فتح منافذ جديدة في الحدود بين مصر وغزة اندفع عدد كبير من الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر بعد ان تمكنوا من استخدام جرافة لفتح منفذ جديد في السور الحدودي بين مصر والقطاع، وذلك بعد ساعات فقط من اغلاق الشرطة المصرية منافذ كان ناشطون قد احدثوها فيه. وقد وقفت شرطة مكافحة الشغب المصرية دون ان تتدخل، ثم انسحبت كليا بعد ذلك بينما تدفق سكان غزة الى الجانب المصري عبر الثغرة الجديدة. وكان مئات الآلاف من الغزاويين قد عبروا الحدود الى مصر لاقتناء حاجياتهم الضرورية بعدما نسف مسلحون ثلثي الحاجز الحدودي الاربعاء. وكانت اسرائيل قد ضيقت الخناق على غزة مؤخرا، مما ادى الى نفاذ الوقود والمؤن وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، مما أنذر بحدوث كارثة انسانية. بل وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة من انها قد تضطر لوقف عملها في القطاع بسبب غياب الوقود وغيره من ضروريات عملها. وتقول اسرائيل ان الحصار يهدف الى وقف الهجمات التي يشنها مسلحون بالقذائف على القرى الجنوبية باسرائيل. وقدرت الامم المتحدة عدد من عبروا الحدود الى مصر بنصف سكان غزة الذين يناهز عددهم 1.5 مليون نسمة. وقبل احداث هذه الثغرة الجديدة، كانت السلطات المصرية قد بدأت تمنع سكان غزة من دخول اراضيها بينما تسمح للعائدين اليها بالعبور. ويقول مراسل بي بي سي عليم مقبول ان الفلسطينيين الذين يتدفقون عبر الحدود لشراء حاجياتهم من الجانب المصري اعتبروا قرار مصر اعادة اغلاق الحدود "عرقلة خفيفة". وما برح الآلاف ينقلون كل ما يستطيعون اقتناءه من وقود وزيت طبخ الى غزة بنفس وتيرة اليومين الماضيين، حسبما رواه شهود عيان. وكانت قوات الامن المصرية اعلنت بمكبرات الصوت في المدن القريبة من الحدود بين قطاع غزة ومصر وفي مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، انها ستغلق الحدود الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت جرينتش (الثالثة ظهرا بتوقيت مصر). "التخلي عن غزة" ويضيف مراسل بي بي سي ان حركة حماس قالت انها "تحترم قرار مصر اعادة اغلاق الحدود،" لكنها لم تفعل شيئا لمنع تدفق الغزاويين عبر الحدود. وتضغط اسرائيل والولايات المتحدة على الحكومة المصرية لضبط الحدود ووقف تدفق الفلسطينيين الى الاراضي المصرية اذ تشعر اسرائيل بالقلق من عمليات تهريب الاسلحة الى القطاع. ويقول مراسل بي بي سي ايان بانل ان هذه التطورات الاخيرة ضربة لمصر، وعليها الآن التفكير في حل لاصلاح الوضع. ويضيف المراسل انه قد يتعين الآن على مصر اجراء محادثات مع حركة حماس، الامر الذي كانت قد استبعدته من قبل. وفي تطور سابق قامت الطائرات الاسرائيلية بشن غارات قرب الحدود اسفرت عن مقتل اربعة على الاقل من ناشطي حماس. يشار الى ان اسرائيل قتلت نحو 40 فلسطينيا في غزة خلال الايام العشرة الاخيرة، كما قامت بفرض حصار على القطاع بهدف وقف اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت الخميس إنها "تتفهم ان موقف مصر صعب، لكن هذه حدود دولية ويجب حمايتها". ومن جانبه قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، الخميس إن " الحدود ستعود إلى حالها كما كانت" مضيفا "أن الوضع الحالي ما هو سوى استثناء ولأسباب مؤقتة". وكان تدفق آلاف من سكان غزة إلى مصر قد تحول إلى خلاف بين مصر وإسرائيل، إذ قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلناي، إن إسرائيل ترغب في التخلي عن مسؤولياتها تدريجيا تجاه غزة بعد التطورات الأخيرة. وقد عكست تصريحات مسؤولين إسرائيليين آخرين موقف فيلناي إذ أكدت أن انتهاك الحدود من قبل سكان غزة يمكن أن يمهد الطريق أمام إسرائيل لكي تقطع أي علاقة لها بالقطاع. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قال لوكالة أسوشييتد برس على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا إنه لا يرغب في " المضي إلى هذا الحد في التعليق على الأحداث (التي شهدتها غزة)". |