|
شلال بني مطر.. منتجع طبيعي لا تعرفه خطط السياحة باستثناء نحو كيلو مترين من الإسفلت قيل أنها جاءت بتوجيهات رئاسية وبقايا بضع يافطات تحذيرية أكلتها عوامل التعرية، تنعدم أي لمسة اهتمام ورعاية حكومية لشلال بني مطر الذي يكتظ به الزوار على مدار أيام السنة يبلغ زحامهم ذروته حول مياه الشلال الباردة أيام العطل والإجازات وخاصة في مناسبات الأعياد. لا يبعد عن العاصمة صنعاء أكثر من (70) كيلو متراً غرباً باتجاه طريق الحديدة، ولا توجد على الطريق الموازي له يافطة إرشادية واحدة تحدد المكان لمرتاديه والذي يصل أعدادهم أيام العيد إلى مئات الأسر يتراوح عدد أفراد الأسرة الواحدة ما بين (7 – 15) شخص يجلبون في الغالب طعام غدائهم بنية قضاء نهار يومهم في مكان تنفرد عوامل الطبيعة لوحدها بإخفاء المتعة وراحة البال لمرتاديه الفارين من جحيم ضوضاء المدينة وتعقيدات مشاكل الحياة اليومية. تنبع مياه الشلال من جبال مديرية الحيمة الخارجية وتمر شرقاً عبر جدول طبيعي يسمى ( سائلة ) تشق وديان البن والقات في مديرية بني مطر ثم تنحدر تدريجياً باتجاه الجنوب فالغرب حيث يلتقي بوادي سهام لينتهي به المطاف في سهول تهامة. يتسابق زوار الشلال في ساحته الشاسعة للفوز بظل شجرة أو كتلة صخرية كمواقع إستراتيجية يسيطروا من خلالها على التحكم برؤية أكبر مساحة ممكنة من الماء والخضرة ويراقبون بحذر حركات ولعب أطفالهم. لكن ما يلفت نظر الزائرين سريعاً هو تراكم معلبات العصائر والمشروبات وقوارير المياه والأكياس البلاستيكية وكذا بقايا الأطعمة والحلويات التي يخلفها الزوار وتتراكم يومياً على أغصان الأشجار وسطح الماء وتغطي مساحة المكان بشكل يستدعي الزوار تنظيف المكان الذي يجلسون فيه قبل بسط فرشتهم. ثم لا يلبثون في مفارقة ملفتة ترك بقايا أطعمتهم لمن يليهم من زوار اليوم التالي أو زوار نفس اليوم. يفترض حسن أبو المجد – مصري الجنسية – جاء برفقة عائلة المكونة من أربعة أفراد أن يستغل المكان أكثر من كذا فتنشأ كفتيريا في أعلا ربوة وينشأ مصلى، وكذا مراحيض، ويضيف أبو المجد بلهجته المصرية: " خسارة يكون مكان سياحي" لا توجد يافطة في الطريق تبين المكان، عندنا في مصر لازم إرشادات سياحية لمثل هذه الأماكن.. مفيش مقاعد حتى شايف أحنا قاعدين تعبانين كيف؟!". وينتقد حسن أبو المجد – الذي يعمل في اليمن منذ (11) عاماً – عدم وجود شمسيات، مطعم، وكذا ترك الفطريات والطحالب على سطح الماء والجوانب " المفروض ديه تنشال باستمرار عشان يبقى المنظر حلو". ينتشر كذلك باعة متجولون للألعاب النارية يقول أحدهم أنه يبيع في اليوم الواحد بنحو (5) آلاف ريال أيام العيد،، حيث تسمع أصوات الألعاب النارية باستمرار وتتصاعد أدخنتها من أرجاء عددية في محيط المكان، وهي ظاهرة يعتقد بعض الآباء والكبار أنها تمتع أطفالهم بقدر ما تسببه من إزعاج وفزع للزوار جميعاً متجاهلين مخاطر الألعاب النارية على الأطفال. والأطفال يقومون أيضاً بإلقاء معلبات العصائر والمشروبات الغازية إلى سطح ماء الشلال وهو ما يشتكي منه – أحسن رزق – وهو متعهد توفير مشروبات – حيث يقول أنه عجز عن منعهم من ذلك " تعبنا جرى وراء الأطفال" ويضيف هو ورفيقه حميد أحمد أنهم يهتموا أكثر بمنع الأطفال من السباحة أهم من إلقاء المعلبات كونهم شهدوا حوادث غرق مفزعة قالوا أن عدد ضحاياها بلغ (36) شخص خلال الخمس السنوات الماضية وفقاً لذاكرتهم" حميد وأحسن يبيعان في اليوم الواحد بنحو (20) ألف ألعاب نارية وعصائر ومياه شرب وهو سؤال أجاب عليه بعد أن أطمئنا لمقصدنا طبعاً. إبراهيم عبده علي – موظف –جاء برفقة (5) من أفراد عائلته – شوهد ينصب خيمة سياحية على الربوة المطلة للشلال تمنى إصلاح الطريق وإنشاء مضلات ومواقف للسيارات. ويعبر هاني أحمد – موظف – هو الآخر عن استياءه لرمي القمامة ومخلفات الطعام في ساحة الشلال وكذا عدم وجود مواقف للسيارات لكن هاني جاء برفقة (8) من أفراد عائلته أن المكان برمته بحاجة لمستثمر شجاع ينشئ منتزه وحدائق بملحقاتها ومسجداً للنساء وآخر للرجال. ويرى أن تحقيق ذلك سهلا برأس مال متواضع وربح مضمون لكن المشكلة حسب هاني تكمن في تعقيدات القانون والإجراءات الروتينية " لو أني استخرجت تصريحاً للاستثمار هنا.. سيمنحون عشرات المستثمرين نفس الترخيص تباعاً لنفس المكان في حين معظم الدول لا تمنح ترخيص آخر إلا بعد سنوات من تاريخ الترخيص للمستثمر السابق يكون حينها قدا أعاد رأس المال على الأقل". أما أحمد الدبا من أبناء قرية شعبان المجاورة للشلال فيقول أنه سمع أهالي القرية يتحدثون منذ أشهر عن إنشاء حدائق وملاعب أطفال في الشلال لكنه لم يعد يدري جديد حديثهم بهذا الخصوص. ولا يدري أحمد الذي لاحظ تزايد زوار الشلال من عيد لآخر ومن عطلة لأخرى لا يدري لرعاية المكان والاهتمام به من اختصاص المجلس المحلي أم وزارة السياحة مشيراً أن وزارة الزراعة أنشأت الحاجز لحفظ مياه الشلال في سد مائي زاد من روعة المكان واتساع مساحته. وعلى كل حال فرغم غيابه عن برامج التنمية السياحية وخطط وزارة السياحة ورغم أنانية زواره وعبث أطفالهم بمكونات جماله وعناصر الإمتاع بحوزته، يبقى شلال بني مطر فرصة استثمارية خارج الخدمة، وقبلة يؤمها جموع الموظفين وأسرهم، ومحطة ترانزيت لنفض غبار توتر النفوس، ويبقى أيضاً منتجعاً ومتنفساً طبيعياً (100%) خال من صخب وعوادم زحام المدينة فيما تبقي عوامل الطبيعية فيه من " رياح – أمطار " كفيلة حتى بإزالة آثار قساوة قاصدية وترسبات متعة أطفالهم.
|