الحوار لبقاء الأمن ربما من أهم ما يطمئن المواطن على أن اليمن ستبقى بخير خطابات فخامة الرئىس الهادئة دائما، فهي تمثل خطابات الأب الحكيم الحريص على حياة أبنائه، وعلى مستقبلهم، وعلى عكس التصعيدات الإعلامية لدى الجانبين - السلطة والمعارضة - هذه الأيام نجد الرئيس يعلن نظرته الثاقبة للمستقبل ويفتح قلبه للجميع، لأنه الأب الحكيم الذي يعرف أن ممارسة القسوة ضد أي من أبنائه لن تريح الأب ولن تصلح الابن، لذلك نراه دائما يتسامح باستمرار، ويدعو إلى الحوار في كل الأحوال. أتمنى أن ينظر القادة في جميع الأحزاب إلى أن الحوار هو صمام الأمان للوصول إلى حل يرضي الوطن أولاً وأخيراً، ويؤمنوا بأن دعوة الرئيس للحوار دعوة صادقة، وأن ينظروا إليها نظرة جدية ويتقبلوها، فالحوار هو الحل لأي مشكلة، وما دخلت القوة في شدة إلا زادتها اشتعالا، ولا مورست القوة في بلد إلا أوصلته إلى طرق أخرى لا تكون نهايتها سعيدة.. نحن مقبلون على عيد الأضحى، وهو مناسبة عظيمة جعلها الله سبحانه وتعالى للتسامح وإعادة المحبة إلى قلوب المسلمين، ولا بد لكل مسلم أن يراجع أفعاله وأقواله في هذه الأيام المباركة التي يباهي الله الملائكة فيها بالحجاج الخاشعين، الذين يملأون الارض والسماء بالتلبية، ومازال الأمل يحدونا، ونتوقع أن يتحاور حكماء اليمن في السلطة والمعارضة مع أنفسهم عند صحوهم وقبل نومهم حول الأمانة التي تقع على عواتقهم تجاه المواطن والوطن في المقام الأول، وأن يفكروا في مستقبل المواطن البسيط الذي لا يملك من أرصدة المواطنة إلا النوم الهادئ في ظل السلام والأمن، ويتمنى في صلواته ألا يستمر التنافر بين الحكماء وأن يقودوا البلد إلى بر الأمان.. الشعب اليمني يعرف أن لكل حزب إنجازاته الوطنية، وله عثراته، كما ان لكل حزب مميزاته وعيوبه، كون الأحزاب من البشر الذين لا يملكون الكمال، وربما لو اجتمعت مميزات كل الأحزاب في إدارة الدولة لوصل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة في فترة قصيرة... فلماذا لا تحاول الأحزاب استثمار مميزاتها للتقارب في ما بينها ولخدمة الوطن؟ ولماذا لا تتخلى عن ما يغضب الناس فيها حتى تكسب التأييد الكامل؟ نعرف أن قادة الأحزاب كلهم أبناء وطن واحد، وكلهم يعلنون أنهم يسعون إلى خدمة هذا الوطن، وكلهم متفقون على هذا الهدف، ومادامت الغاية واحدة فنتمنى أن تكون الوسائل لتحقيقها نظيفة وسلمية، وأن يصلوا إلى حلول في غرف الحوار لا في الشارع، حتى يشعر المواطن اليمني في كل الأحزاب بأنه قد أحسن اختيار قادته، ويحق له أن يفخر بهم، لأن انتقال الحلول إلى الشارع معناه إتاحة الفرصة لزعزعة الأمن والاستقرار، إذ ليس كل من في الشارع يمتلكون الوعي بتصرفاتها، ولا يستطيع القادة قيادة الشارع إذا ثار، ودائما ما تنتهي احتجاجات الشارع بضحايا إما بشرية أو تنموية، ومهما كانت بسيطة إلا أنها مؤثرة على صورة اليمن لدى الآخرين، وبالتالي على الاستثمار الخارجي والداخلي.. المواطن اليمني قنوع لا يطمع في مكاسب خيالية، ولا يريد من قادته إلا أن يتمثلوا قوله تعالى «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، فاذا وجد المواطن اليمني الأمن والغذاء سيدافع عن قادته ويدعمهم في كل الأحوال، ولن يتوفر الغذاء إلا بالمشاركة في التنمية، ولن تستمر التنمية إلا بالأمن، فالأمن هو العامل الأساسي لحياة الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ولا يمكن أن يتحرك الناس من بيوتهم إلا إذا توفر الأمن، ونحن مازلنا نعيش آمنين مطمئنين على أنفسنا وعلى أطفالنا، ونتمنى في كل صلواتنا أن يستمر الأمن والأمان، ونلح في الدعاء في هذه الأيام المباركة بأن يهدي الله حكماء اليمن ويفكروا بالحوار الهادئ ليخرجوا الوطن من أزمة المناكفات الإعلامية، ويعيدوا لأذهان العالم معنى «الايمان يمان والحكمة يمانية». كلية التربية - جامعة صنعاء [email protected] |