فشل محادثات إيران مع الأوروبيين بات من شبه المؤكد أن تتصاعد الضغوط الغربية على إيران إثر فشل المحادثات التي أجرتها مع الاتحاد الأوروبي بشأن الملف النووي لطهران وعدم توصل محادثات موسكو لحل. فقد أعلن المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أن المباحثات مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي حول ملف بلاده النووي، فشلت ولم تحرز تقدما. وقال سولانا للصحفيين بعد محادثات مع متقي في بروكسل إنه لم يلمس أي تغيير جوهري في موقف طهران حيال الأزمة النووية مع الغرب، مشيرا إلى أن الإيرانيين يجب أن يتعاملوا بطريقة أكثر إيجابية. وأكد أنه أبلغ الوزير الإيراني أن الاتحاد الأوروبي سينتظر إمكانية حصول أي تقدم ملموس بالمحادثات الجارية في موسكو بشأن هذه الأزمة، قبل الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر عقده بالسادس من الشهر القادم في فيينا. وكان متقي أكد قبل ذلك أن الأوان لم يفت بعد للتوصل إلى تسوية بشأن ملف بلاده النووي, مؤكدا أن طهران جادة في التوصل إلى هذه التسوية عبر مفاوضات مبنية على العدالة والتوازن وليس عبر التهديد. وأضاف أن توطيد الثقة يشكل طريقا في اتجاهين وليس في اتجاه واحد, غامزا من قناة الولايات المتحدة من دون أن يسميها. مفاوضات موسكو وتتزامن لقاءات بروكسل مع محادثات مغلقة يجريها وفد إيراني بموسكو تتناول اقتراح روسيا السماح للإيرانيين بتخصيب اليورانيوم على أراضيها, وذلك لضمان عدم استخدام هذا اليورانيوم لأغراض عسكرية. وقد نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مصدر دبلوماسي أن جولة المفاوضات التي انتهت قبل ساعات لم تخرج بنتيجة ملموسة، مشيرا إلى جولة أخرى ستعقد اليوم الثلاثاء. وترأس المفاوضات الرجل الثاني بمجلس الأمن القومي الإيراني علي حسيني تاش ونظيره الروسي فالنتين سوبوليف. وكان وزير الخارجية الروسي أندريه لافروف قال إن توقعات بلاده لنتيجة المباحثات متواضعة، غير أنها تبذل قصارى جهدها لتفادي التصعيد واستخدام القوة. وقال مراسل الجزيرة بموسكو إن تحفظات لافروف نابعة من وجود مسائل خلافية كبيرة بين الجانبين. وأوضح أن موسكو تعارض مقترحات طهران بمشاركة خبراء إيرانيين في عملية التخصيب وتحديد فترة زمنية للتخصيب على الأراضي الروسية، ومن ثم منح الحق لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها. وتعتبر الخطة الروسية المطروحة للتفاوض مع الوفد الإيراني من الفرص الأخيرة المتاحة لإيران، لتجنب إدانتها خلال اجتماع الوكالة الذرية في فيينا. وفي السياق كشفت النشرة الالكترونية غازيتا رو أن الوكالة الذرية اقترحت مخرجا بديلا يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم على أرضها في شكل محدود, متحدثة عن اقتراح نقله دبلوماسيون في فيينا عن المدير العام للوكالة محمد البرادعي. |