الكونغرس يدرس مشروع قرار لمنع عقد القمة العربية في السودان تقدم عضو في مجلس النواب الاميركي، بمشروع قرار يدعو الى ممارسة ضغوط تفضي الى عدم عقد القمة العربية في مارس (آذار) المقبل في الخرطوم، وهي القمة العربية الثانية التي ستنعقد في السودان، منذ قمة الخرطوم أغسطس (آب) عام 1967، التي تعرف باسم قمة «اللاءات الثلاثة». وتقدم بالمشروع النائب الديمقراطي فرانك بالون من نيوجرسي، مدعوماً من طرف 36 نائباً، من بينهم رئيس الاغلبية الجمهوري دان بيرتون (انديانا) ودان روهرابشر (كاليفورنيا) واليانا روز (فلوريدا) وهي يهودية معادية للقضايا العربية. وسبق للادارة الاميركية أن ضغطت على الافارقة للحيلولة دون تولى السودان رئاسة الاتحاد الافريقي، بعد القمة الافريقية التي انعقدت في الخرطوم الشهر الماضي، وذكر وقتها ان واشنطن كانت وراء ذلك القرار. وقال الديمقراطي بالون، صاحب مشروع القرار، إن التنديد بعقد القمة العربية في الخرطوم سيبين انشغال الكونغرس بالابادة الجماعية في دارفور. ونسب اليه أيضاًَ قوله، «إذا لم يبادر البيت الابيض الى حل المسألة السودانية، يصبح لزاماً على الكونغرس أن يبادر الى فعل». وقال مصدر في الكونغرس، «إن البيت الابيض سيواجه ضغطاً كبيراً من اجل مساندة القرار (في حالة إقراره)، للتعبير عن عدم رضاه على قبول جامعة الدول العربية عقد قمتها السنوية في السودان». يشار الى أن قرار انعقاد القمة العربية في الخرطوم يجيء طبقاً لقرار عقد قمة عربية دورية، تبعاً للحروف الأبجدية. ويعتقد في واشنطن أن دعم البيت الابيض لقرار الكونغرس، ربما يقوض تعاوناً مخابراتياً مع السودان وجهوداً دبلوماسية في العراق ودارفور. وكانت واشنطن قد دعمت قرار الامم المتحدة الذي يدعو الى وضع حد للعنف في دارفور، واجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة والحركات المسلحة، وهي مفاوضات متعثرة تجري حالياً في ابوجا في نيجيريا. وارتبطت واشنطن بعلاقات مخابراتية مع الخرطوم، بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، يمكن أن تتأثر اذا دعم البيت الابيض قرار الكونغرس بشأن القمة العربية في حالة إقراره. وكانت السلطات السودانية قد قدمت «معلومات مهمة حول جماعات اسلامية متطرفة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه)». وكانت «سي آي إيه» قد أشرفت على زيارة قام بها الى واشنطن صلاح عبد الله غوش، رئيس جهاز المخابرات السودانية، حيث قدم معلومات عن تنظيم القاعدة، وهو تعاون كان أزعج بعض أعضاء الكونغرس ومسؤولين في وزارتي الخارجية والعدل. يذكر ان السودان خلال التسعينات كان قبلة لمنظمات أصولية متشددة، وأقام فيه لفترة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وذكر مصدر اعلامي في الكونغرس، أن مشروع القرار الذي تقدم بها النائب بالون يشير الى «أن القمة العربية ستقدم جائزة اقتصادية للسودان، وأن القمة ستشجع الحكومة السودانية على ارتكاب إبادة جماعية ضد سكان دارفور». وتتهم واشنطن الخرطوم بسياسة «تطهير عرقي»، وإجبار حوالي 400 الف شخص على مغادرة مناطقهم في اقليم دارفور المضطرب. من جهة اخرى دعا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الى ارسال قوة سلام تابعة للامم المتحدة الى دارفور في السودان تكون مدعومة من الحلف الاطلسي (ناتو) وتضم ضعف عدد عناصر قوة الاتحاد الافريقي الحالية البالغ عديدها سبعة آلاف رجل. |