زيارة تاريخية للرئيس اليوناني لتركيا يقوم كوستاس كرمنليس اليوم بزيارة رسمية الى انقرة في اول زيارة لرئيس وزراء يوناني الى تركيا منذ نحو نصف قرن، في حين تشهد العلاقات بين البلدين الجارين فتورا. ومنذ تطبيع علاقاتهما عام 1999 اثر تفاديهما نزاعا مسلحا حول جزيرة غير آهلة في بحر ايجه، شهد البلدان فترات افضل. وصرح ثانوس دوكوس الباحث في مؤسسة ايلياميب اليونانية للسياسة الخارجية لوكالة فرانس برس انه "ليس هناك الكثير من التوقعات من وراء هذه الزيارة" موضحا انها بالنسبة لليونان "رد" على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى اثينا في مايو 2004. واكتفى رئيس الوزراء اليوناني الجمعة بالقول "اننا نبحث عن استعادة الثقة المتبادلة تدريجيا". من جانبه برر مسؤول يوناني كبير رفض كشف هويته الزيارة بالقول ان "علاقاتنا تمر بفترات جيدة وفتور لكن تحسين العلاقات الثنائية خيار استراتيجي بالنسبة لليونان". وتبادلت العاصمتان عشية الزيارة الاتهام بالاستفزاز في مجال السيادة في بحر ايجه فاخذت انقرة على اليونان انها انتهكت 28 مرة منذ مطلع يناير مياهها الاقليمية في حين افادت الصحف اليونانية ان تركيا كثفت الحوادث من نفس القبيل خلال الايام القليلة الماضية. وتعيد تلك التوترات الى الاذهان انه خلال اخر زيارة قام بها وزير خارجية يوناني الى تركيا في ابريل 2005، تمركزت بوارج حربية تركية ويونانية وجها لوجه لعدة ساعات اثر اتهامات متبادلة بانتهاك المياه الاقلمية. ولم يسجل اي تقدم يذكر خلال الفترة الاخيرة في تلك القضايا وغيرها من نقاط الاختلاف لا سيما قضية قبرص ووضع الاقليات المقيمة في البلدين او تدفق المهاجرين غير الشرعيين من السواحل التركية الى اليونان. ويرى ثانوس دوكوس ان الافاق الاوروبية لا تدفع بانقرة الى البحث عن حل نزاعاتها الكثيرة من جارتها. وقال ان "اثينا كانت دائما من اكبر داعمي انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي مما كان يضفي اهمية على العلاقة اليونانية التركية، لكن الان وقد اعرب عدد من كبار دول الاتحاد عن معارضتهم ذلك الانضمام باتت تركيا اقل رغبة في التوصل الى تسوية مع اليونان في بقية القضايا". وتتمثل النقطة الايجابية الاساسية في العلاقات اليونانية التركية في انه رغم تعثر العلاقات السياسية ما زالت المبادلات الاقتصادية بين البلدين الجارين تسجل مزيدا من التحسن. وفي حين تضاعفت الصادرات التركية الى اليونان بين 2000 و2006 لتبلغ 1،3 مليار يورو اصبحت اليونان احد اكبر المستثمرين في تركيا خصوصا في القطاع المصرفي. وفي تجسيد لهذا التبادل المتزايد في المجال الاقتصادي دشن البلدان في نوفمبر اول انبوب غاز مشترك، وهو انجاز من شأنه ان يتيح تنويع تزويد اوروبا الغربية بالغاز مع تعزيز موقعهما كمعبر للطاقة في المنطقة. من جانب اخر تشدد العاصمتان على ان علاقات شخصية طيبة تربط كرمنليس واردوغان منذ وقت طويل. واكد مصدر دبلوماسي تركي ان "رغم استمرار المشاكل الثنائية تساهم الصداقية بين رئيسي الورزاء في تحسين الامور. ان الاهم هو تعزيز الروابط". |