الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 02:21 ص - آخر تحديث: 01:57 ص (57: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
مبادرة “منتجي وطني” والدور الاعلامي المنشود
شوقي شاهر
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت - تشتعل أسواق وشوارع محافظة عدن (أسوة بغيرها) حركة بعد صلاة الظهيره، فذاك قد افترش جزء من الشارع الرئيسي في الشيخ عثمان، أمام مسجد النور، ينادي (فطورك يا صائم)، (باجيه)، (سمبوسة)، والأخيرة تعد سيدة المائدة العدنية، إلى جوار شقيقاتها (الشوربه) المكونة من البر المخلوط باللحم، وإن تيسر منه (القليل جداً)؛ بالإضافة إلى (اللبنية) و(البودنج/ كريم كراميل)..

المؤتمرنت- عدن- أديب الشاطري -
رمضان في عدن
تشتعل أسواق وشوارع محافظة عدن (أسوة بغيرها) حركة بعد صلاة الظهيره، فذاك قد افترش جزء من الشارع الرئيسي في الشيخ عثمان، أمام مسجد النور، ينادي (فطورك يا صائم)، (باجيه)، (سمبوسة)، والأخيرة تعد سيدة المائدة العدنية، إلى جوار شقيقاتها (الشوربه) المكونة من البر المخلوط باللحم، وإن تيسر منه (القليل جداً)؛ بالإضافة إلى (اللبنية) و(البودنج/ كريم كراميل)..

أما الآخر فيسقي طفله (الليم الحامض/ الليمون) ليقترح عليه شراءه من عدمه، والذي لا تخلوه مائدة في عدن لشدة الحر فيها، الذي تتجاوز درجات الحرارة الـ(35) درجة مئوية من الليم وإخوانه البرتقال والفيمتو والكركديه ) وبين ذاك البائع والآخر وقف " أحمد " يقلب حبيبات " بنت الشيخ " وهي لا صلة لها بشيوخ اليمن وإنما هي ماركة هندية نقلها الهنود إلى عدن عندما جاء بهم الاحتلال الإنجليزي للعمل في عدن وهي عبارة عن دقيق عُجِن بالماء والملح ويغلي بالزيت حتى ينضج ثم ينزع من الزيت ليغمس في سكر أذيب جداً حتى أصبح كالعسل ، ليصبح مذاقه حلو وتمضي الدقائق وتتسارع خطوات الصائمين وهنا يرفع أذان العصر من مسجد النور الذي يتجاوز عمره الستين عاماً والذي كان معهداً من قبل لتدريس تعاليم ديننا الحنيف ، وكذا علوم الدنيا .. وتفتح ما تبقى من محلات تجارية أبوابها ويشمر بائعي البسطات عن سواعدهم لبيع الملابس بعد أن كان عدداً منهم يبيع في مطلع رمضان أدوات طباخة ، وكما يقول سعيد إن لكل موسم بضاعته فأخوه كان يبيع البهارات أما اليوم فيبيع أحذية الأطفال لإجبار أبائهم على شرائها لهم بمناسبة قرب العيد .

وقبل أن تقام صلاة العصر تشاهد أرتالاً من الصائمين وقد أستند بعضهم على أعمدة المساجد وهو يقرأ القرآن الذي لا يقطع عليه خلوته وتركيزه إلا قيام الصلاة .. ثم إنصرافهم منها بعد أن تكون المساجد قد امتلأت بجموع المصلين الذين يتركون كل شيء ليلتحقوا بالصلاة جماعة التي نسأل الله أن يثبتنا عليها ويسعون في الأرض لتشير إليهم أنفسهم لاقتناء مالذ وطاب من المعروضات في الشوارع كالتريب أو اللحوح والفواكة وغيرها .

وفي هذا الشهر الكريم يقول " قيس " صاحب كشك بيع الصحف تقل مبيعات الصحف والمجلات لإنصراف القراء إلى قراءة القرآن الكريم بدلاً عن قراءة الصحف التي لا يكاد أن يباع بعضاً منها نسختين إلى ثلاث من مجموع (30) نسخة لكن في الوقت ذاته – كما يشير قيس – تزداد مبيعات عقود المسبحات والمصحف الكريم وكذا الأدعية عن غيره من الأشهر الأخرى .

دنى أذان المغرب من وقته وقبل أن يرفع تشاهد الأطفال بعضهم وقد وضعت أمهم على راحتيه وعضديه صحناً امتلأ بالفطور من " شوربة ، وسمبوسة ، باجية ، لبنية ، وبودنج ، شفوت لحوح ، وغيره " لتهديه إلى جيرانها ويصادف أن يكون طفلاً أخر داخلاً إلى المنزل الذي خرج منه ذلك الفطور حاملاً معه إفطار لتلك الأسرة وهي عادة جبّلْ عليها أبناء عدن ، أو ممن جاءها من المحافظات الأخرى في تبادل " صحون الإفطار " والتي عادة ما يقول الأطفال عند تسليم ربة البيت للفطور " ياخالة هذا لك من عند أمي " وهي إشارة ذات مغزيين الأولى " حتى تعرف من أين جاء الفطور أما الفطور حتى تعرف لمن تعيد الأطباق " الطويس " .. أما البعض الآخر من الأطفال فتجدهم يلهون ويلعبون أمام بوابات منازلهم المتواضعة منتظرين سماع صوت المؤذن ليهرولوا إلى منازلهم التي لا تتجاوز مساحتها (6×11) متر مرددين كلمة " أذن .. أذن " مخبرين أهلهم أن وقت الأذان قد حان – والمسكوت عنه – هيا لنأكل " هم ..هم " وقد اعتادت الأسر أن تتناول حبيبات من التمر " الملحوقة " بالقهوة " الحليب " إن استيسرت الظروف أو قهوة " سوداء " مع قليل من الماء أو العصير أو قطع أفقاش من الحبحب والذي تعد فاكهة الصيف لأنها تروي الظمأ مع حبة سمبوسة وأخرى باجية ثم مغادرة المنزل إلى المسجد للحاق بصلاة الجماعة مع من سبقوهم من الصائمين الذين تناولوا فطورهم في المسجد إلى جانب بقية السيل من البشر الذي يتدفق من المنازل إلى المساجد .

ثم بعد الصلاة تكون الأمهات والأخوات بعد أدائهن للصلاة في المنازل يقدمن المائدة التي تحتوي على ما تشتهي النفس ويتناولون الأكل معاً ,, إذ لم يكونوا قد قاموا بزيارة للأهل و الأقارب ، حيث يأكل الرجال على حده والنساء على حده .. وحتى يحين أذان العشاء يسترخي الجميع لمشاهدة التلفاز يتابعون المسلسلات أو البرامج الترفيهية أو الأخبار .. ومع الأذان يذهب الكل لصلاة العشاء والتراويح " وسبحان الذي يولج الليل في النهار ، والنهار في الليل " فتصحوا عدن مع بدء الليل وكأنها كانت على موعد غرامي معه فتنشط المنتديات الثقافية والأدبية وحتى الأندية الرياضية – لم تكتفي بالدوري الرمضاني في العصر – فيعاود اتحاد كرة القدم بعدن في تنشيط الدوري الرمضاني ( دوري المريسي ) بملعب الحبيشي الذي تنير أضاءته مدينة كريتر فيصبح ليلها نهار ، وكذا دوري الكرة الخماسية في الشيخ عثمان ، فالمنتديات والجمعيات الثقافية والخيرية وكذا اتحاد الأدباء بعدن يجعلون من شهر رمضان لقاء للمحبة والتآخي والسمر على ضوء الكوكب الساري ونسمات ساحل أبين وجولد مور وساحل العشاق ترسم على خدود مثقفي ( عدن ) أجمل لوحة رمضانية مشبعة بألوان الشعر والقصص القصيرة ، والنثر والمداخلات الذين يبدعون فيها " المثقفون " ولا أحلى من لوحة " الموناليزا " للرائع دافنشي .
ولم يتوقف النشاط عن ذلك – وهو ما يميز عدن عن غيرها ، أيضاً تنشط فعاليات غير الأدبية والثقافية والرياضية فقيادة محافظة عدن تعودت منذ سنوات تنظيم لقاءات بالمثقفين والإعلاميين وقيادة المديريات والمحافظة وغيرهم لمناقشة ما يهم الجميع .

في الركن البعيد الهادئ تحت قلعة " صيرة " بكريتر حيث تقعد القلعة وكأنها امرأة – تغسل أقدامها كل يوم عشرين وعشرين مرة ومرة وتدلي ظفائرها وكأنها تداعب موج البحر الذي لا يستطيع سوى أن يركع تحت قدميها بعد أن تكون قد تكسرت على أطرافها – تجد الشباب يتسامرون .. سواءًَ بمضغ القات أو الشيشة وهدير البحر .. يزيدهم هياما ًوعشقاً بالساحرة الشابة ( فوهة البركان / عدن ) وقبل أن يرى الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. ترفل المساجد بأصوات المقرئين ويلملم " المتسوقين " مشترواتهم ليعودوا إلى منازلهم وقد فرغت جيوبهم إلا من أجرة التاكسي ، ويجمع الباعة ما تبقى من معروضاتهم ليغلقوا بالقفل والمفتاح محلاتهم على عكس أصحاب المطاعم والمخابز التي تستقبل زبائنها " من لا مطبخ له " لتقدم لهم وجبة السحور والتي تتكون عادة من " الفتة اللبن " سيدة المائدة ، بالإضافة إلى الوجبات الأخرى مثل الخبز بالدقة أو الفاصوليا أو الكبدة وغير ذلك .

ومع الأذان الأول تكون الأمور والحركة قد بدأت بالهدوء نسبياً حتى الأذان الثاني لا تسمع سوى أصوات النعال وهي في طريقها إلى المساجد لتعود بعد الصلاة إلى السكينة لأن أصحابها قد خلدوا إلى النوم وتدخل ( عدن ) صمت أهل القبور إلا من القلة القليلة .. فالكل نائم لعله يرمي بحمل يوم أنهكه ( صياماً ) وسعياً وراء الدنيا الفانية .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024