الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 10:23 م - آخر تحديث: 10:04 م (04: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
مبادرة “منتجي وطني” والدور الاعلامي المنشود
شوقي شاهر
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
إستطلاعات وتقارير
المؤتمر نت - ندوة قائد ووطن تختتم اعمالها بصنعاء

المؤتمرنت -تقرير -عصام السفياني -
ندوة :رفض الإقصاء وانتهاج المشاركة ودبلوماسية المبادئ الثابتة منهج صالح للحكم
اجمع سياسيون وأكاديميون يمنيون على ان اليمن شهدت تحولات تاريخية وسياسية وفكرية عميقة خلال العقود الثلاثة والتي كان للرئيس علي عبدالله صالح الفضل في تحقيقها عبر حنكته وحكمته وعبقريته السياسية .

الأكاديميون والسياسيون الذين تحدثوا في ندوة " قائد وطن.. ثلاثة عقود من التحولات " اجمعوا على ان هذه التحولات كانت نتاجاً لحنكة قيادية برزت منذ الوهلة الاولى لوصول الرئيس صالح إلى الحكم عام 78م ،وهي الحكمة التي تجلت في قدرته على إخراج اليمن من دوامة العنف ،والبدء بصياغة توجه سياسي قائم على الحوار والتسامح والانفتاح على الأخر ورفض كل أشكال الإقصاء والإلغاء للآخرين والبدء بانتهاج نظام حكم قائم على المشاركة الشعبية ،وصولا إلى إعادة تحقيق وحدة اليمن في 1990م ،والحفاظ عليها ،وما رافق ذلك من حرص علي عبدالله صالح على ترسيخ وتجذير النهج الديمقراطي التعددي الذي جعل اليمن نموذجاً ديمقراطياً متفرداً في المنطقة .

الانطلاقة لترجمة الهدف الثاني للثورة

نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح الزوعريقال اللواء الركن صالح الزوعري نائب وزير الداخلية :إن القوات المسلحة والأمن قبل مرحلة الـ(17) من يوليو 1978 يوم انتخب الرئيس علي عبدالله صالح رئيساً لم تكن في منأى مما كان يعانيه الوطن من صعوبات وصراعات وتحديات في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية.

وأضاف الزوعري إن القوات المسلحة في شمال الوطن- سابقاً- تأثرت بالصراعات السياسية التي كانت آنذاك، حتى بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي، وكانت لتوها خارجة من معارك الدفاع عن النظام الجمهوري منهكة القوى، وتعيش أوضاعاً متردية في ظل موارد اقتصادية شحيحة.
وأشار في ورقة عمل حول بناء القوات المسلحة والأمن في عهد الرئيس علي عبد الله صالح قدمها في ختام الندوة الفكرية الخاصة بكتاب " قائد وطن.. ثلاثة عقود من التحولات " التي نظمت بالتعاون والتنسيق بين دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر والهيئة العامة للكتاب واختتمت امس إلى أن الدولة حينها لم تكن تبسط نفوذها سوى على ثلاث مدن رئيسية هي: صنعاء، وتعز،والحديدة، إضافة إلى الفوضى وأعمال التخريب التي كانت انتشرت في العديد من المناطق في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ مسيرة الثورة اليمنية (26) سبتمبر و(14) أكتوبر الخالدة.
و كان واقع الجيش قبل تولي الرئيس على عبد الله صالح مقاليد الحكم بحسب الزوعري و الذي كانت تضمه قرابة (11) لواء بعضها غير مكتملة من حيث القوام والتسليح .

وأكد نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح الزوعري انه مع بداية انطلاقة العهد المشرق لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة علي عبد الله صالح دخلت البلاد في عهد ميلاد جديد، وحقبة زاخرة بالعطاء والإنجاز، دخلت معها القوات المسلحة مرحلة البناء والنهوض والاقتدار انطلاقاً من الرؤية الاسترايتجية الوطنية للرئيس التي نصت على أن لا سيادة ولا أمن ولا استقرار ولا تنمية، ولا تطور، إلا بوجود قوات مسلحة منظمة ومدربة،ومسلحة قادرة على تأدية مهامها وواجباتها الوطنية المقدسة بكفاءة واقتدار عاليين.

وقال الزوعري (من هذه الرؤية الثاقبة المستوعبة لراهن ومستقبل اليمن آنذاك بدأت الانطلاقة الجبارة لترجمة الهدف الثاني من أهداف الثورة اليمنية، حيث أولى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن اهتماماً كبيراً بجوانب تنظيم وتحديث القوات المسلحة والأمن، وفقاً ومفاهيم البناء العسكري النوعي القائم على أسس وطنية وعلمية وبما يواكب متطلبات البلاد الدفاعية والأمنية ومقتضيات طبيعة الأوضاع، التي كان يمر بها اليمن وفي ضوء مضامين الرؤية الوطنية بآفاقها المستقبلية وبما يكفل تأمين مسيرة البناء الشامل لليمن أرضاً وإنساناً).

ولفت الزوعري إلى أن عملية التطوير والتحديث للقوات المسلحة والأمن شملت مجمل جوانب البناء النوعي العسكري بدءاً من تنظيم وتحديث الإدارة والتدريب القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي للقوات المسلحة،حيث شكل التنظيم والإدارة في المؤسسة الدفاعية البداية الفعلية لإحداث النقلة النوعية المتميزة .. وفقاً ومتطلبات بناء الجيش القادر على النهوض بمهامه الدستورية ومواكبة الجديد في عملية بناء الجيوش الحديثة.
وقال نائب وزير الداخلية :إن الرئيس علي عبد الله صالح وضع الأسس العملية التنظيمية المطلوبة في إطار عملية البناء السليم للقوات المسلحة والأمن وتمثلت أولى الخطوات في هذا المسار بإصدار القوانين والقرارات الجمهورية واللوائح التنفيذية والأنظمة والتعليمات الثابتة والوثائق إلى جانب التحديد لهياكل القوات وملاكاتها البشرية والمادية وفقاً لصنوفها وتشكيلاتها واعتماد مبدأ التخطيط والتنظيم في إدارة شئون المؤسسة العسكرية والأمنية وربط ذلك بالكيف في جوانب التأهيل والتدريب الداخلي والخارجي لتأمين القوات المسلحة بحاجاتها من التخصصات المختلفة .

وأضاف انه إلى جانب تلك الخطوات التي قادت بنتائجها إلى تفعيل مبدأ الإدارة الحديثة في مختلف أوجه الأنشطة العسكرية وتفعيل اختصاصات الوظائف الإدارية في مختلف أوجه الأنشطة الإدارية وفقاً للمبادرة التي ترتكز علياه هذا الوظائف لتحقيق تنمية إدارية في تنظيم وتخصيص واستخدام الإمكانات المتاحة والحرص على بلوغ أقصى درجات الاستفادة منها.
وأشار الزوعري إلى الجهود النوعية في عملية البناء والتحديث للقوات المسلحة والأمن،والاعتماد على معايير صارمة تكفل للمؤسسة الوطنية امتلاك كافة الشروط لإرساء قاعدة التوازن في البناء وتحقيق القوة والحداثة المطلوبة والتي تمثلت في فتح قنوات تعاون جديدة للاستفادة من خبرات الآخرين .

وبين الزوعري أن الرئيس علي عبد الله صالح اعتمد في خطط تحديث القوات المسلحة والأمن على تنوع مصادر السلاح اللازم والتكتيك واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الدمج والاستحداث للعديد من الوحدات العسكرية .
وقال نائب وزير الداخلية إن تلك الخطوات التي مثلت أبرز ملامح ولوج مراحل التطور والبناء النوعي والتحديث للقوات المسلحة رافقها إصدار قانون الخدمة الإلزامية الذي أتاح الطريق لتعزيز المؤسسة العسكرية بالدماء الجديدة وساهم في إشراك الجماهير في واجبات الدفاع المقدس عن الوطن والقيام بأدوارهم في صيانة مظاهر الأمن والاستقرار تحقيقاً لسلامته.

إخراج اليمن من مأزق العنف بحكمة وصبر
 

الدكتور قاسم سلام أمين سر حزب البعث الدكتور قاسم سلام أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي استعرض في ورقة قدمها في الندوة النقلة النوعية التي شهدتها اليمن بوصول الرئيس إلى الحكم واعتبر ذلك ميلاد تجربة وقائد ورسم ملامح جديدة لمرحلة نفضت غبار الماضي كله بشروق شمس جديدة تختلف عن مرحلة المخاض التي امتدت من 1962م إلى 17 يوليو 1978م والتي تعتبر فترة مخاض .

وقال سلام إن مرحلة المخاض مهدت لفترة انتقالية تفاعل معها الجميع شعباً وقيادة وفق الممكن دون إسقاط الطموح الذي رسمت معالمه بأمل كبير يوم السابع عشر من يوليو 1978م واعتبار هذا اليوم فعلاً ميلاداً جديداً يحتفل به الشعب اليمني احتفالاً لشروق تتفتح فيه الزهور وتتحاور معه الأفكار وتتفاعل الآراء ويتيقن اليمن كل اليمن دخول الثورة والجمهورية مرحلة تتعانق فيها النظرية بالتطبيق في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعسكري والأمني والتربوي في امتداد الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه .

وتوقف الدكتور قاسم سلام أمام قائد مسيرة تجسدت فيه شخصية القائد الحكيم والموهوب و شجاع تسلم مهامه بقرار من مجلس الشعب الممثل لإرادة اليمن " في مرحلة تاريخية ثورية انتقالية تصادمت فيها القيم والمبادئ والأخلاقيات الجديدة المتخلفة في رحم الثورة مع الواقع الاستعماري الإمامي الكهنوتي المتخلف وقيم وثقافة الحرية وقواها مع ثقافة واقع الظلم والاستعمار والقهر الاجتماعي ".

وأضاف سلام إن الرئيس علي عبد الله صالح كقائد شجاع عاش كل المعاناة قبل الثورة في طفولته وشبابه وشارك ثوار سبتمبر دفاعاً عن الثورة والجمهورية ، كما تحمل المسئولية في مواقع مختلفة ، أكسبته تلك المعاناة والمكابدات التي واجهها من قبل الثورة كما واجهها وعانى منها أبناء اليمن الصابر الكثير من السجايا والخصال الحميدة مثل الجْلد والصبر والحكمة والحلم ".
وقال أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي إن السابع عشر من يوليو 1978م كان بداية مرحلة انتقل فيها الشعب اليمني من مرحلة الدفاع عن الحياة ضد الموت في مواجهة التخلف بكل تراكماته وتعقيداته حيث جاءت هذه المرحلة لتضع أسساً جديدة تتجاوز كافة الصراعات التي عرفتها الساحة اليمنية سواءً فيما كان يعرف بحرب الأطراف أو ما كان يجيش في نفوس البعض من الطموحات في التفرد بالسلطة دون مراعاة لحسابات الأمن والاستقرار وترسيخ الثورة والجمهورية والبناء والتنمية .

وبدأت هذه التجربة بحسب سلام بالإجماع على القائد المتميز والموهوب الذي تمكن أن يكون عند حسن ظن الذين اجمعوا عليه والذين وجدوا فيه أمل إخراج اليمن من المأزق لما عرفوا فيه من " تمسكه بالحرية ورفض الاستبداد وتميزه بصفات الصبر والشجاعة والمرونة والحكمة والعدل ورفضه للظلم والقهر والغطرسة وميله للتواضع وللرحمة والكرم ".

وخلص الدكتور قاسم سلام إلى أن هذه المرحلة تلخصت فيها أهداف وطموحات كل الذين حلموا باليمن الجديد وناضلوا واستشهد البعض منهم في سبيل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر .

وأضاف القيادي البعثي قاسم سلام أن الكثيرين من الذين عاصروا المرحلة بشقيها مرحلة الصراعات والمذبحة التي أودت بحياة ثلاثة رؤساء في وقت متتابع وبتواريخ متقاربة ثم مرحلة بداية الفجر الجديد وانتخاب علي عبد الله صالح رئيساً في ظل المخاوف والهواجس التي كانت تخيم على الكثير من الذين عاصروا التجربة توقعوا ردود أفعال قد تكون وخيمة ، ومع هذا كله فإن الرئيس علي عبد الله صالح حسم الأمور بدقة متميزة تدلل على حنكته القيادية وقدرته على تحديد المصطلحات التي تحكم التعاطي مع الأولويات الإستراتيجية في الحكم .

ولفت سلام إلى أن هذه الخطوات مثلت عنوان التوجه المركزي لسياسة الرئيس علي عبد الله صالح وبرنامجه في التعامل مع الحاضر والمستقبل وفق الأولويات الإستراتيجية التي حددها وهي إعتبار الأمن والاستقرار في قمة أولوياته العملية في قيادة الدولة الجديدة والديمقراطية وسيلة الوطن وأداته في تحقيق تطلعاته المشروعة .
وبحسب سلام فإن فهم الرئيس علي عبد الله صالح الخصوصية التاريخية والقبلية لليمن مكنه من النجاح في التعامل مع الجميع وجعل الشعب رهانه للتغيير والتحديث على أرض الواقع وتحويله إلى حقائق حياتيه معاشة .

وأشار سلام إلى أن الرئيس امن عميقاً بوحدة الشعب اليمني وتعهد بتحقيق تلك الأمنية الغالية وهو ما حققه بالفعل في مايو 1990.

وأشار الدكتور قاسم سلام إلى أن الرئيس علي عبد الله صالح حسم عملية التداخل بين حركة الدولة ومؤسساتها المركزية والمحلية وبقايا الامتدادات التراكمية التي كانت تحاول هنا أو هناك التقاطع مع سلطة الدولة وصلاحيات ومهام ومسئولية المؤسسات الحكومية دون إسقاط الخصوصية التاريخية والقبلية في إطارها المجتمعي فكان هذا الموقف فصلاً إيجابياً منسجماً مع بناء دولة النظام والقانون .. دولة المؤسسات ، .

وقال سلام إن أي باحث أو عالم اجتماعي أو متخصص في حقل السياسة لا يستطيع إلا أن يقول أن عبقرية القائد علي عبد الله صالح مكنته من إدارة العملية السياسية بفن قيادي بارع جمع بين النظرية والتطبيق والوعي التاريخي مؤسساً لمرحلة انفتاح تتكامل فيه كل الآراء وتتفاعل المواقف عبر الحوار السلمي الديمقراطي التي تتحقق من خلاله مصلحة الوطن العليا ليتعزز الأمن والاستقرار ويتحقق منهج التنمية ،.

واعتبر أمين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي مواجهة كافة السلبيات واحتواء مواقف التوتر بحكمة وصبر لمنع دخول حرب أو حروب تأكل الأخضر واليابس باكورة التميز القيادي وعبقرية القائد الشجاع في الميدان .

وتحدث الدكتور قاسم سلام عن تمكن الرئيس علي عبدالله صالح وفق هذه السياسة من محاصرة الاحتكاك المسلح الذي وصل ذروته في فبراير 1979م في الميدان وهاجمه بحركة سياسية ذكية ذات بعد قومي وإسلامي حتى يحقن الدماء ويوقف الجرب فكانت نهايتها اتفاقية الكويت في 28 مارس 1979م وبدء الحوار الوحدوي بين السلطة والجبهة الوطنية الديمقراطية ، ثم الحوار السلمي والديمقراطي المفتوح داخل الساحة اليمنية.

وذكر قاسم سلام ان كل المهتمين بالشأن اليمني اجمعوا على أن حكمة الرئيس علي عبد الله صالح وشجاعته جعلت من الحوار قاعدة أساسية لحل كافة المشاكل والخلافات السياسية داخل الساحة اليمنية ومرتكز لترسيخ قاعدة التسامح والتماسك الوطني السياسي والاجتماعي .

وأضاف القيادي البعثي قاسم سلام إن الرئيس علي عبد الله صالح جعل من مقولته المشهورة " إنني كشخص أؤمن بأن الحوار هو الأسلوب الأمثل لحل الخلافات وحسم النزاعات وحورانا يشمل الجميع "منطلقاً لصدور القرار الجمهوري رقم (5) لسنة 1980م بتشكيل لجنة الحوار الوطني بمشاركة كل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية التي مارست مهامها تحت رعايته وقيادته فكان الميثاق الوطني الذي أقره المؤتمر العام الأول للمؤتمر الشعبي العام المنعقد في 24-29 أغسطس 1982م وانتخب القائد علي عبد الله صالح أميناً عاماً له ، فشكل المؤتمر الشعبي العام ساحة فسيحة للتعدد السياسي والفكري وأصبح الميثاق الوطني وثيقة تمثل كل الأطياف التي شاركت في الحوار .

وقال الدكتور قاسم سلام إن طموح علي عبد الله صالح تجلى بوضوح كامل في سياسة احتواء الخلافات واعتبار الميثاق مرجعية فكرية وطنية تتوحد مختلف القوى حول ثوابته وقواسمه المشتركة فأعلن حينها :"الميثاق الوطني هو فكر وطني متكامل نتمسك به وننطلق منه ونسير على هداه سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد القومي ".

وأشار إلى تبلور مرونة القائد وتواضعه حنكته وقدرته على التعامل مع المتغيرات في إطار التوازن في تعامله مع الأحزاب والقوى السياسية خارج الحكم معتمداً على قاعدة ا لتسامح والتي رسخت ثقافة العفو والتجاوز دون التفريط بالثوابت الوطنية والقومية والتأكيد على أهمية الالتزام بالدستور والقوانين النافذة حيث أوصلت هذه السياسة الجميع إلى التمسك بقوله تعالى " وإذا بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " ومكنت من الانتقال الجاد والمسئول إلى صفحة الحوار الوحدوي الموصل إلى بيان 30 نوفمبر 1989م وإعلان الوحدة في 22 مايو 1990م.

واعتبر قاسم سلام مابعد إعلان الوحدة مرحلة جديدة تبلورت فيها الأبعاد الحقيقية لمعاني الحوار وحكمة القائد علي عبد الله صالح التي تعاملت مع التعددية السياسية بانفتاح ومرونة مجددة مسارها بالانفتاح على التعددية الحزبية وترسيخ الديمقراطية منوهاً إلى أهمية المرحلة الانتقالية وخطورتها في آن واحد وتداخل الحوارات وتشعب الطروحات حول صورة النظام المستقبلي .

وأضاف سلام إن الرئيس علي عبد الله صالح تمكن من إدارة الحوارات الجارية بشأن الوحدة بحكمة ووعي متجنباً كل المنعطفات التي كانت تبرز فيها تعقيدات توحي بتردد شركاء الحوار في قيام الوحدة وانه برحابة صدر وصبر وهدوء أمتص الكثير من الانفعاليات وتمكن من قيادة الجميع إلى نهاية المرحلة الانتقالية ، والانتقال إلى العملية الانتخابية 1993م والخروج ببرلمان منتخب من الشعب أنهى لغة المحاصصة والتقاسم وأتى بعد ذلك الاستفتاء على الدستور حسماً نهائياً لعملية المراوحة وسحب البساط من تحت أقدام الذين كانوا ما يزالون يحلمون بالعودة إلى الخلف والانسحاب من المشروع الوحدوي المحقق الذي أصبح ملك الشعب وليس ملكاً لهذا أو ذاك من الأطراف .

وقال الدكتور قاسم سلام انه وبالرغم من هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق والحسم الذي تم إلا أن اللعبة بدأت تأخذ بعداً آخر تمثلت في المماحكات الإعلامية وميليشيات الأقلام التي تحرض على التراجع والهروب إلى الأمام ، لكن حكمة القائد علي عبد الله صالح كانت أقوى من الاستفزازات والتحريضات والتعبئة الانفصالية والمناطقية ولغة الغمز واللمز رد عليها بتشكيل لجنة الحوار الوطني التي حاولت احتواء الموقف وخرجت بوثيقة العهد والاتفاق .

وأكد انه ومع كل الملابسات والطروحات التي طرحت حول هذه الوثيقة فإن القائد علي عبد الله صالح كان مرناً وتقبل الوثيقة ووقع عليها دون تردد حرصاً منه والتزاماً بنتائج الحوار الذي شاركت فيه كل الأطراف السياسية والاجتماعية ، وهو موقف تاريخي ذا حنكة سياسية تسجل له في سياق الحفاظ على الجميع وحرصاً منه على إنجاح التجربة ، وكان الطرف الآخر الممثل في النائب علي سالم البيض وبعض أعضاء المكتب السياسي معه سبباً في تعطيل تنفيذ الوثيقة .

وعلى الصعيد القومي قال قاسم سلام ان حكمة القائد تجلت في قيادة الحوار الهادئ مع دول مجلس التعاون الخليجي والتقدم خطوات في العلاقة وتهيئة الأجواء لإنضمام اليمن للمجلس ومشاركتها على مستوى المكاتب وتخطيط الحدود وحسمها بشكل نهائي مع المملكة العربية السعودية وعمان ، مما لعب دوراً في التقارب وتمتين العلاقة العلاقات الأخوية التي تخدم المصالح المشتركة ومواكبة المتغيرات والتطورات داخل الجزيرة والخليج بشكل خاص وعلى الصعيد القومي بشكل عام .

كما تمكنت قاعدة الحكمة من تجنيب اليمن حرب مع ارتيريا بعد احتلالها جزر حنيش ولجوء اليمن إلى التحكيم الدولي وحل المشكلة ودياً لتبرز بوضوح قدرة الرئيس في التعاطي مع القضية بصبر وحنكة سياسية وحكمة .

واعتبر قاسم سلام " تجمع صنعاء " أحد نتائج الحكمة وقاعدة الحوار التي تمكن من خلالها الرئيس من مدر الجسور بين دول ذلك التجمع وقال لقد ثبتت أهمية هذا التجمع ومحاولات حل مشكلة الصومال في ظل حمى القرصنة والتدخلات التي لا شك أنها قد تكون مدخلاً لتدويل البحر الأحمر وباب المندب بهدف إعطاء الكيان الصهيوني المزيد من الهيمنة وحرية التحرك في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي ،.

وتحدث سلام عن مبادرة القائد علي عبد الله صالح لتطوير الجامعة العربية كمحاولة جادة لمواجهة كافة التحديات المحيطة بكافة الوطن العربي وصولاً إلى تحقيق الإجماع والموقف العربي الموحد لمواجهة الكيان الصهيوني المتغول وتحقيق قيام الدولية الفلسطينية وعاصمتها القدس والتحرر من النفوذ الأجنبي والهيمنة التي تحاول فرض سيطرتها وتنفيذ مخططاتها الرامية إلى خلق الفتنة الطائفية والعرقية وترسيخ المناطقية في المنطقة.

دبلوماسية المبادئ الثابتة

الباحث والأستاذ بجامعة صنعاء نجيب غلاب الباحث والأستاذ بجامعة صنعاء نجيب غلاب استعرض في ورقة عمل عنونها بالمبادئ الأساسية المؤسسة للدبلوماسية اليمنية كما تجلت في الخطاب السياسي للرئيس على عبدالله صالح سياسة اليمن الخارجية وارتباطها بشكل عميق مع الحاجات الداخلية .

وقال إن الرئيس علي عبد الله صالح أكد أنه لابد أن تكون الدبلوماسية اليمنية متوازنة ومتطابقة مع السياسة الداخلية وملتزمة بأهداف الثورة، "ومستلهمة تطلعات الشعب وطموحاته". وأن لا تتجاوز المبادئ الثابتة لليمن، وأن تعكس حركة التغيير الإيجابي في حياة الشعب.

واعتبر غلاب مبدأ عدم الانحياز نتاج حاجة داخلية مستشهداً بقول الرئيس صالح: "نعتقد أن إتباع سياسة مستقلة تعتمد على مبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وتحرص على المصالح العليا للبلاد هو الذي كفل لبادنا وشعبنا أن يتمتع بمكانة متميزة تجاوز بها كل أشكال التبعية سواء كانت سياسية أم اقتصادية".

وفيما يخص الديمقراطية مثلا كمرتكز للعملية التنموية في الداخل يعتقد الرئيس بحسب غلاب أنها قد عززت دور اليمن إقليميا وعربيا وهي تعبير عن الاستقلال في نهج السياسة الخارجية فـ"امتلاك الشعب لإرادته هو حجر الزاوية في امتلاكه القدرة على صياغة علاقاته الخارجية بوضوح وعقلانية حسب ما ترسمه المبادئ الثابتة"،.

وأضاف نجيب غلاب إن سلوك اليمن الخارجي ارتبط بالسعي لتحقيق الأهداف الداخلية حيث حاول الرئيس علي عبد الله صالح خلال حكمه أن يرسخ شرعية الحكم على أساس ثوري ديمقراطي مع اعتماد شرعية الإنجاز، ممحوراً أهدافه حول أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م، واعتبارها عصارة معاناة الشعب اليمني، وتجسيد للإرادة الوطنية التحررية اليمنية.

وخلص نجيب غلاب إلى أن الأهداف الأساسية للرئيس صالح تمثلت في تحقيق التنمية الشاملة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين ،وتحقيق الوحدة اليمنية على أسس وطنية وقومية وإسلامية، وبمناخ من الود وبالأسلوب السلمي الديمقراطي،والمحافظة على الوحدة وتجاوز كل مخلفات ورواسب التشطير. وإرساء قواعد الديمقراطية والعدل الاجتماعي، وتعزيز الممارسة الديمقراطية وإثرائها وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، وترسيخ الديمقراطية وتجذيرها وتأصيلها في المجتمع.

بالاضافة الى بناء الدولة اليمنية الحديثة المؤسسة على النظام والقانون،وتطوير القوات المسلحة والأمن،والتضامن العربي وتجاوز الخلاف، والعمل على تدعيم التضامن العربي،وضمان الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وعودته إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة. بناء علاقات متوازنة مع دول العالم.

وتحدث غلاب عن الأعداء في النسق الفكري للرئيس علي عبد الله صالح باعتبار مفهوم العدو والصديق جوهري في العلاقات الدولية والمبدأ الذي يحكم السياسة الخارجية يقول "لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل هناك مصالح دائمة".

وأشار غلاب إلى أن الرئيس صالح لا يشير إلى أعدائه بوضوح إلا في الحالة التي تصبح المخاطر المهددة لأهدافه قادرة على القضاء عليها من قبل الآخر وانه عادة ما كان يخفي أسم العدو ويشير إلى طبيعته، وهذه المسألة تعود إلى مرونة في التعامل مع الأعداء بهدف ترك الأبواب مشرعة للمصالحة خصوصا إذا كان العداء ناتج عن وضعية غير طبيعية ولدي الرئيس رغبة في تجاوز هذا العداء، أو أن ذكر العدو يتناقض مع هدف له أولوية في أهدافه السياسية، فالأولوية لدى الرئيس صالح هي تحقيق الهدف وفق الإستراتيجية المتوائمة مع الهدف، مدللاً على ذلك بعدم ذكر الرئيس صالح أسم أي دولة عربية كعدو حتى في الحالات التي تهدد أهدافه لأن التضامن العربي كهدف يمثل أولوية.

وأضاف أن استراتيجيات الرئيس للتعامل مع الأعداء كانت هي السعي الجاد لإحداث تحول في موقف العدو نحو التعاون والعمل معا من اجل أهداف مشتركة أو أقناع العدو أن أهداف الرئيس هي في الأساس تخدم المصالح المشتركة؛ مشيراً إلى حملة مضادة استهدفت الوحدة قبل إعلانها وبعد إعلانها طلب منه في إحدى المقابلات الصحفية إن يحدد دول أو تنظيمات أو قوى سياسية محددة ولكنه أجاب " إننا هنا لا نحب آن نطلق اتهامات بدون أدلة ولكننا على يقين بان من يحاول بأي صورة ضد اليمن وأي قطر عربي سياسيا واقتصاديا أو عسكريا هو عدو للوحدة اليمنية وللأمة العربية على حد سواء ".

وقال غلاب ان الرئيس حدد بشكل واضح إسرائيل والتي ظهرت كعدو مركزي في فكره السياسي كما تجلى في خطابه السياسي وحدد أيضا الصهيونية العالمية والامبريالية وجميعها يرتبط بعلاقة عضوية مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي مرجعاُ هذا العداء إلى العدو حيث أوضح الرئيس أن سياسة إسرائيل تقوم علي العدوان والتوسع والتدمير، والإسرائيليون هم صهاينة غزاة أقاموا كيانهم على العدوان والإرهاب وإقلاق الأمن والسلام والتوسع في بناء المستعمرات.

ولفت نجيب غلاب إلى أن الإستراتيجية السياسية أخذت في هذه الفترة مسارات مختلفة حسب القضايا السياسية التي تتناولها إلا أنه يمكن القول أن الأسس المبدئية للسياسية الخارجية للرئيس علي عبد الله صالح كانت تقوم على أساس مبدأ التوفيق المتبادل .

واشار غلاب إلى أن السياسة الخارجية لليمن مع الدول الكبرى ترتكز على قاعدة "علاقتنا مع الدول الكبرى قائمة على الالتزام بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والانفتاح على الجميع "

وصنف السياسة الخارجية اليمنية على أنها تقوم على الالتزام بالثوابت المبدئية والتعامل العقلاني والمسئول مع كافة الأحداث والمواقف والمتغيرات" وهذا ما جعلها واضحة.
وهذا يوضح اعتقاد الرئيس صالح فيما يخص إمكانية بناء علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على الاحترام المتبادل واحترام السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الإيجابي والمثمر وفي الوقت نفسه الدخول معها في نوع من المقاومة عندما تناقض سياستها مع المبادئ الأساسية والأهداف الرئيسية للرئيس صالح.

وأكد غلاب أن الرئيس ظل حريصاً على إبعاد اليمن عن الصراعات الدولية لذلك كان دائماً يؤكد على فكرة الحياد الايجابي للسياسة الخارجية اليمنية. وتبنى سياسة مواجهة التيارات السياسية الخارجية لأنها حسب تصوره تتحول إلى أدوات لخدمة المصالح الدولية الداعمة لها ، كما كان يؤكد دائما على ضرورة أن يبقى البحر الأحمر بعيداً عن كل أنواع الوجود العسكري الأجنبي وكل أنواع الصراعات الدولية بهدف إبعاد اليمن عن الصراعات الدولية حتى يكون قادرا على الحفاظ على استقلاله

وعن دور اليمن الدولي قال غلاب أن الرئيس علي عبد الله صالح وضع إستراتيجية تقوم على أن تتخذ اليمن قراراتها بشكل مستقل بما يخدم مصالحها باعتباره دولة غير منحازة لأي طرف دولي من أطراف الصراع الدولي وسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز هي سياسة واقعية نابعة من ظروف اليمن وهذه السياسة عززت من المكانة المتميزة والشخصية المستقلة لليمن على مستوى الدولي، وجعلها قادرة على التعامل مع كل الدول على اختلاف أنظمتها الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق مصالح اليمن الوطنية والقومية. وأيضا جعل صداقة اليمن مع دول العالم " مبنية على الانفتاح ومبنية على الحياد ".

الدور الثاني هو العمل من أجل التعاون والتكامل والتضامن العربي وذلك لأن اليمن تؤمن أن الأمة العربية يشدهم نسيج واحد من الانتماء لتاريخ واحد وعقيدة واحدة ولغة وحضارة واحدة، لذلك فدور اليمن الأساس في هذا المستوى يقوم على بناء المزيد من جسور التكامل القومي اقتصاديا وثقافياً واجتماعيا وسياسياً عبر تطوير علاقات التعاون وتصعيد نشاطاته.

أما الدور الثالث بحسب غلاب فهو مناصرة والدفاع عن قضايا التحرر والعدل والسلام وسياسة اليمن محكومة بقول الرئيس علي عبد الله صالح "سنظل ملتزمين بمواقفنا الثابتة في مناهضة العنصرية ودعم حركات التحرر الوطني ومناصرتها في نضالها من أجل استقلالها وحرية بلدانها". وأيضا دعم "القضايا الإنسانية العادلة والعمل على مكافحة التفرقة العنصرية " "المعادية لقيم الحق والمساواة بين جميع البشر ".

وقال ان :أدوار اليمن السابقة متكاملة ومترابطة وهذا كفل لليمن الحفاظ على مكانتها الدولية وجعل لدورها الفعالية المرجوة قومياً وإسلامياً وفي إطار حركة عدم الانحياز إلى جانب دعمها ومناصرتها لكل قضايا التحرر الوطني في العالم ومناهضة العنصرية والنضال من أجل السلام العالمي والإسهام في كل ما يخدم خير البشرية ويخلق الاستقرار في العالم ".

وقال نجيب غلاب انه في ظل فهم الرئيس للمنظومة الدولية والإقليمية ونتيجة للتغيرات حدث بعض التحول في فهم دور اليمن ومع التغيرات الداخلية أصبحت اليمن دولة مستقلة ونشيطة وداعية سلام وهي نموذج للديمقراطية الناشئة والملتزمة بالقانون الدولي والمحاربة لكل أنواع التطرف والإرهاب وداعمة لكل قضايا التحرر الوطني.

وذكر بخطاب الرئيس صالح عن آليات عملية لإصلاح الوضع العربي وأهم الآليات الممكنة التي من الممكن من خلالها يتم تجاوز الواقع العربي القائم على الفرقة والشتات إلى التضامن والتعاون:

وتحدث غلاب عن سعي اليمن لتفعيل دور جامعة الدول العربية لكي ينهض بواجباته في خدمة التضامن العربي وقضايا الأمة".وأيضاً "لخدمة الأهداف المشتركة وبصورة خاصة دعم القضية الفلسطينية ومساندة جهود السلام العادل والشامل والكامل في المنطقة وبما يضمن الأمن المشترك لدول المنطقة والتعاون المستمر فيما بينها".

وقال لقد وضع الرئيس صالح شروط لتفعيل دور الجامعة فـ"الجامعة العربية هي انعكاس لموقف القيادات العربية فقوة الجامعة هو موقف القيادات العربية، إذا موقفها قوى فهو موقف القيادات العربية وإذا موقفها ضعيف فهو انعكاس لموقف القيادات العربية وللموقف العربي وغياب التضامن، فمتى ما وجدت وحدة الصف ونبذت الخلافات وتم ترك ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية سيكون دور الجامعة فاعلاً إذا أرادت القيادات العربية لهذه الجامعة أن تلعب هذا الدور" .وأيضاً تفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي.

واشارغلاب إلى سعي الرئيس صالح لإيجاد إستراتيجية موحدة للأمن القومي العربي كمنظومة متكاملة والسعي إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يضمن تشابك المصالح بين الأقطار العربية"

وأضاف نجيب غلاب أن حركة التاريخ مشروطة في عقائد الرئيس صالح بالإنسان وقدرته على الشعور والاستفادة من التاريخ ودروسه، فالحركة التاريخية للعرب القائمة على السير بخطى تقدمية والتي لا يمكن أن ترجع إلى الوراء وأن أصابها بعض التراجع لظروف موضوعيه.

وعلى المستوى العربي قال غلاب إن الرئيس صالح اعتقد أن هناك قاعدة ثابتة تحكم التاريخ العربي فحواها أن العرب لا يحققوا انتصاراتهم إلا بالوحدة والتمسك بالقيم، والهزائم تلحق بهم كلما استسلموا للرغبات والأهواء الذاتية والتفكك وغياب الهدف وبالتالي فإن تضامنهم ضرورة تاريخية تحتمها التحديات والمؤامرات التي تواجههم ناهيك عن الحاجة والضرورة الإستراتيجية وقيم الإخاء والمصالح المشتركة.


نهج المشاركة الشعبية

الدكتور أحمد الكبسي استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور أحمد الكبسي استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أشار في ورقة عمل قدمها في الندة إن السلطة قبل 1978م لم تكن تحكم أكثر من أمانة العاصمة نظراً للتمرد في شمال اليمن ونشاط الجبهة في المناطق الوسطى.

وأضاف إن إصرار الرئيس علي النهج الديمقراطي والتعددية السياسية مكن الشعب من المشاركة في الحياة السياسية بفاعلية كبيرة أفرزت استقراراً وازدهاراً في الواقع السياسي اليمني.

وقال الكبسي :إنه بعد تولي رئيس الجمهورية للحكم تحولت اليمن إلى فيله للشركات النفطية والأجنبية الراغبة بالاستثمار في المجال النفطي في اليمن.

وتحدث الكبسي عن تكهنات كانت تقول أنه لن تقوم انتخابات بعد 1993م لكن التزام الرئيس علي عبدالله صالح بقيام انتخابات 1997م البرلمانية و1999م الرئاسية و(2003م النيابية و(2006/ الرئاسية التي عدت أول انتخابات تنافسية حقيقية في الوطن العربي بشهادة المنظمات الدولية جعلت من اليمن نموذجاً انتخابياً ناجحاً في المنطقة.

ولفت الكسبي إلى أن اليمن قبل 1978م كانت لا تستطيع إبرام أية صفقة سلاح دون موافقة دول أخرى إضافة إلى قيود وضغوط كانت تفرض على الرؤساء حال رغبوا بزيارات دولية إلا أن الرئيس علي عبدالله صالح كسر هذه القاعدة وأوجد استقلالاً للقرار الوطني وفرض سيادة الوطن في كل الاعتبارات.


كسر جدار الشمولية ورفض الإقصاء والإلغاء

رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 اكتوبر للصحافة الكاتب احمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 اكتوبر للصحافة الكاتب احمد الحبيشي قال في ورقة قدمها في الندوة إن الرئيس علي عبد الله صالح جاء إلى الحكم في بلد مشطر إلى جزئين متنافرين.. ولأنه واحد من جيل الشباب الثوري الذي نشأ وعيه في واقع راكد حركته رياح الثورة اليمنية، فقد كان أبرز ما تميزت به تجربته في الحكم هو انطلاقها من مدرسة واقعية جديدة في التفكير تنتسب إلى الثورة في مشروعها الرامي إلى التغيير، بقدر ما تنتسب في الوقت نفسه إلى واقع متخلف فشلت في تغييره مشاريع سابقة لتيارات سياسية وفكرية شمولية، يفترض كل واحد منها تمثيل الحقيقة دون سواه، الأمر الذي قاد إلى هيمنة أنماط متصادمة للتفكير النظري والممارسة العملية لا يوحّد ها سوى قاسم مشترك هو أيديولوجيا الإلغاء التي أفرزت صراعات وإنقسامات حادة داخل المجتمع، لم تنج منها النخب الثورية نفسها ما أدّى الى إصابتها بالتمزق والضعف والتناحر والتحلل.

وأضاف إن الفعاليات الثقافية التي يحتضنها معرض صنعاء الدولي للكتاب تشير إلى مسار يتسم بالنزوع إلى التقدم الثابت في حياتنا الثقافية بصرف النظر عن المصاعب التي تواجه هذا المسار.

وذكر الحبيشي بأول معرض دولي للكتاب في صنعاء في بداية عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعود إليه الفضل في تنويع مصادر المعرفة وإفساح المجال لتداول ونشر الكتب ذات الأفكار المختلفة على طريق تفكيك بنية الثقافة الأحادية التي سادت الحياة السياسية والفكرية والثقافية تحت تأثير الحقب السياسية التي هيمنت عليها مشاريع حزبية وفكرية قديمة ، تحت شعارات وطنية أو دينية أو قومية أو إجتماعية.

وقال إن الرئيس علي عبدالله صالح أعطى توجيهاته لمستشاره الثقافي الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس جامعة صنعاء آنذاك ، ووزير الإعلام والثقافة حسن اللوزي بضرورة تجسيد التعدد والتنوع في محتويات المعرض ، وكسر جدار الشمولية والأحادية من خلال السماح بعرض وبيع الكتب التي تجسد حضور مختلف التيارات الفكرية الماركسية والاشتراكية والقومية والإسلامية في المعرض والمكتبات ، الأمر الذي دشن عهدا جديداً في مسار تطور المكتبة اليمنية باتجاه المزيد من الحرية والتعدد والتنوع والانفتاح .

واعتبر الحبيشي ما حدث في معرض صنعاء الدولي الأول للكتاب توجها ثابتا للرئيس علي عبدالله صالح في مسار تأسيس ثقافة سياسية جديدة تنزع نحو قبول قيم الحرية والتعدد والتنوع والاعتراف بالآخر ، وترفض كل أشكال الإقصاء والإلغاء والانفراد ، وهو ما انعكس في وقت لاحق على مسار تطور الحركة الوطنية والعمل السياسي في عموم الوطن اليمني .

وأكد الحبيشي أن الرئيس علي عبد الله صالح أسهم في تأسيس ثقافة سياسية جديدة ، يستحيل بدونها معافاة جراح الصراعات السياسية السابقة ، وصياغة مشروع وطني للتغيير يجسد روح وأهداف الثورة اليمنية ، ويتجاوز رواسب المشاريع القديمة التي تميزت بالإفراط في افتراض تمثيل الحقيقة ، والاستغراق في اجترار ثقافة الإلغاء والإقصاء التي كانت على الدوام نقيضاً للحرية وصنواً للاستبداد وعدواً للمعرفة ، بعد أن أفرطت في فرض وصايتها على العقل والحقيقة من خلال إضفاء القداسة على الإيديولوجيا السياسية بمختلف طبعاتها الدينية والطبقية والقومية على حد سواء .

وأشار رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر إلى تفاعل البعد الثقافي الجديد لحقبة الرئيس علي عبد الله صالح مع الأبعاد الوطنية التي جسدها قيام إتحاد الأدباء والكتاب والكتاب اليمنيين في السبعينات كرد فعل لمشروع توطين التجزئة وتبريرها بواسطة تلفيق إيديولوجيا ثورية أو دينية تلفيقية.

وأوضح أن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وجد في مناخ المرحلة الجديدة حوافز قوية لتعظيم مساهمة الثقافة الوطنية والمثقفين الوطنيين في الفصل بين سؤال الوحدة ومأزق الأيديولوجيا .

وتحدث الحبيشي عن فترة الثمانينات من القرن العشرين المنصرم والتي شهدت تعاظماً ملحوظاً لنشاط حملة الفكر والثقافة والأدب المنضويين في إطار اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان أول نواة موحدة للمجتمع المدني المستقل عن حكومتي الشطرين ، وأول منظمة اجتماعية غير حكومية تمثل ضمير اليمن الثقافي الوطني في ظل دولتين شطريتين .

وذكر الحبيشي بحرص الاتحاد على تفعيل الدور الوظيفي للثقافة الوطنية في مواجهة واقع التشطير، وجسد ذلك عملياً في بنيته التنظيمية وأهدافه ووسائله ، باتجاه الاستجابة لتحديات الوحدة .

وقال الحبيشي لم يكن من قبيل الصدفة أن يجد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في نهج الرئيس علي عبدالله صالح بعد وصوله إلى الحكم بيئة مثالية لتجسيد أهدافه ، فقد عجز الإتحاد منذ تأسيسه عام 1973م عن عقد اجتماعات هيئاته القيادية المنتخبة في صنعاء بحسب نظامه الداخلي الذي نص على أن الوطن كله لا التجزئة هو ساحة نشاطه ، وأن تنعقد اجتماعات مجلسه التنفيذي مرة كل ستة أشهر في عدن وصنعاء بالتناوب وكذلك الحال بالنسبة لمؤتمراته العامة.. ولم يتمكن الإتحاد من فتح مقر له في صنعاء وعقد اجتماعات هيئاته القيادية ومؤتمراته العامة فيها بصورة منتظمة إلاّ في فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم يكتف بتمكينه من ذلك فقط ، بل وبتخصيص موازنة سنوية لمناشطه وفعالياته الإبداعية الوحدوية ، فيما كان الرئيس حريصا على اللقاء بأعضاء المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في كل دورة يعقدونها في صنعاء ، كما كان يخصص ليلة رمضانية للقاء بالمثقفين والأدباء والكتاب اليمنيين من شطري الوطن قبل الوحدة للاستماع إليهم ومناقشة المسائل التي تتعلق بسبل النهوض بالثقافة والأدب والفكر في اليمن.

ولذلك فقد كان طبيعيا أن يلعب هذا الاتحاد ، وأن تلعب الثقافة الوطنية ، دوراً حيوياً في دعم ومؤازرة مبادرة الرئيس على عبد الله صالح الوحدوية التاريخية التي عرضها على قيادة الشطر الجنوبي من الوطن في أواخر الثمانينات ، وتوجت بالتوقيع على اتفاق 30 نوفمبر 1989م ، واتفاق 22 ابريل 1990 الملحق بمشروع دستور دولة الوحدة ، وصولاً الى إعلان قيام الجمهورية اليمنية والتحول نحو الديمقراطية في الثاني والعشرين من مايو 1990م العظيم.

تعليم يفترش خارطة الوطن

أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور احمد باسردة أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور احمد باسردة قال إن علي عبد الله صالح يعد عضواً في تنظيم العظماء، من خلال حفاظه على مبادئ ثورة ( 26) سبتمبر و(14) أكتوبر، ومواصلته لمسيرة التنمية والتحديث في المجتمع، وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون، وبإيمانه العميق بوحدة الشعب اليمني ومصيره الواحد، وبذله لكل الجهود لتحقيق هذه الأمنية الوطنية في (22) مايو 1990م.

واضاف باسردة إن ظروف اليمن قبل عام 1978م وحالة الفوضى واللااستقرار تحولت في عهد الرئيس إلى حالة الأمن والأمان كخطوة أولى استعاد الناس ثقتهم بالدولة، .

واعتبر باسردة أهم إنجازات الرئيس القائد هو التعليم الذي افترش خارطة الوطن، والتنقيب عن النفط في عام 1981م، وإعادة بناء سد مأرب 1986م، إضافة الى الإنجاز الكبير وهو إعادة تحيق الوحدة اليمنية.

وأشار باسردة إلى أن الوحدة فتحت آفاق رحبة أمام اليمن، استفادة منها سياسياً وتعددياً وديمقراطياً، وأصبح لليمن مكانة هامة في الخارطة الإنسانية، ورقما مهماً على الصعيد الإقليمي مكن اليمن من تبني قضايا مهمة كقضية ( فلسطين ) و بعض الدول الأفريقية مثل ( الصومال – ارتيريا –جيبوتي) وكذا القضية اللبنانية بل أصبح اليمن عاملاً مهماً من عوامل الأمن الإقليمي والدولي خلال العقود الثلاثة الماضية من حكم الرئيس.

وذكر الدكتور احمد باسردة بالزيارة التاريخية الأولى للرئيس علي عبد الله صالح الى عدن في الـ(30) من نوفمبر في عام 1981م، وأيضاً الزيارة التاريخية في الـ(30) من نوفمبر من عام 1989م والتي شكلت نقطة تحول تاريخي في مسار العمل الوحدوي .

استقرار سياسي حقق التنمية

الدكتور طه الفسيل الخبير الاقتصادي وتناول الدكتور طه الفسيل الخبير الاقتصادي المعروف في ورقة بعنوان " ثلاثة عقود من التنمية الشاملة ", الأوضاع الاقتصادية وأحوال التنمية منذ تولي الرئيس علي عبد الله صالح زعامة اليمن حتى اليوم.

وأكدت الورقة أن الاستقرار السياسي الذي تحقق في عهد الرئيس بخاصة خلال الفترة 1982 - 1989م مكن اليمن من تحقيق إنجازات كبيرة ومعدلات نمو عالية.
ونوهت بثلاثة مسارات أساسية للتنمية في عهد علي عبد الله صالح تمثلت في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أبعادها, إعادة البناء المؤسسي والتنظيمي للدولة, بناء القوات المسلحة بناء نوعيا متفردا.

وبينت الورقة أن التنمية الاقتصادية في عهده مرت بأربع المراحل الأولى خلال الفترة 1978 - 1990م حققت خلال عملية التنمية معدلات نمو كبيرة, والثانية 1991 - 1994م وتمثل مرحلة فقدت التوازن والانهيار الاقتصادي, ا لثالثة 1995 - 2005م وهي مرحلة الإصلاح الاقتصادي, الرابعة 2006 - 2008م مرحلة البناء المؤسسي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "إستطلاعات وتقارير"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024