قيم الاحتفاء بعيد الوحــــــــــدة الاحتفاء بالعيد الوطني الثالث عشر لقيام الجمهورية اليمنية يحمل في نفوس أبناء الشعب اليمني قيما أخلاقية ثرية تتجاوز أطر العرف التقليدي للمناسبات الوطنية ..لأنها ظلت تحمل في ذاتها إرادة الإنسان ، وعنفوان تحديه للقدر التاريخي السحيق الذي جثم على صدر الوطن ، ومزقه شر تمزيق – يتعدى فيه صبغة الوضع التشطيري إلى واقع من الشتات الوطني الذي كابدته الجماهير اليمنية بألوان من الصراعات السياسية ، وتغلغل الأفكار الدخيلة التي كادت أن تعصف بالامن والاستقرار لولا أن شاء الله للوطن أن تنبعث فيه إرادة أبنائه مجددا لتعيد له كينونته الوحدوية ، وسمته التاريخية الحضارية ، وعطاءاته الإنسانية على يد ابنه البار الأخ الرئيس القائد/ عــلي عبد الله صالــح . فلم يكن العبور إلى الوحدة اليمنية بالأمر الهين المتاح ، فكانت حكمة القائد أن يمد جسور وحدة وطنية متينة تجتمع عليها وحدة الفكر ووحدة الأداة ليلتقيان أخيرا على محور ( الميثاق الوطني ) والمؤتمر الشعبي العام ، الذي ما لبث أن تحول إلى إرادة حقيقية تستجيب لتطلعات الجماهير اليمنية وغايات الثورة السبتمبرية المجيدة التي لاترضى بأقل من عزة الإنسان اليمني وكرامته الحقة وتقدم وازدهار وطنه الغالي . وحين نتحدث اليوم عن الابتهاج بذكرى، فإننا – يقينا – نتحدث عن الأعوام الزاخرة بالبذل والعطاء والتضحية التي سبقت يوم إعلانها التاريخي في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، والتي قادها مهندس البناء اليمني الشامخ الرئيس علي عبد الله صالح بصبر وتبصر وإصرار على استعادة الحق اليمني التاريخي ..وحين نتحدث عن الوحدة ينبغي تذكر مفردات فلسفتها الإنمائية الحضارية التي تلاحمت لاجلها كل الجهود الوطنية الخيرة الشريفة في كرنفال وحدوي فريد لايقوى على صنع مواسمه النضالية غير الصادقين مع شعوبهم ، والمخلصين لأوطانهم ، والمستلهمين لتجارب مجدهم التاريخي العظيم في زمن خالد أمد الدهر .. اليوم ، ونحن نستحضر لأذهاننا مجد هذا المنجز التاريخي العظيم ، فإنما نستحضر قيما سامية حملتها الوحدة اليمنية إلى واقعنا اليمني بعطاءات الديمقراطية ، والحريات الفردية والعامة ، وبالمرأة المثابرة الواعية المعطاءة ، وبالتعددية السياسية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، وسياسة خارجية متوازنة تنفتح على كل الدوائر الخارجية بثوابتها الوطنية الراسخة ، ومواقف قومية عربية مشهودة ..وبجانب كل ذلك هناك التنمية الوطنية الشاملة التي انتشلت الإنسان اليمني من ارث العهود البالية المتخلفة المستبدة إلى واقع جديد ترفل فيه الحياة بنبض التألق والرقي والازدهار … لم تكن الوحدة اليمنية مجرد حدث عابر لا يستوقف أحد عند محطاته ..بل ظلت هاجس الإنجاز والعطاء ، وموسم البناء والتحديث ، وميدان كل القوى السياسية الوطنية للمشاركة في صناعة قرار الحكم ، ورسم مستقبل الدولة اليمنية الحديثة بكل أهداف الثورة اليمنية ( 26 سبتمبر، و14 أكتوبر) المجيدتين. وإذا ماكان هناك ما يستحق إن نستذكره في خضم ابتهاجات شعبنا بذكرى الوحدة ، هو أننا جميعا مسئولون أمام الله والتاريخ عن حماية الوحدة ، والحفاظ على قيمها الإنسانية والحضارية الخلاقة ، والتصدي بكل قوة لكل من تسول له نفسه التفريط في دعائم الوحدة اليمنية و أسسها الديمقراطية ..لأنها كانت على الدوام محض إنجاز كل أبناء الشعب اليمني من أقصى شمال الوطن اليمني إلى أقصى ربوع جنوبه وثغره العبق .. وكل عام وأنتم بخير aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa |