اسبوع يفصل جول عن قصر الرئاسة فشل وزير الخارجية التركي عبد الله جول في الفوز بمنصب رئيس البلاد في الجولة الثانية من الاقتراع بالبرلمان يوم الجمعة لكن من المتوقع أن ينال المنصب الاسبوع المقبل وسط امال بوضع نهاية للتوتر السياسي المستمر منذ شهور. وجول دبلوماسي يحظى باحترام واسع وساعد في دخول بلاده محادثات الانضمام للاتحاد الاوروبي لكنه لا يتمتع بثقة الجيش والنخبة العلمانية لانه كان وزيرا في حزب اسلامي أطيح به من السلطة في عام 1997. وكانت جولة يوم الجمعة هي الثانية مما يصل الى أربع جولات. ومن المتوقع أن ينتخب جول في الجولة الثالثة التي ستجرى يوم 28 أغسطس اب الجاري عندما لن يحتاج لاغلبية الثلثين بل لاغلبية بسيطة تتوافر بالفعل لحزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الاسلامية. وأعلن مسؤول بالبرلمان أن جول حصل على 337 صوتا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا مؤكدا ما قاله نائب من حزب العدالة والتنمية لرويترز في وقت سابق قبل فرز الاصوات. وتعني هذه النتيجة أن عددا من أعضاء الحزب الحاكم لم يصوتوا للوزير. وخاض مرشحان من المعارضة المنافسة. ورغم أن أغلب سكان تركيا وعددهم 74 مليون نسمة مسلمون فان دستورها علماني. ويتهم حزب العدالة والتنمية بأنه يسعى لتقويض النظام العلماني القائم على فصل بين الدين والدولة يرجع تاريخه الى تأسيس الجمهورية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية. وينفي الحزب الاتهامات ويستشهد بالاصلاحات التي نفذها بطلب من الاتحاد الاوروبي وسجله المؤيد لقطاع الاعمال في الحكم. وانصب تركيز أسواق المال التركية التي اضطرب أداؤها بسبب التوتر السياسي الذي استمر شهورا هذه المرة على تقلب أداء الاسواق العالمية مع اعتبار أن نتائج الانتخابات معروفة مقدما. وتراجع سعر الليرة الى 1.3310 أمام الدولار يوم الجمعة بينما تراجع مؤشر اسطنبول الرئيسي 1.5 في المئة. ويقول جول (56 عاما) انه يؤيد العلمانية لكن المعارضة من النخبة الحاكمة لتوليه الرئاسة لا تزال قوية. ويرجع ذلك في جانب منه الى ارتداء زوجته للحجاب الذي يعتبره العلمانيون رمزا دينيا مستفزا. ويحظر ارتداء الحجاب في المباني الحكومية. ولا يتوقع كثيرون أن يتدخل الجيش الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960 بشكل مباشر بعد أن كانت لتصريحاته العلنية الحادة في وقت سابق هذا العام أثار عكسية فيما يبدو وساهمت في تأمين المزيد من الاصوات لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الاونة الاخيرة. لكن محللين وسياسيين يقولون ان من غير المرجح أن يقف الجيش ساكنا اذا رأى أن العلمانية معرضة للخطر. وقال فكرت بيلا وهو من أبرز كتاب الاعمدة لشبكة (سي.ان.ان) التركية "لن تكون هناك مشكلة في تولي جول الرئاسة بالنسبة للقوات المسلحة اذا حافظ على مباديء العلمانية والوحدة الوطنية." وقاطع حزب الشعب الجمهوري العلماني أكبر أحزاب المعارضة والذي تربطه علاقات قوية بالجيش جولة التصويت وتعهد بمقاطعة أي أنشطة يستضيفها جول. واذا فاز جول بالمنصب فستكون هذه أول مرة في تاريخ تركيا الحديث التي يشغل فيها المنصب اسلامي سابق. وفي تركيا يملك الرئيس سلطة نقض القوانين وتعيين مسؤولين وقضاة. وللمنصب ثقل معنوي هائل لانه شغل للمرة الاولى من قبل مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية العلمانية. ويعتزم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عرض تشكيلة حكومته الجديدة بمجرد أن يتم تنصيب حليفه الوثيق الاسبوع المقبل. |