الديمقراطية ومصالح اليمن في هذه المرحلة الصعبة من عمر أمتنا العربية والاسلامية فرضت على الامة تصنيفات تضعها تارة في الشرق واخرى في الغرب وكأننا امة فرضت عليها ان تكون مفرقة ومشتتة الولاءات بين اطراف دولية - أفقدتها استقرارها السياسي والاقتصادي – حالت دون العناية باهداف الوطن العليا والالتفات الى واقعه واحتياجاته. وكما هو ملموس فان استقلالية اليمن السياسية والاقتصادية في عالم ضج بالولاءات للشرق او الغرب كان هدف القيادة اليمنية في المرحلة السابقة وان المتأمل الى وضع اليمن في العقود الثلاثة الماضية سيدرك ان سياسة اليمن كانت وما تزال توفيقية، تنظر الى مصلحتها ومصلحة شعبها. فهي ايجابية بالقدر الكافي مع القضايا التي تخدم الوطن ومصالحه الا انها قد تكون مواقف سلبية تجاه المواقف التي تحتاج إلى المكاشفة والمصارحة خاصة تلك التي لا تمثل توجه اليمن الحيادي. ان النظرة الاستراتيجية للقيادة اليمنية جعلها تسعى بالمقام الاول وبجدية نحو تحقيق اهداف المجتمع اليمني مع الاخذ بالاعتبار واقع ومصالح الامتين العربية والاسلامية قبل النظر الى مايريده الشرق او الغرب. ان تحقيق مصالح الشعب اليمني لا تتحقق الا في ظل قيادة تمثل قاسماً مشتركاً يجمع الجميع ولايفرق بكل ماتعني كلمة تجميع. في واقع كثر فيه الفرقاء والمدعون فهذا ينادي بالولاء للمنطقة بحيث تأسره ثقافة المنطقة واخر ينادي بالولاء للفكرة التي يؤمن بها ولذا فمن لايؤمن بفكرته فهو عدو له واخر نظرته ضيقة بحيث ينادي بحكم طائفة معينة او قبيلة معينة. ان هذه الولاءات الضيقة ماتزال تعيش في مراحل مبكرة من مرحلة الوطنية بل لا تمثل اساسا صحيحا لقيادة اليمن الى بر الامان فهي ما تزال نظرات قاصرة عاجزة عن التحليق في سماء اليمن الذي يضم كل ابناء اليمن تحت سقف واحد. إن ما يجري من عزل الجماهير اليمنية عن أهدافها ومتطلباتها، والتحدث باسمها تحت اي مسمى بالذات من احزاب ما تزال تمارس عملية اتخاذ القرارات بعشوائية في ظل ولاءات لم تتحرر من عقلية القبيلة والطائفة، أوالاحتماء بدول كبرى عالمية، أو إقليمية تلعب دور الحارس، يعتبر انقلاباً على إرادة الوطن وهويته، وانتمائه، ولذلك برزت حكاية التشرذم والتواصل مع العنصر الخارجي أكثر من تأكيد الولاء للوطن والانتماء إليه.. لدينا الكثير من القواسم المشتركة التي يستطيع الجميع ان يلتقي عليها فهل المعارضة في اليمن تدرك نقاط التجميع تلك وهل فكرت يوما في استخدامها؟. ان فكرة الغاء الاخر وتقزيمه ووصمه بالفساد في واقع ملموس ومشاهد للجميع وما فيه من صعاب ومعوقات لهو السفه بعينه. لكن ومع ذلك وفقت القيادة اليمنية في الابحار بسفينة اليمن الى شاطئ الامان وخرجت منتصرة في مشوارها والشعب يدرك ذلك حقيقة الادراك. وبواقعية اكثر فهل عند المعارضة القدرة على تغيير الواقع الى جنة كما تعد في ظل الصعوبات التي لا تخفى على احد وفي ظل تباين ايدلوجيات لقائها المشترك وتباين ماضي كل حزب فيه مع وجود مرشح مشتت لايقدر ان يترجم فكرة اي منها مستقبلا اذا فاز؟؟؟ سؤال اخر. هل بتلك التصورات العشوائية والنظرات الضيقة يريدون ان يقودوا بلداً له من الاهداف الكبيرة - كبر الشعب اليمني- ما لا تستطيع كل احزابهم استيعابها. ان اهداف اليمن ومصالح شعبه لا تنسجم ولا تتفق مع تلك الولاء ات الضيقة والمتباينة. بل ان اهداف الوطن اليمني لا تتحقق الا من خلال قيادة تفكر بحجم اليمن قد تناست عيوب ابناء اليمن الاخرين كرما وعفوا وتسامحا ايمانا منها ان اليمن يتسع الجميع وطن للجميع وذلك ما عزز موقفها في المضي قدما في بناء وطن يمني واحد. لايوجد بلد في العالم الا وفيه عوامل كثيرة يمكن أن تستغل لاثارة نعرات ومشاكل وحروب - والواقع حولنا يشهد بذلك - مثل النعرات الطائفية او القبلية او المناطقية والتي قد تكون ارضية خصبة لاعداء الوطن لاثارتها او للتدخلات الاستعمارية البغيضة. وان وجود قيادة راشدة وعاقلة ومتفهمة لكل هذه الاوضاع اجدر بالبقاء من غيرها لقدرتها على التعامل معها في سبيل صيانة وحفظ اليمن ومصالح ابنائه على السواء. ان المشاهد لمسرح الاحداث السياسية في اليمن خلال الثلاثة العقود المنصرمة سيدرك مدى وعي وتفهم القيادة اليمنية متمثلة بالاخ علي عبدالله صالح في استتباب الامن والاستقرار في ربوع وطنه وربط اليمن بعلاقات طيبة مع جيرانه واشقائه والمحافظة على استقرار المنطقة كلها على السواء اليمن والقرن الافريقي والجزيرة والخليج مع الاخذ بالاعتباربناء يمن محايد قوي يؤمن بالاخرين في ظل تبادل المصالح المشتركة. ان ما تملكه المعارضة من دعاوى انما هي من قبيل الاتهامات للاخرين وتتبع اخطائهم وإثارة عواطف لا اكثر وهذا لا يعني قدرتها على استيعاب قضايا الوطن وحل مشكلاته. بل ان واقع المعارضة المعاش والملاحظ يفصح ويقول انها ماتزال في مراحلها المبكرة من الوعي الوطني وان امامها الوقت لتتعلم. لان الكثير منهم غير قادرين على إدارة امور بسيطة جدا جدا فما بالك لو كانت قضية الوطن اليمني بايديهم. |