الأحد, 20-أبريل-2025 الساعة: 12:04 م - آخر تحديث: 02:00 ص (00: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
ثقافة
المؤتمر نت-متابعات -
جمال الغيطاني يكتب عن" غونتر غراس" في اليمن

للمرة الثانية خلال عام واحد يزور الأديب الألماني الكبير جونتر جراس اليمن الشقيق.
في العام الماضي جاء إلي اليمن بصحبة أدباء وممثلين لأجهزة الإعلام، وشارك في اللقاء الشاعران الكبيران أدونيس ومحمود درويش وأدباء آخرون من اليمن والأقطار العربية الأخرى.
لم تكن زيارة جراس لحضور مؤتمر تقليدي أو مهرجان ثقافي إنما كانت في إطار عمل ثقافي رفيع له أبعاده الثقافية والحضارية والإعلامية والسياسية.
في هذه الحقبة الحساسة من تاريخ العالم تبرز أهمية التقارب بين الثقافات العريقة القديمة. في مواجهة مخاطر العولمة الجديدة التي تستهدف محو الخصوصيات الثقافية.
عندما أضع زيارة جراس في إطار هذا التقارب ومد الجسور بين الثقافات القديمة فإنني لا أبالغ. للأسف حالت ظروفي دون حضور لقاء العام الماضي.
ولكن عندما وجه الدكتور عبدالعزيز المقالح الدعوة هذا العام لم أتردد، خاصة بعد أن علمت بنتائج زيارة العام الماضي.
عندما جاء جونتر جراس إلي اليمن لم يأت بمفرده، إنما بصحبة عدد من كبار الأدباء الألمان، وممثلين لأكثر من ثلاثين جهازا إعلاميا مقروءا ومسموعا، وهكذا تصبح الزيارة حدثا ثقافيا. في العام الماضي زار جونتر جراس مختلف أنحاء اليمن، وتوقف طويلا في حضرموت، حيث يوجد أسلوب عتيق للبناء بالطين، مدن يمنية بأكملها مشيدة بالطين. مدينة شبام المشهورة بعماراتها المستطيلة، المرتفعة .والتي تعتبر أقدم ناطحات سحاب في العالم، عندما رأيت هذه المباني سواء كانت عمارة للفقراء، أو قصورا للأثرياء والحكام، خيٌِل إليٌ أنني أري عمارة ذات واجهات حجرية أو رخامية، أما النقوش والتفاصيل فتحمل مؤثرات عديدة من حضارة عربية قديمة. وأصداء هندية قادمة من تاج محل، وأخري من وسط آسيا، من سمرقند. ذهلت. وربما ذجهل جراس قبلي منذ عام عندما رأي أن ما يبدو واجهات حجرية أو رخامية مجرد طلاء جيد لمادة الطين المتحدة من تربة الوادي مخلوطة بالقش. تتخللها عروق خشب السور الذي لا يمكن للحشرات القارضة أن تؤذيه خاصة النمل الأبيض. قصور ضخمة في مساحة قصر عابدين مشيدة بالطين منذ قرون وما تزال قائمة.

عندما رأى جراس هذه العمارة الفريدة أدرك بحسه المرهف وثقافته ورؤيته أن هذه الأساليب الخاصة جدا في البناء مهددة بزحف المعمار الحديث، الخرساني. وهكذا أعلن اقتراحه العام الماضي بضرورة إنشاء مركز عالمي للحفاظ علي العمارة اليمنية التقليدية في حضرموت.
ولم يكتف بالاقتراح. إنما عاد إلي ألمانيا ليدعو إلي الفكرة وإلي التعرف علي ثقافة اليمن. وتبرع من ماله الخاص بعشرة آلاف دولار، لقد قال لي أنه وقع في غرام اليمن. وفي هوي ذلك البلد العربي الأصيل. من ناحيتهم قام الأشقاء في اليمن بإعداد برنامج تلقائي وعميق في نفس الوقت لكي يتعرف جراس علي اليمن، قدموا لمضمون بلدهم العريق بصدق وأمانة وبدون استعراضية، ولم يكتفوا بذلك، بل دعوا كبار الأدباء العرب لكي يكونوا في حوار مع جراس. كان في العام الماضي كبار الشعراء، وفي هذا العام كان كبار الروائيين من المغرب إلي الكويت.
وعلي امتداد الأسبوع الماضي تجول جراس الذي جاء بصحبة شخصيات ثقافية ألمانية وأجهزة إعلام مؤثرة، في مدينة سيئون الحضرمية.
تم افتتاح مركز جونتر جراس للعمارة الطينية، حفل كبير تقدمه الدكتور عبدالكريم الإرياني السياسي والمثقف اليمني البارز ورئيس الوزراء الأسبق.
تذكرت رائد عمارة الطين المصري العظيم حسن فتحي والذي تدرٌس نظرياته في العالم كله، تذكرت ما قاله لي أشهر مهندس برتغالي معاصر، أنه تعلم من حسن فتحي، وتخيلت يوما يفتتح فيه مركز حسن فتحي للعمارة الطينية في القرنة بمصر!
قبل أن تبدأ أعمال اللقاء العربي الألماني للرواية صباح الثلاثاء الماضي والذي نظمه مركز الدراسات والبحوث اليمني الذي يرأسه الدكتور عبدالعزيز المقالح واستمر لمدة ثلاثة أيام خصبة بالحوار وفي الأعداد القادمة سنقدم ما دار فيها، قبل أن تبدأ أعمال الملتقي سافرنا إلي جزيرة سوقطره، التي تقع في المحيط الهندي، ذات الطبيعة الفريدة والتي لا تختلف كثيرا عما كانت عليه عند بدء الخليقة، إنها إحدى المحميات الطبيعية العالمية الآن، أمضي فيها جراس يوما كاملا، كانت محطات التليفزيون الألمانية تقوم بتصوير الجزيرة الفريدة. وتطوع جراس للتعليق، ومرة أخري قال لي إنه أحب البلد وأنه يريد تقديم الثقافة العريقة التي رآها وأبهرته إلي الألمان وإلي العالم.
هكذا تحقق التواصل من خلال الحوار وتلك الزيارة، وعلي المستوي السياسي يجيء هذا النشاط الثقافي في وقت يوصم العرب بأنهم إرهابيون. قال جراس أن الإرهاب يوجد في هامبورج ونيويورك وليس في ثغر وحضرموت كتب ذلك بعد زيارته الأولي، وهكذا تضرب اليمن عدة عصافير بحجر واحد وفي الأسابيع القادمة سنقدم علي صفحات 'أخبار الأدب' ما دار من حوارات في ربوع اليمن.
v نقلاً عن أخبار الأدب








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025