الأربعاء, 09-أبريل-2025 الساعة: 05:32 م - آخر تحديث: 04:04 م (04: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
د. عبدالعزيز المقالح - نقلاً عن صحيفة الخليج -
التعصب وفقدان الطمأنينة
العالم كله وليس العرب وحدهم هم الذين يعيشون حالة استثنائية من فقدان الطمأنينة والشعور بالاستقرار الروحي والنفسي. والسبب يكاد يكون واحداً ووحيداً وهو التعصب، هذا الفيروس المنتشر في الآفاق والذي يضرب في كيان البشرية ويكاد يمنعها من التعايش في أمن وسلام. وقراءة فصول من التاريخ البعيد والقريب تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك انه اذا ما استشرى التعصب في زاوية من زوايا العالم الذي لم يعد واسعاً ولا متباعد الأطراف ولم يسارع العقلاء بإطفاء حرائقه الصغيرة فإنه لن يلبث ان ينتشر ويتسع نطاق ضحاياه، وما أخبار الحرب العالمية الثانية ومآسيها ببعيدة ولا تزال آثارها عالقة على وجه الأرض وعلى وجوه بعض معاصريها الأحياء.

وعندما نمعن النظر بإخلاص سوف نجد أن الأديان لم تكن مصدر التعصب كما يقول البعض ولا مصدراً للاختلافات المؤدية إلى الحروب المعلنة وغير المعلنة، ولم تكن المذاهب المتفرعة من هذه الأديان هي السبب القريب أو البعيد للحروب والمغامرات الطائشة التي عانت وتعاني منها البشرية في ماضيها وحاضرها. وما يبعث الرعب في النفوس ويضاعف من انحسار الشعور بالطمأنينة سبباً وأسباباً للتعصب خدمة لأغراضهم وأهدافهم السياسية والاقتصادية، وبغض النظر عما يلحق البشر من آثام هذه الأغراض وهذه الأهداف. والواضح أن السياسية التي كانت اختياراً حراً وانتماء شخصياً تحولت في الوقت الراهن الى مصدر من مصادر التعصب والاقتتال اليومي. كما أن الاقتصاد وهو عصب الحياة كما يقولون صار واحداً من أهم مسببات التعصب النظري والتطبيقي الذي يفتك بالوقت ويفترس كل إحساس بالطمأنينة.

ولو أننا وضعنا السياسة والاقتصاد جانباً، فإننا سوف نكتشف مصادر اخرى لا تنتهي للتعصب وافتعال الخلافات داخل البلد الواحد والثقافة الواحدة، فهناك تعصب لبعض الفنون ولأشكال من الموسيقا يصل بالمتعصبين إلى درجة يستعد معها كل فريق لإعلان حرب لا هوادة فيها ضد الفريق الآخر. ولا ننسى في هذا الصدد الحروب والمنازعات حول اشكال الكتابة والشعرية منها بخاصة والذين يظنون ان التعصب لهذه الأشياء الصغيرة غير مهم ولا يشكل مخاطر على الانسانية واهمون، فكل شكل من أشكال التعصب ينمي في الواقع حالة من العداء ويجعل التعايش مستحيلاً. كما ان التعصب في كل حالاته وفي جميع صوره وأشكاله دليل الفشل وعلامة من علامات غياب الإيمان الحقيقي بضرورة أن يتقبل بعضنا بعضاً وأن يكون هناك قاسم مشترك يوحد بين المختلفين في وجهات النظر تجاه بعض القضايا والأمور والأشياء والتسامح وحده هو العلاج الناجع والأكيد.

لقد استطاع العصر الحديث بمخترعاته وبما نشرته وتنشره وسائل التوصيل الحديثة من أفكار وسياسات أن يخلق حالة من التشوش والاضطراب في جميع أنحاء العالم، وأن يضاعف من حساسيات الاختلاف غير الواعي وغير المنطقي وما يترتب على ذلك من تعصب مبالغ فيه ترافقه حالة من عدم الايمان بالقيم الروحية التي تضع حدوداً للخلافات وحدوداً للنعرات، والأدهى والأمرُّ بالنسبة لنا نحن العرب أننا ابتعدنا ونبتعد كل يوم عن الأخذ بأسباب التقدم والنهوض العلمي والصناعي وأن التعصب للأمور الصغيرة والثانوية أوشك على أن يأكل أوقاتنا وجعلنا نموذجاً للعجز عن حل أبسط المشكلات. ومع التراكم المخزي للخلافات وغياب أي إنجاز حقيقي في الحياة تدهور مستوى العقل وغابت الحكمة وافتقدنا القاسم المشترك، وأصبح كل فرد منا بتعصبه جزيرة منفردة تدور في فلك الإحباط والتخبط ولا تدري إلى أين المصير.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025