اليمن .. بلد الأمان الذي يقصده كل الناس قذفت الحرب الأهلية بالآلاف من الصوماليين إلى طريق الهجرة فمعظم اللاجئين وضع قدره في أيدي العصابات الإجرامية ليعبروا بهم عبر خليج عدن تحت ظروف مرعبة من أجل الوصول إلى الجزيرة العربية . بوساسو هو أسم لميناء في شمال شرق الصومال تذكر دائماً من قبل اللاجئين الكل يتوافد عليها من أجل الهروب من المعارك الضارية في مقديشو بين القوات الإثيوبية وقوات المحاكم الإسلامية ، بكل بساطة من حياة الشقاء . بساسوا مدينة محصورة نصف مستقلة ومنطقة مشهورة بعدم وجود القانون هناك شريحة جديدة عادت إلى الهجرة في أيدي عصابات تتنافس بالاتجار بالبشر من أجل (50) دولار يتكوم الذي يترشحون للمغادرة في قارب صغير من (100) إلى (150) وأحياناً يصل العدد إلى (200) شخص ليجتازوا مخاطر خليج عدن في ظروف مرعبة . تقول سلمى إبراهيم أنها سافرت مع أبنتها كلثوم التي تبلغ من العمر (5) سنوات لقد تركتها في الخلف مع خمسة أطفال ، وتشرح لها بقولها أنكِ تمتلكين يدان من أجل إنقاذ الكل عندما يقذف بهم المهربين بالماء . كنا نحو (140) شخص بالقارب نصفهم من النساء وكنا مكدسين ليس بإمكاننا القيام بأي حركة وإذا حاولنا القيام يقوم المهربين بضربنا بالعصا أو يهدوننا بمسدساتهم . إن عدد المهربين من (5) إلى (6) ويقومون بالسيطرة على القارب . تتابع سلمى حديثها ( كل واحد يأخذ غذائه معه لكن بعد أول يوم يكون الكل قد تقيأ كل ما في جوفه مما يجبرنا أن نمضي بقية الرحلة دون أن نأكل أو نشرب شيء ، وبعد يومين يصل القارب إلى مسافة قريبة من الشواطئ اليمنية تقريباً (200) متر ، يرغمنا المهربين على القفز في البحر تحت تهديد السلاح من حسن حظي أن الماء كان يصل حتى أكتافي وحمل معي رجل طفلتي إلى الشاطئ . ليس كل الناس يصادفون هذا الحظ العديد منم يقذفون من القوارب قبل ان يرى الحدود اليمنية . وهنا شاهد حال آخر يقول ( بعد يوم أو يومين توقف محرك القارب الذي يقلنا بسبب حمولته الزائدة فكأنه أبى ان يقلع بنا فقام المهربون برمي الناس من القارب اخذوا الناس السمينين والنساء الحوامل والأشخاص المسنين ، كم عددهم (2) لا أتذكر ذلك ما أتذكره أن هناك خمسة أطفال قذفوا ذلك اليوم إلى البحر في مياه مليئة بأسماك القرش . ومن أجل ألا تقوم قوات خفر السواحل اليمنية بالقبض عليهم يقوم المهربون بالتخلص من الحمولة التي على قاربهم على بعد عشرات الأمتار من الشاطئ وهذا يحدث دائماً في الليل . ينحدر الشاطئ بإنحدار بسيط فلم يكن بين الناس المتهربين إلا أمتار ليصلوا إلى الشاطئ يغرق الكثير منهم بسبب أنه لا يعرف السباحة من يصل أخيراً إلى مخيم اللاجئين والذين هم ليسوا بالعدد القليل يصلون مرضى وجرحى وفي حالة يرثى لها فالنساء مصطحبين أولادهم ليس لهم معين ولا مصدر . بعد ساعة ونصف في طريق عدن المدينة الرئيسية يبدو الطريق المحصورة بين الجبل العاري والأرض والشمس حارة والهواء رطب يأتي من أقصى البحر لا شيء حولك . (900) لاجئ في ملجأ واحد اللاجئين القدامى يمارسون حياتهم الطبيعية والذين وصلوا يجب أن يرضوا بالخيام . منظمة الأمم المتحدة للاجئين يمنح الكل الأطفال يستفيدون من الدراسة والأمراض يعتني بهم في المستوصفات في الحقيقة هناك نقص بالوسائل تبدوا لكن الإدارة الجيدة للعاملين الذين يمتلكون الإنسانية . تيوفيل فودونو لم يخفي أن ميزانية السنة الأخيرة للمنظمة خفضت في عام 2006م بقوله ( إنتظرنا (1.9) مليون دولار لمنطقة عدن لكن للأسف خفضت (25%) على العام الماضي ) تقول سلمى أنها تتلقى كل شهر هي وطفلتها (10) كيلو من الرز وكيلو من السكر و(15) كيلو من الدقيق ولتر ونصف من الزيت ، وكرت معاينة في المستوصف . تقول هاوية صحيح ان هنا ليس لدينا مستقبل جيد لكن على الأقل نشعر بالأمان والطمأنينة . المصدر LE FIGARO بقلم / VALERIE SAMSON |