|
أكاديميون عرب: إنتخاب المحافظين تجربة فريدة عربياً وثورة يمنية ضد المركزية أجمع أكاديميون عرب من مصر والعراق والسودان على أن تجربة انتخاب المحافظين فريدة من نوعها ولم يجرؤ أي نظام عربي من اعتمادها أو الاقتراب منها. واعتبروها ثمرة للبرنامج الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح ودعوا أطياف العملية السياسية أن تعي مسؤولياتها أمام هذا الزخم الديمقراطي المتميز. وأبدى أكاديميون عرب يعملون في اليمن دهشتهم بالخطوات الديمقراطية التي تقدم عليها اليمن ،مؤكدين ان انتخاب المحافظين يعد انجازاً يمنياً جديداً خصوصاً وان اليمن هي اول دولة عربية تشهد هذه التجربة . في البدء قال أ.د. قيس نوري- جامعة صنعاء: إن التجربة الديمقراطية اليمنية لاتشابهها أية محاولة في أي بلد عربي آخر، وقد تقدمت على كل النظم العربية التي حاولت الولوج إلى الديمقراطية وعلى امتداد الجغرافيا العربية لايوجد نظام عربي يلجأ إلى انتخابات المحافظين والتي تتهيأ لها اليمن الأيام القادمة.. مشيراً إلى أن فرادة التجربة اليمنية في الديمقراطية لم تأت اعتباطاً وإنما جاءت استجابة طبيعية لتوجهات القيادة السياسية الحكيمة في اليمن ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح الحريصة على وضع اليمن على مداخل القرن الـ21 . وأضاف: إن اليمن بعد انتهاجها هذا النهج الديمقراطي الذي تتوج أخيراً بانتخاب المحافظين قد اقتربت من قمة هرم الديمقراطية لأنها أوكلت القيادة وانتخاب إدارة المحافظات للناس بعد أن كان يعين المحافظ بقرار مركزي دون أن يأبه لإرادة الناس ورغباتهم. وانتقد الدكتور قيس نوري استغلال بعض أطراف اللعبة السياسية للنفس الديمقراطي الواسع، والتي تسيئ جملة وتفصيلاً إلى العملية الديمقراطية بحذافيرها. وأضاف: إذا كانت الديمقراطية حرية فإنها في نفس الوقت مسئولية وينبغي على الأطياف السياسية اليمنية أن تعي مسؤوليتها أمام هذا الزخم الديمقراطي، وأن لاتستغل هذا الفضاء الواسع من الديمقراطية بالإساءة إلى اليمن. مشيراً إلى أنه ليس لأي تنظيم سياسي الحق في أن يستغل الأجواء الواسعة من الديمقراطية والمتمثلة بالحرية الصحفية بالإساءة لليمن، ومثلما هي حرية فهي مسئولية، والمسئولية تقتضي بناء الوطن لا هدمه. هذا ودعا نوري جميع اليمنيين في انتخابات المحافظين القادمة أن يختاروا الأكفأ والأقدر وان يحيدوا عن الانتماءات الفئوية والحزبية والقبلية وينتخبون من يرونه أهلاً لمنصب المحافظة. أما الدكتورة وجدان الصائغ- جامعة ذمار- حيث تجزم أن اليمن هو المكان الوحيد في الذاكرة العربية الذي أعطى المرأة حقوقها وذلك منذ بزوغ الحضارات. مشيرة إلى أن المكان الذي احتفى بالملكة بلقيس في سالف عصرها هو نفسه المكان الذي يحتفي بالمرأة اليمنية في الوقت الحاضر. وأردفت الصائغ قائلة: قبل أن أحضر إلى هذا البلد كنت كلما مرَّ عليَّ اسم اليمن تذكرت بلقيس، العظمة والحضارة والريادة وعندما زرت اليمن وجدت أن المرأة اليمنية أخذت دورها وتبوأت مكانة كبيرة، وعلى ذكر المبدعة منها فإنها تختلف عن مثيلاتها في الوطن العربي، اختلافاً كان في صالح المرأة المبدعة في اليمن على الرغم من التعتيم الإعلامي العربي على المشهد الإبداعي النسائي اليمني.. وأضافت: ان المرأة اليمنية لاقت قبولاً على المستوى الرسمي والمؤسسات الإبداعية، حيث تم تكريمها في جوانب مختلفة، كما تمكنت من المشاركة الفاعلة والبناءة مع أخيها الرجل في عملية التنمية. ولعل كل هذا لم يأت من فراغ وإنما جاء ثمرة لثقافة المكان الذي اعطى المرأة كل حقوقها ومكنها من العمل في إطار المشهد الثقافي والسياسي التعددي، ويأتي على عكس مثيله في الوطن العربي المصبوغ دائماً بصبغة واحدة لاتعرف التعددية. مشيرة إلى أن المبدع في اليمن يقول ما يشاء دون رقيب وهذا دليل على الجو الصحي الذي يعيش فيه.. مما يعزز قناعتنا أن اليمني إنسان حضاري يمتلك الكثير من المعرفة، والبشر فيه متساوون في إطار العقل والذاكرة. ويقول الدكتور محفوظ صالح الحديثي- جامعة تعز: إن قرار انتخاب المحافظين في الجمهورية اليمنية يمثل خطوة جريئة وشجاعة وفاتحة خير وبركة على الشعب اليمني، وكان قرارا حكيماً للأخ الرئيس علي عبدالله صالح حيث جاء تنفيذا لبرنامجه الانتخابي المعلن، ويصب في مصلحة الشعب اليمني ويلبي المطالب الشعبية ومنظمات المجتمع المدني بأطيافه المختلفة. مشيراً إلى أنه سيكون لهذه الخطوة نتائج ايجابية على مستوى محافظات الجمهورية وعلى القوى السياسية أن تتفاعل مع هذا القرار التاريخي الذي يمثل إضافة غير مسبوقة للتجربة الديمقراطية اليمنية على مستوى العالم العربي والإسلامي، وهو جزء هام لتطوير المنظومة السياسية في الجمهورية اليمنية من حيث كونها أعادت الحكم للشعب من خلال هذه العملية الانتخابية التي جاءت ترسيخا للديمقراطية كسلوك ومنهاج وتهيئة لحكم محلي واسع الصلاحيات فيه مشاركة أبناء الشعب في هذه العملية الديمقراطية. وأضاف الحديثي: أن هذه العملية جاءت كنوع من الإتقان للعمل السياسي النوعي الديمقراطي حيث كان هذا التوجه النوعي من المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرارات على مستوى المجتمع المحلي، منوهاً إلى أن يوم السابع والعشرون من أبريل يوم اعلان انتخاب المحافظين يأتي تأكيداً للانطلاقة الديمقراطية على مستوى الجمهورية وتنفيذا لمطلب سابق لكل القوى السياسية في الجمهورية اليمنية ويأتي تدعيما لنظام السلطة المحلية المنتخبة من قبل الشعب وذلك لتطوير أنظمته وسلطاته من خلال النظم والقوانين السائدة ويأتي ترسيخا لنظام دولة المؤسسات من أجل تحقيق التنمية الشاملة والتقدم للمجتمع اليمني. أ.د. عبدالشافي صديق- جامعة إب- إن تصاريح كثيرة لرئيس اليمن تؤكد أنه لا حل لأزمة ومشاكل اليمن إلاّ بالديمقراطية والمزيد منها. وفي رأيي أنه كلما كان الإصرار على الديمقراطية وسعة الصدر والقبول بالآخر من جهة أي سلطة حاكمة فإن ذلك يقودنا إلى أن هذا الحكم معافى.. وفيما يخص قرار انتخابات المحافظين قال صديق: أنها خطوة لاتقل شجاعة في الانتقال إلى توسيع المشاركة في الحكم، وانتخاب المحافظين هو تعزيز الديمقراطية وتعد من أشجع الخطوات التي اتخذتها الحكومة اليمنية بعد التعددية.. منوهاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الحكم وتنشيط حركة التنمية والقضاء على وطأة المركزية وهذا في حد ذاته عين الصحة الديمقراطية. أما أ.د. ثابت بداري- جامعة تعز ذهب مؤكداً أن اليمن اسبق من الدول الأوروبية في الديمقراطية، وذلك بشهادة القرآن من أيام بلقيس، في قوله تعالى »ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون..« ثم جاء الإسلام ليؤكد أن الديمقراطية الوجه الآخر للشورى، »وأمرهم شورى..«.. وقال بداري مستدركاً: ولكن لظروف مختلفة حصل انقطاع حضاري بيننا وبين تراثنا المشرق، نتج عنه تخلفنا في مجال الديمقراطية إلى أن جاء العصر الحديث وانفتحنا على العالم الغربي الذين سبقونا في هذا الميدان بعد أن تقمصوا تراثنا وطبقوه بحذافيره.. في الوقت الذي تنصل العرب جميعاً عنه.. وأضاف: انه في العصر الحالي بدأت بعض الدول العربية تتطلع إلى تجارب الغرب، وكانت التجربة الديمقراطية في اليمن الرائدة بعد انقطاع حضاري أمتد لقرون، وكان الفضل للرئيس علي عبدالله صالح بإنفتاحه على العالم الغربي بما يملكه من ذكاء فطري يأخذ في الحسبان رأي الناس ويعمل في مصلحة الشعب وصولاً إلى حكم رشيد. ولما كانت الحرية وهي تمر بأطوارها المختلفة ابتداءً من التعددية وحرية الرأي والرأي الآخر وانتخابات الشورى والنواب والمحليات والرئيس وانتهاءً بالدعوة إلى انتخاب المحافظين تمكنت اليمن من دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ويشهد لها العالم أجمع بصوابية هذه التجربة الشجاعة والفريدة. وأضاف: ان الديمقراطية تبعث فينا الإنسانية لأن كل إنسان يعبر عن رأيه بحرية تامة ويتم مناقشته بالرأي وليس بالقمع وأعتقد أن في كل هذا الجو الديمقراطي يزدهر المجتمع ويتطور فمن ينظر إلى المجتمعات الغربية يجد أن سر تطورها هو مساحة الحرية والديمقراطية الواسعة.. هذا وتمنى بداري للتجربة الديمقراطية اليمنية الازدهار والتطور حتى تصبح أنموذجاً على المستوى العربي والإقليمي، وأن تنعكس تجربة انتخاب المحافظين على باقي المؤسسات.. ودعا جميع اليمنيين سلطة ومعارضة إلى العمل لما فيه مصلحة الوطن والابتعاد عن المصالح الحزبية والذاتية حتى لايتضرر اليمن بنزوة عابرة. الدكتور عبدالجليل التميمي أشار الى أن تجربة الديمقراطية في اليمن تجربة متقدمة تتميز على تجارب أغلب الدول العربية وتتقدم على تجارب الكثير من بلدان العالم الثالث بل ومن البلدان التي صنفت ضمن البلدان المتقدمة لأن التجربة اليمنية فيها واقعية وتسامح كبير وفيها مساحة كبيرة للرأي والرأي الآخر ومنها مساحة واسعة لتبادل الآراء مهما تباينت. وأضاف التميمي: أن أهم ما جذب انتباهه هي ثقة كل طرف من أطراف الفئات السياسية في توجيه اللوم والانتقاد للطرف الآخر حيث كل الاطراف تتقبل كل ذلك برحابة صدر.. ورغم تلك الحدة في اختلاف الآراء لم أجد ضغينة أو حقد يترتب على عمليات الانتقاد واللوم.. وكأن المسألة فنياً أكثر منها نفسية. وأضاف: أجد الكثير من الأشخاص كما لاحظت ينتمون الى اتجاهات سياسية يتحاورون ويتناقشون بشدة وبعد ما ينتهي ذلك الحوار يعقبه لحظات ود وصفاء.. بينما وجدت في بلدان أخرى أفراداً تختلف مشاربهم السياسية غالباً ما ينفض نقاشاتهم الى بغضاء وحقد قاتل.. وهذا يدلل لنا أن تجربة اليمن حالة متميزة وهذه هي جوهر الديمقراطية وتدلل على البراءة ونظافة الوجدان والضمير اليمني وبالنظر الى انتخاب المحافظين نجد أنها تتميز على تجارب بعض الدول الأوروبية التي غلب عليها تعيين المحافظين وليس انتخابهم.. وهذا يعكس تقدم هذه التجربة وارتباطها بواقع التجربة الديمقراطية في اليمن التي تقوم على البراءة والطيبة وحسن النية في المجتمع اليمني كمجتمع عربي وما يدعو للخير ويبشر به أن هذه التجربة لم تحمل عقداً في مساراتها في حين أن كثيراً من الأنظمة على مستوى العالم تحمل عقداً ولا تجرؤ على اعتماد هذه التجربة. وقال د.عبدالجليل: أملي أن تكلل هذه التجربة بالنجاح كونها رائدة.. واذا ما توافرت النية الخالصة فالشعب اليمني سيؤكد أنه أصيل وأصالته تمتد من حضارته الضاربة في الزمن منذ بزوغها. وفيما يتعلق بأبعاد هذه الانتخابات على تنمية المحافظات قال التميمي: إن الإجراءات المتخذة الآن ستنعكس ايجاباً على مختلف الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى كل محافظ منتخب عليه أن يحترم إرادة منتخبيه ويعمل على تفهم الأوضاع الاقتصادية والسياسية لمحافظته وأن يكون أكثر وعياً في اقتراح المشاريع الأكثر احتياجاً للمحافظة وتوجيه أنشطة المكاتب التنفيذية لما فيه المصلحة العامة. وأضاف التميمي: أن المركزية عادت بالويل والتخلف في جميع بلدان العالم بينما اللامركزية المتمثلة في تفويض محافظيهم بحسب إجماع ابناء المحافظة تجعل كل محافظ أن يتنبه الى متطلبات محافظته وكيفية استثمار جهود ابنائها ومعالجة مشاكلهم. وأشار الى أنه بعد هذه الخطوة الجريئة لن يكون تعيين المحافظين بانتظار موافقة رسمية من فوق كما هو شأن المركزية السابقة والتي تعتمدها معظم البلدان حيث تكون فيها رأي القواعد الشعبية مفقود وغير معمول به، مما سبب التركيز على محافظة دون أخرى.. الأمر الذي تسبب أن يترتب على ذلك ضغينة تفتح الباب على مصراعيه في استخدام بعض الاطراف السياسية في تحقيق مآربها في النيل من خصمها. مشيراً الى أن أغلب المعارضة في البلدان العربية واليمن واحدة منها معارضة هدامة أكثر منها بناءة. ويؤكد عبدالجليل التميمي على أن قرار انتخابات المحافظين في اليمن سحب البساط من تحت الذين يزايدون ويتبجحون باسم المعارضة. |