استفتاء موريتانيا لوضع نهاية للانقلاب أدلى الموريتانيون الاحد بأصواتهم في استفتاء على تعديل الدستور في اقتراع يرمي لإنهاء عقود من محاولات الانقلاب وحكم الحزب الواحد. وهذا أول اقتراع تجريه موريتانيا منذ استولى مجلس عسكري على السلطة في انقلاب أبيض في أغسطس اب الماضي وهو يضع الأساس لإجراء انتخابات رئاسية في مارس اذار المقبل. واذا وافق الناخبون على التعديلات فمن شأنها ان تجعل موريتانيا احدى الدول العربية القليلة التي تحد من عدد الفترات التي يمكن للرئيس أن يتولى الحكم خلالها وان تميزها عن افريقيا جنوب الصحراء حيث قام عدد من الزعماء بتعديل القواعد من أجل البقاء في السلطة. وقال الفا يوسف دياجانا وهو جندي متقاعد يقف في الصف للادلاء بصوته في العاصمة نواكشوط "هذا يوم التغيير في موريتانيا.انني فخور ومتفائل." ولم يحدث أبدا أن انتقلت السلطة من خلال الانتخابات في موريتانيا وهي أحدث دولة منتجة للنفط في افريقيا ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة. وقوبل انقلاب أغسطس اب بترحاب واسع بعد عدة محاولات فاشلة للاطاحة بالرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي استمر حكمه الشمولي لمدة عقدين. وقال العقيد إعل ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري الحاكم بعد ان ادلى بصوته في نواكشوط انه يوم تاريخي لموريتانيا وهو ولادة حقيقية للعمل السياسي في هذه الدولة. ووقف رجال في الاثواب التقليدية البيضاء والزرقاء ونساء يرتدين ملابس زاهية الالوان في صفوف امام مدارس ومبان حكومية استخدمت كمراكز اقتراع. وكان بعضهم يشرب الشاي داخل خيام صحراوية تقى من اشعة الشمس اثناء الانتظار. وقال مسؤولو انتخابات انه بحلول منتصف النهار كان الاقبال يزيد على 30 في المئة في انحاء البلاد ككل. وابلغت بعض مراكز الاقتراع في نواكشوط عن نسبة اقبال بلغت 50 في المئة. ومن المتوقع اعلان النتائج الاولية يوم الاثنين. وتحول التغييرات المقترح ادخالها على الدستور دون ترشح رئيس البلاد للمنصب أكثر من مرتين وتقلص فترة الحكم الى خمس سنوات بدلا من ست. كما أنها تصعب على الزعماء تغيير القواعد وهم في السلطة. قال عمر سيدي باثيلي با (26 عاما)وهو عاطل عن العمل أثناء خروجه من حجرة الاقتراع وسبابته مغطاة بحبر تصعب ازالته يستخدم لمنع اي شخص من التصويت مرتين "اننا نريد التغيير ولا نريد رؤساء اخرين يبقون في السلطة 10 او 20 عاما." وتحظى التعديلات بقبول الاحزاب السياسية الرئيسية والنقابات والجماعات الدينية لكن المسؤولين يقرون بأن أكبر تحد يتمثل في اقناع شعب معتاد على انتخابات تتميز بالتخويف والاحتيال بالمشاركة في التصويت. وقال مار با (25 عاما)المطرب في فرقة موسيقي الراب الشعبية (ديام مين تيكي) "لن يدلي كل الشبان باصواتهم. لكن كل مواطن عليه يفعل ذلك وان يشارك في تنمية بلادنا." ويرى بعض الموريتانيين وبخاصة المنحدرين من أصول افريقية سوداء أن التغييرات لا تذهب للحد الكافي ولم تعالج الافتقار العميق للمساواة في بلد يقولون ان السلطة تتركز فيه في أيدي النخبة المنحدرة من أصول عربية. وهم يقولون أيضا انه ينبغي تعديل الدستور بحيث تكون اللغة الفرنسية لغة رسمية الى جانب العربية التي لا يتحدث بها كثيرون من المنحدرين من أصول افريقية سوداء. رويترز |