نصف مليون معتمر يؤدون أول جمعة في رمضان حركة لاتهدأ وحناجر تدعو المولى ان يكتب لها الاجر ويضاعف لها المثوبة.. في الطرقات المؤدية الى المسجد الحرام من جهاته الاربع تشاهد مظاهر روحانية لمعتمرين جاءوا الى هنا لاداء العمرة، هنا في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف كل شيء مختلف تماما، الكل يسابق عقارب الساعة للوصول الى الحرم الشريف.. اليوم يصطف اكثر من نصف مليون معتمر لاداء صلاة الجمعة الاولى في شهر رمضان المبارك في المسجد الحرام وهناك حيث تمتلئ الساحات لاتجد لقدمك موطئا وانت تتجول فيها خصوصا في اوقات صلاة المغرب والعشاء والتراويح فالكل حريص على اداء هذه الصلوات في المسجد الحرام استغلالا لموسم رمضان، ومع اقتراب اطلاق المدفع طلقات الافطار تشاهد ارتال المركبات وهي تزحف نحو الحرم المكي الشريف ومئات الالاف من البشر رجالا ونساء من داخل المملكة وخارجها يتدفقون في سكينة وخشوع تحفهم الرحمة الى بيت الله الحرام، يحرصون على تناول حبات التمر ليطفئوا ضمأهم بشربة من ماء زمزم البارد في ساحات الحرم المكي الشريف، وانت تسير وسط المحلات التجارية في سوق المدعى الشهير او محلات اجياد المؤدية لباب الملك عبدالعزيز تتشنف الاذان باصوات المقرئين والمشايخ تلك الاصوات الندية التي لاتنقطع وتتداخل من محلات بيع الاشرطة والكتب الدينية في صور تحتم عليك الخشوع وسرعان ما يلفت نظرك اعداد من الدراجات النارية التي اوقفت في اماكن عدة وربطت بسلاسل حديدية وهذه الدراجات الهاربون من فوضى النقل كوسيلة مناسبة للوصول الى الحرم بعيدا عن التلبك المروري الخانق. ورغم هذا الازدحام الكثيف وارتال المركبات المتكدسة برغم هذا لم تخطئ الاجهزة الحكومية والخدمية في اداء رسالتها على الوجه الاكمل فالكل مشغول بانجاز ما هو مطلوب منه على الوجه المأمول 50 الف موظف جندوا لخدمة المعتمرين منذ ان يدخلوا اجواء المملكة حتى يغادروها متجهين الى بلدانهم بعد ان من الله عليهم بأداء فريضة العمرة في هذا الشهر الكريم وتعمل مختلف الاجهزة الحكومية بكل اصرار وفي تناغم وتناسق على تأمين مختلف الخدمات على الوجه الاكمل لضيوف الرحمن. عدد من المعتمرين الذين التقيناهم في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم الشريف لم يستطيعوا مقاومة الدموع فبينما خضبت الدموع وجنات ومآقي سالمة البشوي من مصر انخرط ناصر السريكي من العراق في نوبة بكاء ونحيب مؤلم وهو يشاهد الحرم المكي الشريف لاول مرة في حياته بعد ان بلغ من العمر 55 عاما واضاف على الرغم من هذا العمر الطويل لم أيأس مطلقا وكان املي في الله كبيرا ان من الله واكرمني باداء فريضة العمرة انها لحظات لاتنسى ويحق لي ان ابكي خشوعا امام رب العباد وانا في مكة المكرمة (قبلة الدنيا). دموع منهمرة ومع الدموع المنهمرة يتسلل إليك صوت وزغاريد هي علامات الفرح التي تطلقها المعتمرات المصريات اللاتي يأتين لاول مرة، وتقول المعتمرة حميدة المجدولي انها تشعر بفرحة كبيرة وهي تشاهد بيت الله الكريم لاول مرة. التلبك المروري وعلى الرغم من نقاط الفرز الرئيسية والاحتياطية التي نصبها مرور العاصمة المقدسة في مداخل مكة المكرمة الاربعة (السيل - الهدا - العمرة - الكعكية) الا ان ارتال المركبات لاتزال تشكل هاجسا مقلقا للمسؤولين عن الحركة المرورية وتنظيمها. يقول العقيد احمد بن ناشي العتيبي مدير مرور العاصمة المقدسة ان هذه المركبات تأتي بكثرة رغم نقاط الفرز في مداخل مكة المكرمة وتلك الواقعة بالقرب من المنطقة المركزية والتي تمنع قائدي المركبات المرتدين للباس الاحرام من الدخول للمنطقة المركزية ومع ذلك لازلنا نواجه صعوبة في تحريك جمود المركبات وتوقفها المتكرر بغرض التحميل والتنزيل رغم اننا لا زلنا في بداية الشهر الكريم مؤكدا ان المسألة الحقيقية ما هي الا ازمة وعي يجب معالجتها بأن يحرص كل من يريد اداء النسك ان يستقل وسائل النقل العام المتوافرة بكثرة في اماكن عدة من العاصمة المقدسة وذلك من اجل راحة ضيوف الرحمن واضاف على الرغم من ذلك لدينا الكثير من الخطط واليات التعامل مع هذه المركبات الامر الذي جعل في مقدورنا تفتيت هذه الازدحامات وتسهيل الحركة من اجل وصول المركبات بجموع المعتمرين الى الحرم الشريف في سكينة وخشوع وفي زمن قياسي. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2025 