|
العامرية وشبام رمز مشاعل النهضة المحلية يعتبر مسجد العامرية الرائع بزخرفته وهندسته المعمارية واحداً من أصعب الأنماط الإسلامية في فنه المعماري اليمني ، في بداية الثمانينات كان قد هدم أو ربما أوشك على الخراب -فقد أثرت فلسفة إعادة الإعمار التي أشادت به جائزة أغا خان سنة 2007م أثرت هذا الصرح ثراءً كبيراً لا مثيل له . أنشأ آخر ملوك الدولة الطاهرية في اليمن عامر بن عبد الوهاب في بداية القرن السادس عشر الميلادي هذا الصرح العظيم و الذي يتكون من صالة كبيرة للصلاة مرسومة ومزخرفة ومدرسة وجناح خاص بالسلطان. في بداية سنة 1980م كان مسجد العامرية في حالة اندثار يرثى لها ،ولقد كلفت الترميمات التقليدية للجامع مبالغ طائلة لكن مدير المشروع نجح في رسم فلسفته لإصلاح مجمع العامرية والذي عمد فيه على وضع طرق بناء محلية مستخدماً نحات الأحجار والمواد المحلية ، وكان هناك أكثر من (500) فنان معماري محلي مما جعلهم يخرجون ذلك العمل بأبهى صوره. لم يأتي الخبراء الأجانب المتخصصون في معالجة الرسوم الجدارية المخففة إلا في المرحلة الأخيرة للترميم ، بقي الكل يعمل بروح الفريق الواحد في هذا المشروع فقام الخبراء بتقسيم الرسامين المحليين حسب التقنيات بفضل الخبرة والفطانة . إن حصول جامع العامرية على الجائزة مهم جداً لحماية الموروث الثقافي في اليمن وله مغزى كبير لتقييم طريقة الترميم والمحافظة على الآثار في البلاد بشهادة اللجنة . إن جامع العامرية شيء يفوق الخيال بالمرة بفنه المعماري وزخرفته ناهيك عن الثراء الكبير والأسلوب المبتكر في بناء المجمعات الإسلامية بفن معماري يمني أصيل . منذ ما يقارب من (25) سنة كان المبنى في حالة قائمة يرثى لها لكنه اليوم قد رمم بأكمله بفضل هذا المشروع المرموق الذي سمح بإعادة استكشافه وإعادة النظر في تقنيات بناءه وزخرفته التي كانت على وشك الطمس بينما ترميمه بالجص المقطع للجدران الثرية بالرسوم ( الجافة) أعادته كما كان بواسطة هذه الحرف . إن طبقاته الخارجية ملساء وبنموذج المظلة ما يدل على الفن الهندسي للبناء اليمني. سمح هذا المشروع لجمع أكثر من (500) رسام وفنان ،والذي يعمل الكثير منهم الآن في ترميم أبنية أخرى يمنية ومن بين أحد الفائزين السابقين بجائزة أغا خان للفن المعماري مسجد العباسي ايضاً . فهذا مجهود كبير بالنسبة لتقييم طرق الترميم والمحافظة المرموقة على الفن المعماري في اليمن فهناك العديد من الأبنية الرئيسية تحتاج إلى أن تكون محفوظة . منحت هذه الجائزة عرفاناً بعمل الفنانين والرسامين وهمتهم وإصرارهم على قيادة هذا المشروع إلى النجاح. مدينة شبام إن مشروع التطوير المدني أسهم في جعل هذه المدينة أحد أحياء المجتمع من كونها تحفة تاريخية. إن فوز شبام يعكس الأهمية العالمية في الفن المعماري رغم أن المحرك الأساسي للترميم ليس حماية المباني فحسب وإنما خلق اقتصاد جديد في الهياكل الاجتماعية لإعادة الحركة لهذه المدينة العريقة . وإن التحالف اليمني الألماني المشترك وبرنامج التطوير الحضري تطلب إخلاء المدينة للحصول على الدعم المالي والتقني لترميم ما يقارب نصف الأرض الحقيقية .
إن إعادة تأهيل أكثر من (200) منزل وتطوير الأنشطة الاجتماعية ومشروع التطوير الحضري ساهم في جعل هذه المدينة أحد أحياء المجتمع بدلاً من كونها تحفة معمارية فقط ،فمن خلال تضافر الجهود المختلفة للجمعيات والفنانين المعماريين تستطيع مدينة شبام أن تتحاشى الإهمال الذي أوشك أن يهدمها ،حيث أعيد للمباني بهجتها على مواصفات القرن الواحد والعشرين . تقع مدينة شبام الآن بين جذور الماضي ورونق الحاضر ، بين التقليد والحداثة، إن هذه المباني تحفة بمتاهات ممراتها وأزقتها . كل هذه الجهود مكنت المواطنين من إعادة تخيل كيف كانت مدينتهم من قبل.
|