محكمة نمساوية تسجن مؤرخا بريطانيا لتشكيكه بالمحرقة قضت محكمة نمساوية بحبس المؤرخ البريطاني ديفد إيرفينغ ثلاث سنوات، بعد إدانته بالتشكيك في أرقام من قتلوا في المحرقة النازية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية. وقد أقر إيرفينغ بذنبه أمام المحكمة، لكنه وصف مثوله أمام القضاء ليحاكم عن رأي أبداه قبل ستة عشر عاما، بأنه أمر سخيف. وقال إنه أدرك أنه كان على خطأ عندما أكد عام 1989 عدم وجود غرف غاز في معتقل أوشفيتز في بولندا، موضحا أنه غيّر رأيه بعد أن اكتشف في الأرجنتين وثائق تتعارض مع أفكاره. ورغم ذلك رفض إيرفينغ اعتبار تصريحاته -كما طلب منه المدعي مايكل كلاكل- بمثابة إنكار للمحرقة، وقال إن الأمر لا يعني ذلك وإنما هو تصريح بشأن جزء من تاريخ المحرقة. وخلال توقف للجلسة اعتبر المدعي أمام عدد من الصحفيين أن إيرفينغ يسعى إلى تحويل الحجج لصالحه. وقال موفد الجزيرة إلى فيينا إن الحكم بحق إيرفينغ كان متوقعا بحسب القانون النمساوي لعام 1947 بسبب إنكاره للمحرقة، أو محاولة التقليل من شأن ما فعله النازيون آنذاك. وأشار إلى أن محاميي إيرفينغ يدركون ذلك، فهم لم يطالبوا بتبرئته بل بتخفيف الحكم ضده. وكان إيرفينغ اعتقل خلال عملية مراقبة روتينية على طريق سريع نمساوي بموجب مذكرة اعتقال صادرة عام 1989. وقد صدرت هذه المذكرة بعد أن أنكر المؤرخ البريطاني وجود غرف الغاز في معسكرات اعتقال الرايخ الثالث -لاسيما معتقل أوشفيتز في بولندا- خلال اجتماعات شارك فيها آنذاك في النمسا. كما حوكم إيرفينغ على تأكيده أن مذبحة "ليلة الكريستال" عام 1938 ضد اليهود لم يرتكبها النازيون وإنما "مجهولون" مقنّعون، وأن هتلر في الواقع كان يدافع عن اليهود. وقد سبق أن أدين إيرفينغ أكثر من مرة لاسيما في بريطانيا وألمانيا، كما منع من دخول أراضي نيوزيلندا العام الماضي. وقد ذكر في تصريح سابق له أن غرف الغاز "التي تعرض على السياح في أوشفيتز" غرف "وهمية بناها البولنديون بعد الحرب". |