حسناً دعك من المسافات الآن وتابع التالي ... فقبل أن ينفض آخر سامر لمؤتمر دولي اختيرت اليمن لاستضافته من بين عدة دول في المنطقة كل واحدة منها على استعداد لتولي الإنفاق علية ،بل وتوزيع هدايا علي المشاركين ثمناً لشرف استضافته ، كانت صحف حزبية قد شرعت تهاجم المشاركين بسبب خطبهم الطويلة , فيما ذهب آخرون إلى توبيخ الأوروبيين بسبب اختيارهم اليمن مكانا لعقد المؤتمر . إن كل ذلك الامتعاض-بكل تأكيد- غير آت من كون المعارضة لاتحبذ الخير لبلدها أو أنها تستكثر علي اليمن أن يذكر بكلمة طيبة في الإعلام الدولي ،إن ذلك غير وارد في تصوري ,ولكن الاعتقاد بأن السلطة ستصيب مكاسب إعلامية تخدم سمعتها في الديمقراطية هو الذي جعل خدود المشاكسين في المعارضة تهتز غضباً وقد زاد ذلك الغضب وربما الألم عندما لم يجدوا فرصة للنياح والشكوى في مؤتمر لم يخصص فاصلا لسكب الدموع . الان حان وقت العودة الى الاسطوانات المشروخة،فبغير علم وبه هرعت الأقلام الى الصحف الحزبية للتفتيش عن مفاسد الديمقراطية في مؤتمرها ولكن الآذان المراد أسماعها كانت رحلت ولم تبق الا آذاننا نحن التي أصيبت بتلوث سمعي جراء الشكوى المكرورة والشخصنة الممجوجة للقضايا. شخصنة القضايا ليست حكرا على إعلام المعارضة فالصحف الحكومية التي تستهل أخبارها _التي يفترض أنها معلومات- بجمل اسمية ذهبت هذه المرة للحديث عن إنجازات نفسها وتسليط الضؤء على جهودها في تغطية المؤتمر وانصرف رؤساء التحرير لتبادل التهاني الحارة ليس بنجاح المؤتمر بل بنجاحهم! |