موسى:للعرب موقف من انتخاب سليمان قرر وزراء الخارجية العرب، اعطاء فرصة اخيرة للمبادرة التي طرحوها لتسوية الازمة السياسية الحادة في لبنان، لكن من دون امل كبير في ان ينجح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في مساعيه للتوصل الى توافق بين الاكثرية والمعارضة. من ناحية ثانية، حسم موسى، الجدل حول اي احتمالات تتعلق بالقمة العربية المقبلة، مؤكدا انها ستعقد في موعدها المقرر نهاية مارس المقبل في دمشق. وحذر من ان العرب سيكون لهم موقف اخر اذا لم يتم انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا، في 11 فبراير المقبل واعلن خلال مؤتمر صحافي، ليل الاحد - الاثنين، في ختام الاجتماع الطارئ، ان الحكومة السورية ستقوم قريبا بتوجيه الدعوات الخاصة بالقمة. لكن مصادر ديبلوماسية عربية، قالت انه ما لم تتم تسوية الازمة اللبنانية قبل القمة التي تقرر عقدها في 29 و30 مارس، فسينعكس ذلك على مستوى التمثيل والمشاركة العربية. كما اعرب موسى عن تفاؤله بحل المشكلة اللبنانية، لافتا الى ان مهمته في بيروت التي استغرقت 5 ايام حسمت الكثير من الخلافات. وقال ان «هناك اتفاقا على ان المبادرة العربية ستبقى كما هي من دون تغيير او تعديل». ونوه الى انه لم يتبق سوى نقطة خلافية واحدة تتعلق بالنسبة المقررة لكل فريق في الحكومة المقبلة، «ويمكن التوافق عليها أيضا». وكان وزراء الخارجية اكدوا ضرورة الالتزام ببنود المبادرة العربية «نصا وروحا». وثمَّنوا في ختام اجتماعهم، الذي استمر نحو 6 ساعات، الجهود التي يبذلها الأمين العام، وحضُّوا الأطراف اللبنانية على التجاوب مع مساعيه. ودعوا الى انتخاب «الرئيس التوافقي» العماد ميشال سليمان في الموعد المحدد في جلسة 11 فبراير المقبل، وإجراء المشاورات للاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ومن ثم بدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية فور تشكيل الحكومة. واعتبر موسى، ان العرب بهذا القرار حددوا «سقفا زمنيا» للتوصل الى تسوية للازمة السياسية، مؤكدا انه «اذا حدثت مماطلة او وضعت صعوبات» حالت دون انتخاب سليمان في هذا الموعد «سيكون هناك موقف اخر». وأوضح ديبلوماسي عربي، طلب عدم ذكر اسمه لـ «فرانس برس»، ان موسى انما يعني بذلك ان «مهمة الوساطة التي يقوم بها بين الاطراف اللبنانية لن تستمر الى ما لا نهاية» وانه ابلغ الوزراء العرب بذلك. وجدد موسى، تأكيده أن الحل العربي لا يزال يشكل الفرصة الحقيقية المتاحة لإنهاء وحسم الأزمة اللبنانية، محذرا «اي رهان على الشارع أو سعي أي فريق الى شحن وتوتير الأجواء، ستكون له انعكاسات خطيرة على الوضع في لبنان والمنطقة برمتها». ودعا دولا من دون تسميتها، الى ان يكون لها صوت واضح ومسموع خلال الفترة المقبلة للمساهمة والمساعدة لإنهاء حال الاحتقان والخلافات القائمة. من جانبه، وقال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وحول ما يتردد عن طرح قطر وفرنسا لمرشح آخر غير العماد سليمان، اشار الى ان «المبادرة اكدت على ميشال سليمان كرئيس للبنان، وهناك اشاعات ترددت بغير ذلك، لكن تم نفيها من طرفنا ومن طرف فرنسا، ونحن مع الإجماع العربي للمبادرة العربية». وعما اذا كان تم خلال الاجتماع طرح وساطة لحل الخلافات بين سورية والسعودية، رد «اننا لم نقم بوساطة لإذابة الخلافات بينهما». |