ارتياح سعودي لانتهاء الحج دون حوادث بدأ آلاف الحجاج أمس الثلاثاء مغادرة الأراضي المقدسة، في حين فضل آخرون زيارة قبر الرسول في المدينة المنورة قبل الرحيل، حيث مر موسم الحج هذا العام دون أي حادث يذكر خلافا لمواسم سابقة عكرت صفوها أحداثاً مميتة. وازدحمت الساحة المحيطة بالكعبة المشرفة في الحرم المكي بعشرات الالاف من الحجاج الذين يقومون بطواف الوداع حول الكعبة، فيما نشطت حركة بيع الهدايا حول الحرم المكي والحرم النبوي في المدينة قبل مغادرة الحجاج. وتنفست السعودية الصعداء بعد انتهاء مناسك الحج التي أداها نحو 2.5 مليون مسلم دون وقوع حوادث تزاحم مميتة او اشتباكات عنيفة مثلما حدث في أعوام سابقة. وقال وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام السعودية: «انني على ثقة أن كل رجال الامن في هذه اللحظة يشعرون بالرضا والارتياح والثقة أنهم أدوا واجبهم على أحسن ما يمكن ان يؤدى الواجب وليس هناك شئ يعطي الانسان الراحة النفسية اكثر من أنه يرسم الخطط المدروسة وينفذها فعلا تطبيقا دقيقا وهذا التطبيق يؤدي الى هذا النجاح الذي تحقق بمستوى عال في هذا الحج». وفي يناير الماضي لاقى 362 حاجا حتفهم على جسر الجمرات في أشد مأساة يشهدها الحج خلال 16 عاما. وفي عام 2004 توفي 250 شخصا في حادث مماثل. وقال الأمير نايف مخاطبا الضباط: «من يتعاملون معكم ليسوا كغيرهم بل هؤلاء حجاج بيت الله عز وجل أتوا ليؤدوا هذه الفريضة من كل أصقاع الارض فواجب علينا جميعا أن نعاملهم أحسن معاملة وأن نتحمل كل الضغوط مما هو موجود بحكم كثرة العدد وبحكم اختلاف الجنسيات والثقافات ولكن تمكن رجال الامن وتمكنتم أنتم جميعا من أن تحزموا وتنفذوا الأوامر ودون أن يمس أي حاج حتى وان قال كلمة نابية، وانها معاملة صعبة أن تنفذ أمور كهذه بدون أن تستعمل شدة»، وصدرت أوامر لقوات الامن التي هي جزء من قوات قوامها 50 ألف فرد لتنظيم وحراسة الحج بأن تكون اكثر صرامة من المعتاد في ابعاد الحجاج الذين يفترشون الارض وينصبون خياما عادة ويتحركون وسط الحشود وهم يحملون أمتعتهم. |