الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 03:58 م - آخر تحديث: 02:42 م (42: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المستقبل للوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
البروفسور وهيب عبدالرحيم باهديله في رحاب العُلماء الخالدين
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
14 أكتوبر.. الثورة التي صنعت المستحيل
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
علوم وتقنية
أ. د. محمد بن حسن عدار -
الرغبة الجنسية لدى الإنسان عملية شديدة التعقيد
إن الرغبة الجنسية لدى جميع المخلوقات ما عدا الإنسان متزامنة بشكل دقيق مع الوقت التي تحدث فيه الاباضة لدى الأنثى، أما عادة الجماع مع الأنثى في أي وقت من الشهر على مدار السنة عدا فترة نزول الدورة الشهرية فهي صفة بشرية بحتة و تميز الجنس البشري و هذه الصفة بالذات تتميز بعدم الكفاءة من الناحية التناسلية.
لقد وجد أنه في جميع الأجناس هناك فترة قصيرة محدودة من كل شهر إذا حدث الجماع أثناءها يمكن ان يؤدي إلى الحمل، و بالتالي فتزامن الجماع في هذة الفترة هام جداً إذا قدر للجنس ان يمتلك نسبة مرتفعة من الإخصاب. حتى يتم نمو الجريب (البويضة) في داخل المبيض يحتاج إلى 14يوماً بدءاً من أول يوم يحدث فيه الطمث وعندها تكون البويضة قد نمت بشكل كاف حتى تحدث عملية الاباضة بعد ذلك هناك 14يوماً أخرى بعد تلقيح البويضة وذلك إذا افترضنا ان الجماع حدث في الوقت المناسب حتى تنمو المضغة وتغرس في جدار الرحم ولكن إذا تم الجماع في خارج هذه الأيام المعدودة أثناء الإباضة فمن غير المحتمل أن يؤدي الجماع الى الحمل.

في المملكة الحيوانية تمر الأنثى في دورة يطلق عليها دورة الوداق "estrous cycle" أو دورة الاهتياج الجنسي (الحرارة) ولكن في الإنسان تمر المرأة فيما يطلق عليه بالدورة الحيضية (menstrual cycle)، في دورة الوداق لأي حيوان فإن الجريب أو الجريبات المقدر لها أن تطرح البويضات تنمو في الحجم وتعد البويضة للتلقيح. هذا الجريب عبارة عن تجمع خلوي مثل البثرة تنمو في داخلها البويضة - ينتج كمية هائلة من الهرمون الأنثوي الاستروجين. يتم هذا الإنتاج الزائد من الهرمون في النصف الأول من الدورة الشهرية ويبدأ في الإنسان من اليوم الأول لحدوث الطمث.

في جميع الحيوانات حينما يصل التزايد في كمية الاستروجين ذروته عند الاباضة يسبب إثارة كيميائية في الأنثى ويجعلها تهتاج جنسياً وتطلب الجماع و حينما يحدث ذلك يعرف مربي الحيوانات إن الإناث دخلت في دورة الاهتياج الجنسي (الحرارة) وفي هذة الحالة تأخد أنثى الحيوانات وضعية مميزة من تقوس الظهر إعلاناً بأنها على استعداد للجماع وفي هذا الوقت فقط تسمح للذكر أن يجامعها.


الدورة الحيضية

يختلف الوضع عند الإنسان فالمرأة تمر في ما نطلق عليه الدورة الحيضية وفي هذه الدورة يزداد أيضاً هرمون الاستروجين في النصف الأول و ذلك لنمو الجريب تماماً كما في الحيوان و يصل مستوى الهرمون الى الذروة في منتصف الدورة قبل الاباضة تماماً و لكن الفرق بين المرأة و انثى الحيوان أن المرأة لا تحس بأي حرارة أو أي نزوة جنسية بسبب هذا الارتفاع من الاستروجين. في الجنس البشري تتقبل المرأة الجماع في أي وقت من الشهر دون دراية إذا كان هذا الجماع في وقت الاباضة أي الوقت المناسب لحدوث الحمل يستثنى من ذلك قلة نادرة من النساء تميز ما يتناغم في جسمها من تغيرات هرمونية.


شديدة التعقيد

أن الشهوة الجنسية لدى البشر عملية شديدة التعقيد و لا يتحكم فيها الهرمون الأنثوي الاستروجين. في واقع الأمر إن الشهوة الجنسية عند المرأة تساق عن طريق التستوستيرون وهو الهرمون الذكري وهو نفس الهرمون الذي يثير الشهوة الجنسية عند الذكر. هذه الظاهرة مميزة للبشر عن المملكة الحيوانية. وبطبيعة الحال فإن مستوى التستوستيرون في دم المرأة حوالي عُشر قيمته عند الرجل وربما يفسر ذلك أن التحريض الكيميائي للنشاط الجنسي عند المرأة أقل منه عند الرجل.

إن الكمية الصغيرة من التستوستيرون التي تصنعها المرأة كافية لأن تجعلها قابلة ومتشوقة لأن تكون شريكة جنسية للرجل. تظل كمية التستوستيرون في دم الرجل ثابتة من يوم الى يوم و من سنة الى أخرى و ربما ينطبق هذا أيضاً على المرأة بالرغم من حدوث زيادة طفيفة لهذا الهرمون حول وقت الاباضة لذلك يوجد ميل لدى المرأة نحو الجماع أكثر من أي وقت أخر.

لقد أوضحت كثير من الدراسات الاجتماعية على عينة وسطية من الأزواج سعيدي العشرة و بدون أي مشكلات نفسية وليس لديهم من ضغوطات العمل ما هو أكثر من اللازم، هؤلاء الأزواج يمارسون الجنس وسطياً مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع. تحت هذة الظروف من المحتمل ان يحدث الجماع في أوقات قد لا تؤدي لأي الحمل تماماً بنفس النسبة التي يحتمل ان تؤدي إلى الحمل، و لكن ماذا سيحدث لو أن أحد الزوجين أو كليهما لديه من الأعمال ما يثقل كاهله وحياة قلقة و غير مستقرة و كمية كبيرة من الضغوط المحيطة مما قد يسبب ممارسة جنسية غير منتظمة بدلاً من تلك المتواترة مرتين أو ثلاث في الأسبوع. إذا كانت الحالة هكذا والمرأة لا تعرف وقت إباضتها فمن المحتمل ان تكون ممارسة الجنس في الوقت غير المناسب للإخصاب و للأسف ان الغالبية من النساء في مجتمعنا ليس لديهن الدراية الكافية بالوقت المناسب للإخصاب.


مختلفون

و في الحقيقة تعتبر ممارسة الجنس في البشر بكل بساطة تعبير عن المتعة للإحساس الإنساني. و يطرح السؤال نفسه لماذا توجب على البشر أن يكونوا مختلفين وما الفائدة التي تعود علينا من ممارستنا العشوائية تماماً للجنس دون ارتباط ذلك باحتمال إنجابنا للأطفال أم لا؟ ربما يكون ذلك له علاقة بنظامنا الأسري. إن بقائنا البشري كأحد أشكال الحياة الذكية يعتمد على نظام أسري متطور و برنامج تثقيفي صمم في كيفية اكتساب المعرفة للبقاء أحياء في هذا العالم و لقد سمح ذلك ان يخلق عالماً جديداً وعالماً أفضل مع كل جيل جديد بإرادة الله سبحانه وتعالى. إننا نعلم في وقتنا الحاضر أن دماغ الإنسان لا يختلف من الناحية العضوية عنه منذ 40ألف سنة مضت و لكن في هذا التاريخ كان هذا الإنسان ينشط في تعليم أصول الصيد و لم يثنه ذلك عن إنتاج بعض الفنون البدائية التي ظهر جزء منها في الرسومات الموجودة على جدران الكهف. و الآن نفس هذا الدماغ و بقدرة الله سبحانه وتعالى هو الذي تطور و استطاع أن يبعث بالرجال للقمر ويجوب كل الفضاء الكوني وهذا الدماغ نفسه هو الذي يفسر مجاهل جزيئات الدنا DNA ويفك رموز الموروثات التي تشكل الحياة.

كيف تطور هذا الدماغ البدائي وأصبح مسئولاَ عن كل هذة الحضارة الهائلة؟ يعود السبب لقدرة الله سبحانه و تعالى في إعطاء الإنسان المرونة و طاقة الاستيعاب للتعلم التي ينفرد بها البشر إذا ما قورنوا بالسلالات الحيوانية الأخرى والتي ولدت ولديها الغرائز الضرورية للحياة ولنجاح سلوكياتها. أما الإنسان فقد ولد ولديه هذا الدماغ ذو المقدرة الضخمة على التعلم وحتى يتيسر له سبل التعلم كان لا بد من النظام الأسري وعدد محدود من الذرية لكل زوجين بحيث يمكن نقل المعلومات من جيل إلى أخر. لا يتوقف الأمر فقط على عدم التزامن الجيد للجماع عند الإنسان في تعليل تدني الخصوبة لديه مقارنة بالحيوانات ولكن في واقع الأمر فإن الحقيقة المربكة هي أن إنتاج النطاف عند الإنسان منخفض جداً إذا ما قورن بأي حيوان آخر فمعظم ذكور الحيوانات تنتج حوالي 25مليون نطفة في اليوم لكل غرام من وزن الخصيتين أما في الإنسان فلا يتعدى ما ينتجه 4ملايين لكل غرام من النسيج الخصوي في اليوم. إذا قارنا التكوين النسيجي للخصية عند الإنسان بأي حيوان آخر فإننا نلاحظ فروقاً ملفتة للنظر ففي الحيوان يتضح وجود نظام دقيق جداً من الترتيب بحيث تلاحظ أن إنتاج النطاف يتبع تتاليا يبدأ من الأقل نمو ثم الأكثر تطوراً حتى تصل في النهاية الى الحيوانات المنوية الكاملة النضوج وهكذا يمكن ان تشاهد على طول الأنابيب المصنعة للنطاف صفوفاً بنظام رائع بحسب مرحلة التطور والنمو ولكن حينما تأتي إلى التكوين النسيجي لخصية الإنسان حتى في الرجل السليم تماماً فستشاهد فوضى و شكلاٍ عشوائياً مشوشاً. نستنتج من ذلك أن الرجل السوي والذي لا يمثل حالة من حالات نقص الخصوبة نجد نقصاً في كمية النطاف المنتجة لديه ونسبة عالية من الأشكال الشاذة في كل قذف كما أن الشكل النسيجي للخصية يكون مشوشاً وذلك بالمقارنة مع باقي الأجناس في المملكة الحيوانية فسبحان الله العظيم.

*الرياض








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "علوم وتقنية"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024