الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 07:40 م - آخر تحديث: 07:36 م (36: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. عبدالحميد الأنصاري
د. عبدالحميد الأنصاري -
لا حل إلا بالدولتين!
يشكّل سقوط غزة على يد "حماس" سقوطاً لكل قيم ومبادئ المقاومة، إذ أصبح واضحاً للجميع أن الهدف الرئيسي لكل منظمات المقاومة هو السلطة، سواء بالطريق الديمقراطي إذا أمكن، أو بسلاح المقاومة الذي يمكنها من الانقلاب على الشرعية للانفراد بالسلطة، وتكوين الدولة الأيديولوجية المنشودة، والتي تشكل "الحلم" لكل التنظيمات الجهادية. "حزب الله" المستعصم بمربعاته الأمنية، ينازع الحكومة الشرعية من أجل دولته الخاصة به. و"فتح الإسلام" والفصائل المناصرة له، يحاربون الجيش اللبناني من أجل تلك الدولة الموعودة.
الإرهابيون في العراق، يقتلون ويفجرون ويدمرون ويشنون حرب مساجد ومزارات سعياً للدولة الإسلامية، وما النزاع الشيعي- السني- الكردي إلا من أجل السلطة والدولة ولو انسحب الأميركان - غداً - كما يريد المقاومون والطامعون، لمضى كل بدولته، ولعلا بعضهم على بعض. كل من يحمل السلاح في الساحة، يريد دولة خاصة به، لقد أشار المفكر البحريني الكبير الدكتور الأنصاري في كتابه الرائع - العرب والسياسة - إلى أن "التجزئة" هي الحقيقة التاريخية الثابتة والمستمرة من قبل الاستعمار وإسرائيل ومن بعدهما، وكل صراعات العرب الدموية على مر التاريخ الإسلامي كانت من أجل الزعامة والإمارة، وهذا هو أساس التأزم السياسي المزمن في حياة العرب، وليقل دعاة القومية والوحدة ما شاءوا!
سقوط غزة، ليس سقوطاً لثقافة النضال فحسب، بل - أيضاً - سقوط للشعارات القومية الممتدة منذ نصف قرن. تلك الأدبيات التي دأبت على اتهام الأعداد الأزليين بتمزيق وشرذمة الجسد العربي إلى دويلات وفق مخططات تآمرية هدفها إخضاع العرب وتعويق نهضتهم ووحدتهم، ترى ماذا تقول تلك الأدبيات القومية والدينية تجاه الفظائع الوحشية في غزة التي وصفها بيان - هيومن رايتس ووتش - بجرائم حرب؟! ألا تؤكد تلك المجازر في فلسطين ولبنان والعراق والجزائر وأفغانستان أن بأس العرب والمسلمين بينهم هو الأشد، وأن تآمرهم على بعضهم هو الأعظم، ولعلنا لم ننس بعد التآمر الخبيث على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ومن قبله على الرئيس حسني مبارك، وإن عداوة العرب لبعضهم هي الأكثر وحشية قديماً وحديثاً؟!
ما فعلته "حماس" برجالات "فتح" لم تكن مؤامرة إقليمية، ولا تخطيطاً دولياً ولا فتنة إسرائيلية، ولم تكن- أيضاً - خدمة لأجندة إقليمية كما هو في الطرح السائد.
سعي "حماس" للانفراد بالسلطة، وطرد "فتح" من غزة، كان عن سابق تخطيط وتصميم كما كشفه "عباس" في خطابه الأخير ولا ننتظر من فئة تحمل السلاح ولها أتباع ومؤيدون، إلا أن تحلم بالزعامة وتسعى إليها، هكذا جرت الأمور عند العرب - دائماً - قديماً وحديثاً!
لقد أثبتت فظائع غزة على يد "حماس" زيف الشعارات النضالية القومية، فلا الدم الفلسطيني خط أحمر ولا الحرب الأهلية محرمة ولا التجزئة من فعل العدو وحده. لقد أرادت "حماس"- منذ البداية - وسعت لأن تكون البديل الشرعي لـ"فتح"، وظنت أنها بقبولها الانتخابات ووصولها إلى السلطة، تستطيع أن تحل محل "فتح"، ولكنها فشلت ووجدت الأبواب مغلقة بالحصار الخانق وبدأت تفقد شعبيتها، فكان لا بد من إنقاذ نفسها بالانقلاب الذي خلصها من "فتح"، وأتاح لها الانفراد بغزة. وها هو "الزهار" يدعو لإقامة دولة إسلامية في غزة. "حماس" مثلها مثل أية منظمة أصولية مسلحة، لا تعترف بشرعية عباس، وهي لم تنقلب على الشرعية، فحسب بل تجاوزت كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية وكانت في غاية الوحشية في التنكيل بـ"فتح" وبالمدنيين، لدرجة أن - ليفني - الوزيرة الإسرائيلية - تساءلت: إذا كانت "حماس" بهذه القسوة مع مواطنيها، فكيف ستتصرف مع إسرائيل؟ لم يكتفوا بمطاردة عناصر "فتح" وإعدامهم وتمزيق ودوس صور أبوعمار وأبومازن، بل تعمدوا إلقاء الطباخ المسكين مقيد اليدين والرجلين من الدور "15" لإرهاب الآخرين ثم احتفلوا بالتحرير وسط صيحات التهليل والتكبير مشبهين ما حدث بفتح مكة.
فكر "حماس" هو جزء من فكر "الإخوان"، وهو فكر شمولي ظلامي لا يكتفي بإعدام الخصم بل تشوه صورته بتهمة الخيانة والعمالة والتكفير، وهذه طبيعة كل المنظمات الأصولية، والويل للثقافة والفن والإبداع والحريات، اذا حكمت تلك العقليات الشمولية. كان - أودونيس - محقاً في تحذيره "أنا ضد حماس حتى لو حررت فلسطين لأنها ستبني دولة دينية شمولية تنتهك حقوق الإنسان".
ارتكبوا المجازر، وكالوا التهم، وجاءوا يطالبون بالحوار! كيف تحاور من كفّرك وخوّنك؟ كان رد - أبومازن - "لا حوار مع التكفيريين" وهو محق.
"حماس" سلخت غزة عن الضفة، وأصبح الانفصال حقيقة واقعة ولن تتنازل "حماس" عن غزة، والمسألة مسألة وقت كي تطمئن "حماس" الجارين القلقين: إسرائيل ومصر حتى تعلن -رسمياً - "إمارة غزة الإسلامية" وسط تأييد كل المنظمات الأصولية وبعض الأطراف الإقليمية وقد سارع - الزهار - بطمأنة إسرائيل بأنه: "لا هجمات بالصواريخ من غزة" وذهب "الجهاد الإسلامي" لطمأنة مصر.
وفي سبيل الدولة المنشودة، فإن "حماس" مستعدة لإعطاء كل الضمانات لإسرائيل، ولكن المدهش في الأمر أن الرأي العام العربي لم يتحرك... لا مسيرات ولا بيانات احتجاج وتنديد، والمنابر الدينية والقومية لم تهتز لما يحصل، ولا فتاوى تجرّم الانفصال وحتى الرموز الدينية، التي كانت تقيم الدنيا لأمور أقل أهمية قد التزمت الصمت! ما تفسير كل ذلك؟
هل قدسية المقاومة تمنع نقدها ولو أخطأت أم نكاية في أميركا وأوروبا وإسرائيل الداعمة لعباس، أم لأن الجميع تعبوا وضاقوا بحروب الأخوة الأعداء فوجدوا في "الوضع الانفصالي" نوعاً من الارتياح والانفراج؟ الأقرب هو التعليل الثالث وها نحن نرى حلحلة في حالة الجمود التي لازمت حكومة "حماس"، منذ حلت في السلطة والحكومة الجديدة أصبحت أكثر حرية وقدرة على الحركة، وبدأ المانحون فك الحصار وقررت أميركا مواصلة مساعداتها الاقتصادية وإسرائيل أفرجت عن الأموال المجمدة، وسمحت بعبور عشر شاحنات مساعدات للقطاع، وقررت مد غزة بالماء والكهرباء وقمة شرم الشيخ تريد تفعيل المبادرة وتحريك عملية السلام الشامل.
لقد اختارت "حماس" حكم غزة والأغلبية هناك راضية وهم يقولون: الوضع الأمني الآن أفضل، أما الوضع الاقتصادي، فالعالم لن يتركهم يموتون جوعاً، ومن يدري فلعل الأمور تتجه للأفضل! وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وإذا كان "الوضع الانفصالي" يضع حداً للفلتان الأمني، ويحد من نزيف الدم الفلسطيني، ويصون كرامة المواطنين ويجعل الحكومتين تتنافسان في خدمة الشعب الفلسطيني، ويعالج الفساد والمحسوبيات المتفشية وكان ذلك خيار الفلسطينيين، فلماذا لا نقبل خيارهم ونتعامل - طبيعياً - مع الوضع الجديد؟ ولعل الأخوة الأعداء يجدوا في ظل الوضع الجديد ما يدفعهم لأخذ الدروس والعبر مما حصل وقد يهيئ ذلك للحوار المثمر والتعاون والتنسيق، ولعلهم في النهاية، يصلون إلى صيغة دولة واحدة بحكومتين، أو إدارتين وكما قال سعود الفيصل "إذا اختار فتح وحماس الطلاق فهذا قرارهم" وعلينا احترام قرارهم.
* الاتحاد الامارتية









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024