شلل موقت في موسم السياحة المصري تسعة اشهر تقريبا هي الفترة الزمنية بين تفجيرات شرم الشيخ التي حدثت في تموز(يوليو) من العام الماضي والتفجيرات الثلاثة التي منيت بها القاهرة مساء اليوم " الاثنين " والتي راح ضحيتها حوالى 100 قتيل وجريح وتأتي هذه التفجيرات في الوقت الذي تبدأ فيه مصر الاحتفال بتحرير سيناء والموافق الخامس والعشرين من نيسان( ابريل) الحالي خاصة وان هذه المنطقة سياحية من الطراز الأول سواء للمصريين أو العرب وكذلك الإسرائيليين . وفي الوقت الذي تستهدف فيه القاهرة حدوث طفرة في قطاع السياحة المصري والذي يستهدف الوصول بعدد السائحين إلى 14 مليونا بحلول عام 2011، حيث توضح الدراسات الاقتصادية أن كل مليون سائح جديد إلى مصر يولد نحو 200 ألف وظيفة، وتريد الحكومة أن يضيف قطاع السياحة بين 15 ألف و20 ألف غرفة فندقية سنويا. وتطوير منتجعات الساحل الشمالي المطل على البحر المتوسط جزء من استراتيجية لتعزيز عدد الزائرين. وأكدت مجموعة من الخبراء السياحيين أن هذه الحركة من شأنها التأثير السلبي على السياحة في مصر خاصة وأنها تأتي مواكبة لموسم الصيف الذي بدأ يطل علينا هذه الأيام متوقعين أن موسم السياحة في هذا العام سيحصد خسائر جمة مثلما منيت بها في منتصف العام الماضي . وقال رئيس الوزراء المصري الدكتور احمد نظيف ان قطاع السياحة المصري حقق نسبة نمو العام الماضي بلغت خمسة في المئة بدلاً من 15 في المئة كانت متوقعة بسبب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منطقة جنوب سيناء،ورفض خبراء السياحة المصرية تقدير حجم الخسائر مؤكدين أن حجم الخسائر في تموز(يوليو) الماضي وصلت إلى خسارة تزيد عن 20 ألف سائح فقط إلا أنهم رفضوا التنبؤ بحجم هذه الخسائر مؤكدين أن الحالة لم تتضح صورتها بعد إلا أنهم اجمعوا أن الموسم السياحي الصيفي قد (ضرب) والذي يعد رهان السياحة المصرية سواء الداخلية او الخارجية . وكما تقول الدكتورة وصال أبو علم الأستاذ في كلية السياحة والفندق في جامعة حلوان ان التأثير السلبي سينعكس على جميع الطوائف الاقتصادية خاصة وان مصر تعتمد على السياحة كمصدر ثان للعملة الصعبة بعد قناة السويس مشيرة إلى أن مصر لم تتعاف بعد من التأثيرات السلبية لتفجيرات شرم الشيخ الأخيرة . وتلتقط طرف الحديث نادية الراهب عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء وصاحبة بعض الفنادق هناك قائلة ان موسم السياحة هذا العام سيمر مر الكرام ولن تحقق مصر منه ما توقعت مؤكدة ان تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة رغم ما تم من إجراءات أن السياحة المصرية ما زالت تعاني من ويلاتها . ووفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية التي ظهرت مؤخرا حول معدلات السياحة من منطقة الشرق الأوسط لمصر فقد وصل عدد السياح في الفترة من كانون ثاني( يناير) / أيار(مايو) 2005 الى 478260 سائحا مقارنة ب 441504 سائحين خلال الفترة نفسها من العام الماضي (20049 وزيادة قدرها 8.33% ووصلت عدد الليالي السياحية في عام 2005 الى 5211758 ليلة وفي عام 2004 الى 4709594 ليلة بزيادة قدرها 10.66% وشملت قائمة التقرير دولا مثل العراق والأردن والكويت وقطر وفلسطين وسورية والإمارات واليمن ، و ذكر تقرير اخر لوزارة السياحة أن السياحة العربية إلى مصر حققت زيادة بلغت نحو 24 في المئة خلال شهر أيلول (سبتمبر) قبل الماضي محققة أكثر من 105 ألاف سائح وبعدد ليال سياحية أكثر من 80 ألف ليلة سياحية بنسبة زيادة قدرها نحو 10 في المئة وذلك مقارنة بالشهر نفسه من العام الذي يسبقه ، وقال التقرير إن السياحة الليبية تصدرت الأسواق العربية في الفترة نفسها من حيث أعداد السائحين تلتها السعودية ثم فلسطين فالأردن مشيرا إلى تصدر السعودية ثم ليبيا فالكويت وفلسطين والأردن من حيث عدد الليالي السياحية. يذكر أن عدد السياح الوافدين إلى مصر خلال العام الماضي وعلى حد قول عبد الرحمن عبد الفتاح المستشار الإعلامي لوزارة السياحة المصرية ذكرها في تصريحات صحافية سابقة أنها وصلت حوالي 1.7 مليون سائح بما يعادل 19.7 % من إجمالي حركة السياحة الوافدة إلى مصر مشيرا إلى أن هؤلاء السائحين العرب قضوا أكثر من 22.3 مليون ليلة سياحية بما يزيد على ما نسبته 26 % من إجمالي الليالي السياحية الكلية المحققة في مصر خلال تلك السنة وجاء فيها الليبيون في المرتبة الأولى بحوالي 344 ألف سائح فيما احتل السائحون السعوديون المرتبة الثانية ثم الفلسطينيون في المرتبة الثالثة ثم السودانييون . وجاء التحسن في الأرقام نتيجة عدة عوامل منها انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار ما اثر على انخفاض الأسعار في مصر بالنسبة إلى الأجانب ، وعلى الجانب الآخر استقبلت مصر نحو 8.1 ملايين سائح عام 2004 محققين دخلا يقدر بحوالي 37.8 مليار جنيه مصري . يأتي ذلك في الوقت الذي تجهز فيه مصر للإعداد للمشاركة في فعاليات معرض ومؤتمر السفر العربي المقرر أن يفتتح في دبي في الثاني من أيار (مايو )المقبل. نقلاً عن إيلاف |