السنيورة: التظاهرات لن تسقط الحكومة في أول رد على مطالبة المعارضة، وتحديداً الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أكد رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، في كلمة متلفزة أن السبيل الوحيد لإسقاط الحكومة اللبنانية لن يتم إلا من خلال مجلس النواب، مشيراً إلى دعوة المعارضة بالنزول إلى الشارع الجمعة "لن تخيفنا." وقال السنيورة "من واجبي أن أصارحكم ومن واجب الحكومة أن تصون حق المواطنين في حرية التعبير، وأقول إن حق المعارضة مصون، ولكنني أقول لهم إن حريتهم تقف عند حرية الآخرين، ولا نقبل بأي صورة من الصور أي إخلال بالأمن والتعدي على مؤسسات الدولة." وأوضح رئيس الوزراء اللبناني أنه طريق الحوار تعني ألا يملي طرف على الآخر إملاءاته. وقال السنيورة إن آلة الاغتيالات السياسية كانت تتحرك كلما "تقدمنا خطوة"، مؤكداً على عزم حكومته على إعادة بناء قدرات لبنان الأمنية والدفاعية. وتطرق السنيورة في كلمته إلى المعارك التي شهدها لبنان على خلفية قيام عناصر من حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في يوليو/تموز الماضي، موضحاً أن الحرب "فرضت علينا دون أن نحسب حسابها." وقال إن حكومته تمكنت من تحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في أعقاب اجتياحها للجنوب خلال تلك المعارك، موضحاً "أن دفعنا ثمن الخيارات الفردية والحسابات الخاطئة." وأوضح السنيورة أن اليد الممدودة من طرف حكومته إنما "للمشاركة الصادقة وليس للتعطيل أو الابتزاز"، وذلك في معرض مطالب المعارضة بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ومشاركة. وفي تلميح على أن بيروت ليست للبيروتيين فقط، وأنها عاصمة العروبة والمقاومة والوحدة الوطنية، قال نصرالله: "ندعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية لمنع وقوع لبنان تحت أي وصاية خارجية." وشدد على أن الاعتصام سيكون وسط العاصمة اللبنانية، قائلا "المشاركة في هذا الاعتصام المفتوح، الذي سيبدأ غدا (الجمعة) وسط بيروت، عاصمة لبنان التي يتسع قلبها لكل القضايا المحقة، بيروت عاصمة العروبة والمقاومة، بيروت عاصمة الوحدة الوطنية، من أجل دفع البلد نحو الخيار الوطني الشريف." وأكد حسن نصرالله أن النزول إلى الشارع جاء بعد العجز في التوصل لحل توافقي، لافتا إلى أن الحزب وقوى المعارضة لا تهدف إلى إلغاء أو شطب فريق على حساب آخر. ودعا أمين عام حزب الله الجميع إلى ضرورة التعاون "وأن تتضافر جهودنا، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال حكومة وحدة وطنية، ولا نتحدث عن الإلغاء أو الشطب." وطالب نصرالله كافة أطياف المجتمع اللبناني "بتحرك شعبي سلمي حضاري للتعبير عن رؤية المعارضة، ولبناء لبنان جديد ليكون قلعة في وجه العواصف التي تواجهها المنطقة." دعوة نصرالله تأتي في ظل ارتفاع التوتر السياسي الناجم عن الانقسام الحاد في البلاد بين الأكثرية والمعارضة، التي يشكل تحالف "حزب الله" مع العماد ميشال عون عمودها الفقري، وهو ما كان قد انعكس في حوادث أمنية بين جمهور الفريقين، اثناء تشييع وزير الصناعة اللبناني بيار أمين الجميل، قبل أكثر من اسبوع إثر اغتياله وسط بيروت. الأغلبية والمعارضة وجها لوجه بجنازة الجميل. تلك المواجهات أدت بحسن نصرالله للإطلال عبر تلفزيون" المنار" المملوك للحزب، ليل الخميس الماضي، لدعوة مناصريه إلى التزام الهدوء والانسحاب من شوارع وطرقات منطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، بعد ان نزلوا إليها استنكارا لإساءات، يُزعم أنها طالت نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي حضر، وبشكل مفاجئ مراسم تشييع الوزير الذي اغتيل. هذا وشهدت بيروت في الأسابيع الأخيرة حركة مكثفة للسفراء العرب، لا سيما السفير السعودي عبدالعزيز خوجة، والمصري حسين ضرار، مع جميع الأطراف، في محاولة لتشجيعهم على البحث عن مخرج للأزمة يجنب لبنان خيار الشارع، الذي أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" عن التهيؤ له كاتجاه آت قريباً. |