نقابة الصحفيين والحاجة إلى مبادرة عاجلة حال المشهد الصحفي النقابي هذه الأيام حالاً يرثى له خاصة في ظل الحراك الراهن ذات العلاقة بالمؤتمر العام للنقابة العامة حيث تقسم هذا الوسط إلى جماعات كل منها لها رؤيتها الخاصة بها في التعاطي مع مختلف القضايا والمشكلات التي تعاني منها الحياة النقابية . فجماعة رأت أن سلوك طريق القضاء هو الطريق الأمثل لحسم مشكلات العمل النقابي وجماعة تفضل التحفظ إزاء كل ما يتم من تداعيات والاكتفاء برصد ذلك وأخرى تسير باتجاه عقد المؤتمر العام ولا يهمها سوى هذا الانعقاد دون إكتراث بالمشكلات العالقة أمامه . هذا إلى جانب أن قيادة النقابة هي الأخرى مشغولة هذه الأيام بالتهيئة والإعداد للمؤتمر القادم وهو نشاط يتم في ظل حالات مد وجزر يشهدها العمل النقابي وفي ظل مؤشرات قوية تدل على مواصلة التصدعات في الوسط الصحفي إزاء قضية النقابة . ومما يؤسف له أن استمرار هذا الحال وفي ظل غياب روح المبادرة وخاصة من الشخصيات المهمة والمؤثرة من اعضاء الوسط النقابي من شأنه أن لا يكون في صالح المؤتمر العام القادم للنقابة والذي يجب أن يتم في ظل حالة اصطفاف للوسط الصحفي وفي ظل رؤية مشتركة ثاقبة قادرة على إيجاد المعالجات الناجعة لمجمل المشكلات . وحقيقة أن عدم وجود مبادرة من هذا القبيل أمراً يعكس هو الآخر حالة من الاهتزاز في المسئولية النقابية وهي المسئولية التي تحتم على الجميع دون استثناء العمل على إيجاد حد لأي تصدعات وإفرازات قد لاتخدم العمل النقابي بل وتسيء له ، وهي إساءة تعبر عنها العديد من التعليقات الصادرة عن شرائح مختلفة والتي باتت تتسائل بمنطقية إذا كان معشر الصحفيين كشريحة مثقفة لم يستطيعوا مناقشة قضاياهم ومشكلاتهم المختلفة وإيجاد الحلول لها فكيف لهم أن يستطيعوا القيام وحسب مهمتهم الاتصالية والإعلامية من مناقشة قضايا الرأي العام الذي يخاطبونه ، كما تتعاظم من يوم لآخر هذه السخرية من قبل العديد من المثقفين للواقع الصحفي النقابي وهي سخرية وصلت إلى حدود دعوة العديد من هؤلاء المثقفين للوسط الصحافي إلى الاستفادة من تجارب جمعيات سائقي سيارات البيجو – أو جمعيات الحلاقين .. الخ من المسميات للإطارات المعبرة عن كثير من المهن الأقل أهمية من مهنة الصحافة وعظمة دورها . ولكون المخرج من هذا الواقع سيظل بانتظار مبادرة إيجابية من داخل الوسط الصحفي نفسه -فإننا نأمل حدوث ذلك بل والسعي الحثيث من أجل إحداثه ، نقول ذلك وكلنا ثقة متناهية بأنه لا يوجد هناك أحداً في الوسط الصحفي لا يريد الخير لنقابته وبأن الجميع إذا ما وجدوا المبادرة الأكثر تفهماً واستجابة لكافة متطلبات الحياة النقابية الصحفية المتطورة سيكونوا إلى جانبها داعمين بإتجاه بلورتها على الواقع وفي إطار الانتصار للمهنة . إذاً المخرج من هذا الواقع المؤسف بسيطاً والمهم أن تتفجر لدينا روح المبادرة حتى يعود جميعنا إلى التناغم مع طموحاتنا وتوحيد أساليبنا وأدواتنا بإتجاه تحقيق هذه الطموحات المنشودة ، وحتى نجعل من المؤتمر العام القادم للنقابة محطة إنطلاق للعمل النقابي المتطور باعتباره حلمنا الذي طالما عبثنا به من حيث ندري ومن حيث لا ندري . |