واليوم لا تبدو الدعوات التي يلعلع أدعياء الدعوة لحض الناس على عدم دفع الزكوات مختلفة من أي نحو عن أصوات من حملوا رايات الردة قبيل 1400 سنة. ولكننا الآن أمام حالة أكثر صفاقة؛ فالدعوة إلى امتناع المسلمين عن فريضة الزكاة يصدع بها اليوم من بيوت الله!!. فكما استخدم المسجد لإثارة الضغائن وإشاعة الإحباط والنفخ في كير العنف والتطرف، هاهم اليوم يوجهونه منحى أكثر خطورة. من هنا نجد إحدى الإجابات المتعددة لسؤال لماذا كل ذلك الهوس بالسيطرة على المساجد؟ هذا هو الفرق أن كان من الممكن اعتباره اختلافاً. ولا شك أن القلق المتزايد لدى العقلاء من بقاء المنابر المقدسة في أيدي هؤلاء أصبح جديراً بانتباه الأجهزة المعنية لاتخاذ خطوات حازمة. إن التحريض على منع فريضة الزكاة يدخل بعمق في جريمة التمرد على النظام والقانون، والخروج عن قواعد الدستور الذي ينظم علاقة التعايش بين الأفراد. وفي كل الأحوال يظل واجب الدولة حماية منابر الله من أي استخدام يعطل أركان دينه بفتاوى ثم طهوها في مطابخ السياسيين. |