خليجي (16) بين الواقع والطموح انتظرنا جميعاً- وعلى مدى سنوات-انضمام اليمن لدورات كأس الخليج لكرة القدم ورحم الله فقيد الرياضة العربية الشيخ فهد الأحمد الصباح الذي طالب مرارا ًوتكرارا بانضمام اليمن لدورات كأس الخليج لكرة القدم. وهاهم اليوم أبناء اليمن يشاركون إخوانهم مضمار التنافس في دورة الخليج السادسة عشرة، والمقامة هذه الأيام في دولة الكويت الشقيقة. لكن فوجئ الجميع بالفرق الشاسع بين الواقع الحالي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وطموح جماهير المنتخب والشارع الرياضي في اليمن. ودعونا نسرد ذلك في أمرين الأول: أن جماهير المنتخب توقعت أن يقدم منتخبنا الوطني عرضاً مشرفاً يليق بتشريف الكرة اليمنية، وخاصة بعد ما حققه منتخبنا الوطني للناشئين من إنجاز غير مسبوق لكرة القدم اليمنية، وقد رشح منتخبنا الوطني -في استفتاء أقيم في دولة الكويت وشارك فيه عدد من الإعلاميين والمهتمين بكرة القدم- لاحتلال المركز الرابع. هذا عزيزي القارئ كان الطموح. أما الأمر الثاني فهو الواقع الذي صدمنا به من خلال نتائج المنتخب في مبارياته الثلاث حتى الآن، وكذا المستوى الذي قدمه اللاعبون. وأنا هنا لا ألوم اللاعبين ولكن أوجه اللوم لقيادة ا لاتحاد العام لكرة القدم، وذلك من خلال عدم الاستعداد الأمثل لهذه البطولة -رغم أن قرار انضمام اليمن لدورات كأس الخليج كان قبل سنتين- وذلك بعدم إيجاد مدرب قادر على اختيار لاعبين وفق قدرات جسمانية وفنية جيدة، من خلال مشاهدته للأندية في منافسات الدوري العام لكرة القدم وإعطائهم الوقت الكافي للاستعداد في إقامة مباريات دولية ودية استعدادية للمنتخب، ومن خلال ذلك نستطيع أن نحاسب المدرب واللاعبين. ودعوني أذكِّر هنا بما قاله محمد حمادة- محلل رياضي في قناة أوربت- في التصفيات التمهيدية لكأس العالم في 2001م. وذلك بعد مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه الإماراتي في صنعاء حيث قال: " أنا لا أشاهد اليوم المنتخب اليمني ولكن أشاهد المنتخب الكوري في عزِّه وليس المنتخب اليمني". حيث كان أقرب للتأهل من الأشقاء الإماراتيين. ولكن مشاركتنا في هذه المرة -وهي الأولى في تاريخ كرة القدم اليمنية في كأس الخليج- وكان الاستعدادا فيها باهتاً، ولعل من أسباب ذلك المدرب اليوغسلافي الخواجة " ميلان" الذي استضيف قبل شهر فقط من انطلاق كأس الخليج لكرة القدم. إذ كيف سيكون المستوى والأداء ؟خاصة واللاعب اليمني بحاجة لمعسكرات طويلة لإعداده بدنياً، وفنياً ومهارياً. نرجوا أن نعي هذا الدرس وأن تكون بطولة كأس الخليج السادسة عشرة استعدادية لتصفيات مجموعتنا المؤهلة لنهائيات كأس العالم بألمانيا في 2006م، والتي تضم إلى مجموعتنا: الإمارات، وتايلاند، وكوريا الشمالية والتي ستنطلق في هذا العام 2004م. مع تمنياتنا بالتوفيق لأبناء المنتخب في بقية المباريات. |