|
مقتل ضابط استخبارات بكمين في بيروت قالت الشرطة اللبنانية ان انفجار سيارة ملغومة قتل ضابط مخابرات وثلاثة اخرين وعطل حركة المرور تحت جسر علوي في ضاحية تقطنها غالبية مسيحية في بيروت الشرقية يوم الجمعة. وعرف اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي الضابط القتيل باسم النقيب وسام عيد. واستهدف عيد اثناء توجهه الى العمل. وقتل احد الحراس وأصيب 30 شخصا. ويعمل عيد (31 عاما) مع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي التي ينظر اليها على نطاق واسع على انها مقربة من زعيم الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا سعد الحريري. وقال مدير عام قوى الامن الداخلي للصحفيين من مكان الانفجار "عيد كان له دور في كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الارهابية". والاغتيال هو الاخير ضمن موجة تفجيرات واغتيالات سياسية في لبنان خلال السنوات الثلاث الاخيرة وتسببت في اضطرابات دخل لبنان نتيجتها في اسوأ ازمة سياسية منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وشاركت وحدة استخبارات الشرطة عن كثب في تحقيقات الامم المتحدة في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق ووالد زعيم الائتلاف الحاكم في انفجار سيارة ملغومة عام 2005 وفي حملة امنية ضد مسلحين يستلهمون نهج القاعدة. وقال وزير الداخلية حسن السبع لتلفزيون (ال.بي.سي) ان عيد "من اهم ضباط فرع المعلومات وهذه ليست اول مرة فقد استهدف بقنبلة على منزله واستهدف عندما كانوا يداهمون شارعا (في شمال لبنان) والان هذه هي ثالث محاولة." وأضاف "هذا لن يؤثر على معنوياتنا ولن يجعلنا نغير من الاتجاه والعمل لمحاولة الوصول بالبلد الى شاطيء الامان." وتولى عيد منصبه بعد ان أصيب سمير شهادة الضابط الذي كان يسبقه في المنصب في انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في جنوب بيروت عام 2006. ووجه رجال الاطفاء خراطيم المياه صوب السيارات المحترقة والانقاض المتناثرة على طريق قرب مستشفى جبل لبنان في ضاحية الحازمية التي تضم عددا من البعثات الدبلوماسية. وشوهدت جثة متفحمة داخل احدى السيارات فيما تناثرت أشلاء جثث أخرى على الطريق. وتضررت عشرات السيارات في موقف مجاور للسيارات وأحدث الانفجار حفرة كبيرة في الارض. ووقع الانفجار بعد عشرة أيام من انفجار سيارة ملغومة ألحق أضرارا بسيارة دبلوماسية أمريكية في العاصمة اللبنانية وقتل ثلاثة أفراد وأصاب 16. ولم يكن هناك أمريكيون بين القتلى. وفي الشهر الماضي أسفر انفجار سيارة ملغومة عن مقتل قائد العمليات بالجيش اللبناني العماد فرانسوا الحاج في شرق بيروت. وتتهم الاغلبية الحاكمة سوريا بأنها وراء اغتيال الحريري الاب وما لا يقل عن 30 تفجيرا في الاعوام الثلاثة الماضية استهدف كثير منها سياسيين وصحفيين مناهضين لسوريا. وتنفي دمشق اي تورط لها في الهجمات وأدانت تفجير يوم الجمعة قائلة انه يستهدف امن لبنان واستقراره. كما شجبت فرنسا أيضا التفجير وقالت انه يجيء في اطار "هذه المحاولات الاجرامية المتكررة لزعزعة استقرار لبنان." وقالت السفارة الامريكية في لبنان انه "هجوم اخر بشع ومباشر ضد مؤسسات الدولة في لبنان." كما استهدف مفجرون من قبل قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان فيما فاقم من عدم الاستقرار تمرد نفذه متشددون اسلاميون يستلهمون نهج القاعدة في شمال لبنان العام الماضي. وبمعزل عن المشاكل الامنية يعيش لبنان صراعا سياسيا مستمرا منذ فترة طويلة يواجه فيه الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب المعارضة التي يقودها حزب الله. وأصاب هذا الصراع الحكومة اللبنانية بالشلل لاكثر من عام وعطل انتخاب رئيس للبنان تاركا البلاد دون رئيس لاول مرة منذ الحرب الاهلية التي جرت بين عامي 1975 و1990 . واتفقت الفصائل المتناحرة على ان يتولى العماد ميشال سليمان قائد الجيش الرئاسة لكنها مازلت مختلفة على اقتسام السلطة في حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة. وفشلت الوساطة التي قام بها عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للتوفيق بين الفريقين ومن المقرر ان يقدم موسى تقريرا في هذا الصدد امام اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة يعقد في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاحد القادم. وادانت الاطراف اللبنانية المختلفة الهجوم وقال الحريري "بهذا المعنى تشكل رسالة واضحة لكل العرب بان مصير هذا البلد سيبقى محكوما بالاجرام والارهاب رغما عن كل المبادرات والجهود ومساعي البحث عن حلول." ودعت فرنسا التي حاولت دون نجاح التوسط بين الفصائل المتناحرة "كل الاطراف المعنية في لبنان وخارج البلاد .. لبذل كل ما يمكن لانهاء هذا الفراغ الخطر في منصب الرئاسة في لبنان." |