معرض صنعاءللكتاب .. إقبال كبير وغياب الريس والطفل

(معرض صنعاء الدولي للكتاب ثاني أكبر معرض في الوطن العربي، بعد معرض القاهرة).. هكذا يعتقد رئيس الهيئة العامة للكتاب-الجهة المنظمة- ورئيس اللجنة العليا للمعرض .

في مطلع أكتوبر الجاري، قال الدكتور فارس السقاف إن معرض الكتاب لهذا الموسم سيتسم بالقوة، والحضور والنوعية، وسيشهد فعاليات نوعية مصاحبة، تقام على جوانب الزمن المحدد للمعرض، الفعاليات بحسب البرنامج تشمل أمسيات وصباحيات (شعرية وقصصية)، ومحاضرات فكرية، والتوقيع على (موسوعة أعلام اليمن ) للدكتور عبدالولي الشميري، بعد أن تم العام الماضي ترحيل التوقيع عليها.

وكيل هيئة الكتاب أحمد العواضي أعتبر التوقيع على (الموسوعة) (كذبة كبرى)، وأضاف لـ" المؤتمرنت" التوقيع على ( موسوعة أعلام اليمن لم يكن حقيقة موجودة في المعرض، وقد رحلت من العام الماضي) .

وعن مجيء المفكر العربي محمد سليم العوا والأديبين  محمود درويش والطيب صالح قال العواضي (هذا كلام مكرر، ولن يأتوا ) .

ويتميز المعرض الحالي للكتاب –وهو الرابع والعشرون- بتنظيم (مهرجان القراءة للجميع)، ويضم كتباً كثيرة، نظم لها جناح على باحة المعرض، ويباع الكتاب فيه بسعر تشجيعي، رغم احتواءه على كتب محدودة العناوين.

ورغم الشكوى المتكررة لكل الزائرين من ارتفاع كبير في الأسعار، فإن هيئة الكتاب حاولت تقديم معالجات للحد من ارتفاعها، مثل تخفيض تكلفة سعر المساحة المعروضة للناشرين، إذْ يؤكد العواضي أن سعر المتر من ساحة المعرض في كل المعارض العربية تبلغ (100) دولار أمريكي، باستثناء معرض صنعاء الذي يباع فيه المتر بـ(40) دولار فقط .

وتشارك في معرض الكتاب (270) دار نشر منها (35) دار محلية ، وتأتي مصر في مقدمة الدول المشاركة بـ(110) دار نشر تليها الأردن بـ(35) دار نشر ، ثم سوريا بـ(32) ، ولبنان بـ(27) ، والسعودية بـ(15) ، غير أنه لم يتم الاتفاق على رقم محدد بشأن عدد العناوين المشاركة ، حيث يقول رئيس الهيئة رئيس اللجنة المنظمة أنها تصل إلى نصف مليون عنوان ، ويقول نائبه في رئاسة اللجنة ووكيل الهيئة أحمد العواضي إن عدد العناوين المشاركة لا تزيد عن (70) ألف عنوان ، ويضيف ( وعلى مسئوليتي صحة الرقم ).

وتتصدر دول الخليج معرض صنعاء للكتاب من حيث الحضور والمساحة المحجوزة تتقدمها المملكة العربية السعودية ، تليها الإمارات ثم الكويت .

حضور الكتاب

توافرت في معرض صنعاء عدد كبير من العناوين المهمة ، والحديثة الإصدار ، والمتعددة المضامين ، رغم سيطرة الكتب الدينية على مساحة واسعة ، تليها كتب الأدلة الجنسية ، والإرشادات الصحية في التعاطي مع الجنس ، ثم كتب علم الإدارة والقيادة والتدريب والتأهيل وبرمجة العصبيات ، ثم الكتب السياسية خاصة ما يتعلق منها بحرب الخليج الأولى والثانية ، وسقوط العراق ، والقضية الفلسطينية ، والصراع العربي الإسرائيلي ، وأزمة الشرق الأوسط ، وتأخذ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية نصف الكتب السياسية .

 ولكتب ( الميثولوجيات ) حضور كبير في المبيعات ، فالقارئ العربي تعود على كتب التنجيم والسحر والشعوذة ، والخوارق وفك الطلاسم ، ثم كتب الاقتصاد والقانون .

وتتوفر كتب التخصصات العلمية أفضل من الأعوام السابقة رغم ارتفاع كبير في أسعارها ، يلحظ الزائر عدم وجود أي تقدم في مستوى حضور ( كتب الآخر ) ، أعني الاهتمام بالترجمة ، فنحن بحاجة ماسة لمعرفة كيف يفكر الآخر ، وبأي لغة يكتب .

الطفل الغائب

تعتبر إسرائيل أكبر دولة في العالم مهتمة بكتاب الطفل ، وثقافة الطفل ، وتوفير احتياجاته  الذهنية والروحية ، كما تهتم بحاجته من الغذاء والدواء ، وتصل كتب الطفل في إسرائيل إلى (30) عنوان لكل (100) طفل في السنة ، تليها الولايات المتحدة ، أما في العالم العربي لا يوجد كتب للكبار ، فكيف بالأطفال !!.

وكتاب الطفل في معرض صنعاء الرابع والعشرين هو الغائب الدائم باستثناء كتب قليلة وأقراص مدمجة .

ولا أحد يأبه بثقافة الطفل ناشر كان ، أو قارئ ، أوجهة منظمة ، ويندر أن تجد رب أسرة يبحث عن غذاء لعقول أطفاله .

غياب الريس

مثل غياب أشهر الناشرين العرب عن المشاركة في معرض صنعاء فراغاً لافتاً ، إذ اشترط نجيب رياض الريس ( ضمان المبيعات ) لمشاركته ، وبحسب وكيل هيئة الكتاب : ( الريس طلب أن تضمن الهيئة نفاذ مبيعاته ، ونحن لا نضمن البيع لأحد ) .

وأرجع رفض الضمان إلى أن ( كتب الرئيس مرتفعة السعر ، وتباع بالعملة الصعبة ويتراوح سعرها بين (40-50) دولار ).