعماء المسلمين وعلمائهم الرئيس خاتمي كان على رأس الحضور ..محمد وعيسى يعبدون إلهاً واحداً ولا خصومة بينهما. · لكن كما يقال أن أكثر اله يعبد اليوم هو الدولار ؟ · والنفط كان الأب في هذه اللحظة قد أعاده إلى طبيعته الشرقية وأصله الهندي فطلب من عمران أن يقدم لي زجاجة كوكا كولا . ومضى يقول : هناك بعض الخطباء في المساجد يؤصلون لعدائية ضدنا بين العامة ويشككون بالإعمال الخيرية التي نقدمها للناس وأننا نريد من خلالها التبشير للمسيحية و هنا أحب أن أؤكد على دور وسائل الإعلام المهم جداً في توعية الناس ومواجهة هذه النظرة القاصرة . · لهذا أتينا إلى هنا أيها الأب .. · اشكر لكم مجيئكم وأحب أن تقولوا للناس باسمي على لساني "أنا هنا ومعي 22 راهبة موزعات في صنعاء والحديدة وتعز وعدن أتينا لغرض إنساني هو المساعدة ونعمل تحت معرفة الحكومة وبدلاً من التنفير والتشكيك في العمل الخيري نقترح على هؤلاء التعاون معنا في أداء هذه الرسالة النبيلة و يشاركونا في العمل الخيري , كل الذين نقدم لهم العون والمساعدة مسلمون ويعمل معنا مسلمون ولم نطلب من أحد أن يعتنق ديانتنا هذا عمران السائق الذي يترجم لك مسلم و أنا مسيحي ونتوجه معا إلى دار رعاية العجزة أو لتوزيع الدفاتر والأقلام على المحتاجين من طلبة المدارس أو تقديم المساعدة لأسرة محتاجة لم أطلب منه في يوم من الأيام أن يعتنق المسيحية و لا ضغطت عليه والمدارس التي أنشأتها الكنيسة في اليمن تخرج منها على مدى قرن من الزمان أجيال كثيرة كلهم مسلمون لم يدخل منهم أحد في المسيحية والمراكز الصحية والمستشفيات كذلك ـ ما الذي يدفعنا لرعاية العجزة والمسنين الذين على أبواب القبور غير الدافع الإنساني والعمل الخيري المحض بالمناسبة بالأمس دفنا ثلاثة من العجزة الذين توفوا لدينا في مركز العجزة والمسنين في منطقة عبد القوي في الشيخ عثمان أقول لك قبل فترة أحضرت الشرطة إلى المركز عجوزا مريضا مليئا بالقروح كانت قد وجدته ملقى في الشارع فقامت راهبات المركز بتنظيفه ومداواته ولكنه مات بعد يوم فقط فكفناه ودفناه هل كنا نريد أن ندخله المسيحية ليوم واحد نحن لا نحتكر الخير على أنفسنا ونحترم كل من يساهم فيه دون تشكيك بنواياه لديك مثلا مركز عبد القوي هذا يدفع حساب الكهرباء والماء والتليفون أهل الخير من المسلمين وأنا سأتجه بعد قليل مع عمران لرؤية الراهبات وتفقد أحوال المركز. كان ذلك إيذانا بانتهاء الوقت بلطف هذه المرة وود واضح حيث جاء مشفوعا بعرض الأب الإجابة عن أي سؤال أضيفه لكني استأذنت في الذهاب وقبل أن أصل حوش الكنيسة سألت عمران عما تعنيه ألاثنتي عشرة نجمة التي تشكل إكليلاً على رأس العذراء في الأيقونة المرسومة على الحائط ؟؟ فرد علي بعفوية: والله أنا لا أعرف شيئاً من طقوسهم ولا رموزهم فأنا مسلم و لا علاقة لي بها · ولو من قبيل حب الاستطلاع ؟ · أنا يهمني عملي كسائق ومترجم للقس فقط ودعت عمران عند باب الكنيسة ومضيت إلى مكتب أوقاف عدن حيث كان الشيخ / أنيس الحبيشي قد وعدني أن يطلعني على أوقاف معابد غير المسلمين في عدن وهناك اخبرني أن الكنائس لا أوقاف لها ولكن هناك أوقاف للمعابد وعدني أن يعطني نبذة عنها لاحقاً خاتمه : بينما كنت أبحث في شبكة الانترنت عن معلومات عن كنائس عدن وجدت في منتدى سلفي هذا الكلام . ((قال فضيلة الشيخ العلامة المحقق البحاثة / بكر أبو زيد في كتابه " من خصائص الجزيرة العربية ,ص35 – 36 " بعدما ساق الأحاديث التي تنص على وجوب إخراج المشركين من جزيرة العرب قال : "فهذه الأحاديث في الصحاح نصٌّ على أن الأصل شرعاً منع أي كافر-مهما كان دينه أو صفته- من الاستيطان والقرار في جزيرة العرب , وان هذا الحكم من آخر ما عهده النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى أمته وبناء على ذلك: فليس لكافر دخول جزيرة العرب للاستيطان بها , وليس للامام عقد الذمة لكافر بشرط الإقامة لكافر بها فإن عقده فهو باطل! وليس للكافر المرور و الإقامة المؤقتة بها إلا لعدة ليال لمصلحة كاستيفاء دين وبيع بضاعة ونحوهما, (إلى أن قال): ولأنه لا يجوز إقرار ساكن وهو على الكفر فإن وجد بها كافر فلا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف!) قال الشيخ أبو زيد حفظه الله : يجب على من بسط الله يده على أي من هذه الجزيرة منع سكنى المشركين وإيوائهم , وتطهيرها منهم فضلاً عن أن يكون لهم فيها أي كيان أو تملك , شائعاً أو مستقلاً . وإن وجد من له تملك فيها وجب على ولي الأمر بيعه لمسلم ولا يجوز تملكه له ويجب تخليصه من ملكه : "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ". فكذلك لا يجوز إقرار ارض من جزيرة العرب في ملك كافر . وعليه , فان وجود أي نظام يقضي بتملك الكافر في هذه الجزيرة يعد من نواقض هذا الواجب فيجب إلغاء ما ينقضه. أما وجود لبنة على لبنة لمعبد كافر : كنيسة أو صومعة أو بيت نار .. وهكذا , فهذا عين المبارزة والمحاربة لدينه وشرعه : الإسلام فلا يجوز أن يكون فيها محل عبادة إلا لمسجد في الإسلام " . من وجهة نظري الإسلام لا يخشى عليه من وجود الأب ماثيو وراهباته ال22 في عدن ولو كان معهم جميع كرادلة الفاتيكان وإنما الخشية الحقيقية على أتباعه من تقديس الآراء الاجتهادية وإنزالها منزلة القرآن وصحيح السنة فهذا هو التبشير الحقيقي لدين الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وتبقى عدن أكبر من أن تحصرها سطور ويحيطها استطلاع عدن مدينة تحسها ولا تقرأ عنها و..لتبق عدن مدينة السلام والمحبة والحضن الدافئ الذي ضم المسلم والمسيحي والبوذي والهندوسي والمجوسي الزرادشتي الشافعي والحنفي والجعفري و الإسماعيلي والحنبلي والصوفي والبروتستانتي والكاثوليكي . عدن التي اتسعت للأبيض والأحمر والأسود وملأت قلبي بحبها. |