سقوط المقاطعة ماكان لمحافظة الضالع ان تغرد خارج سرب الوطن والديمقراطية في انتخابات أمين العاصمة ومحافظي المحافظات وابنائها من تصدر النضال الوطني لمقارعة المستعمر الغاصب ونظام الإمامة الرجعي المتخلف الغاشم.. وكانوا في طليعة ابناء شعبنا وقواته المسلحة الذين خاضوا معارك الثورة اليمنية (26سبتمبر و14اكتوبر) منتصرين للنظام الجمهوري ومشاركين فاعلين في الكفاح المسلح حتى تحقق للوطن الاستقلال الناجز.. هذه هي الضالع وابناؤها الذين يتحلون بوعي عالٍ وحس وطني لايقبل الوصاية عليه أو جره الى خيارات مضرة بوحدة اليمن الوطنية ونهجه الديمقراطي، فالانتماء الحزبي من منظورهم اذا لم يكن منسجماً مع مصالح الوطن ومستقبل ابنائه فإنهم ينحازون الى الوطن.. هذه حقائق عرف بها أبناء الضالع وعرفت بهم.. ولم تكن بحسبان قيادة احزاب اللقاء المشترك وهي تحاول فرض وصايتها عليهم ليتخذوا موقفاً مغايراً لقناعتهم في قضية وطنية ديمقراطية جامعة غير قابلة للإقحام في نطاقات حزبية محدودة وانتماءات مناطقية ضيقة..مؤكدين من موقع إستيعاب أن مواقفهم مرتبطة بالتنمية والنهوض بأوضاع المجتمعات المحلية خدمياً واستثمارياً بما يؤدي الى الارتقاء بأوضاع ابناء المحافظات والمديريات الحياتية والمعيشية.. وعدم إدراك القائمين على تلك الاحزاب يعكس قصوراً سياسياً حتى وان كانوا ممثلين للمواطنين في المجالس المحلية فهم لايزالون دون سن الرشد وينبغي ان ينفذوا مايقال لهم دون نقاش فارضين وصاية في أمر سيؤدي الى انقلاب السحر على الساحر وهذا ماكان في عملية انتخاب المحافظين الديمقراطية التنافسية الشفافة والنزيهة، فيكتشف ابناء الضالع أن الاحزاب التي دعت الى مقاطعة هذا الاستحقاق الديمقراطي تتعاطى مع حرية الرأي والتعبير بعقلية سياسية شمولية تحاول إعادة ابناء الضالع الى عهد الحزب الواحد الذي تجاوزه الوطن اليمني بالوحدة والديمقراطية.. ويتضح ان بعض قيادات الاحزاب التابعة للقاء المشترك بالمحافظة مازالت محكومة بنزعة سلطوية تعود لشمولية ذلك العهد.. وهذا ماتجلى في عملية الاحتجاز لاعضاء المجالس المحلية من احزاب اللقاء المشترك، فارضين مقاطعة انتخاب المحافظ قصراً عليهم ولكن ماكان للمواطنين في هذه المحافظة ان يسمحوا بذلك وماكان لاعضاء المجالس المحلية إلاَّ أن يستجيبوا لمن يمثلونهم محولين المقاطعة للانتخابات الى مقاطعة لاحزابهم وانتخبوا محافظاً يحظى بالإجماع من كل ابناء الضالع..لتضاعف احزاب اللقاء المشترك بأعمالها تلك حالة العزلة التي يعيشونها ولو كانوا واثقين أن ممثلي الارادة الشعبية اعضاء المجالس المحلية ينصاعون لتوجيهات أحزابهم لشاركوا في الانتخابات وتقدموا بمرشح وسيكون المحافظ منهم لكنهم كانوا يدركون أن الناس واعضاء المجالس المحلية لن ينصاعوا للأوامر الحزبية بل لما يرونه صواباً ويلبي مصالح ابناء الضالع، فما كان منهم إلاَّ احتجاز الأعضاء في مقرات الأحزاب.. ومع ذلك كسر طوق الحزبية الشمولية وكسرت المقاطعة وانتصرت الضالع للديمقراطية مسقطةً كل الرهانات الخاسرة بانتخابها محافظها الذي تريد |