بقلم-نصر طه مصطفى -
عائلة واحدة في كيان قوي
يجتمع اليوم ما يقارب الألف من صحفيي اليمن في أول تظاهرة صحفية من نوعها في تاريخنا المعاصر ليقرروا مستقبل نقابتهم، ويختاروا قيادتهم الجديدة... وينظر المرء بإعجاب كبير لهذا الجو المفعم بالحيوية، وهذا الزخم الانتخابي الكبير، وهذا التفاعل الرائع المصاحب لأجواء انعقاد المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين اليمنيين، والذي أطلق عليه المؤتمر التأسيسي باعتباره أول مؤتمر ينعقد بناء على قوام عضوية صحيح خال من الشوائب بعد جهود جبارة استمرت ما يقارب خمس سنوات من التدقيق والتمحيص بروح مسئولية عالية بعيدة عن المجاملات والمزايدات. والتي تكللت بانضمام ثمانية من الزملاء مؤخراً بمبادرة من مجلس النقابة إلى لجنة القيد لمزيد من التمحيص تتويجاً لروح وحدة الأسرة الصحفية التي تجسدت خلال السنوات الأخيرة نتيجة المبادرات والجهود التي قام بها مجلس النقابة لإنهاء أجواء المقاطعة، والتوتر التي سادت أعمال المؤتمر الثاني وأسفرت عن انضمام كافة الزملاء من صحف المعارضة، وغيرها إلى عضوية النقابة، والتئام العائلة الصحفية اليمنية في كيان واحد قوي له مكانته المعتبرة في الداخل والخارج.
لأول مرة يجتمع هذا العدد من الصحفيين اليمنيين تحت سقف واحد تجمعهم هموم المهنة، والبحث عن مستقبل أفضل لكيانهم النقابي، وسيكون عليهم جميعاً حسن الاختيار للقيادة الجديدة؛ بحيث يجسدوا من خلال أثنى عشر عضواً في المجلس خارطة اليمن مهنياً، ومؤسسياً، وجغرافياً، وسياسياً ليجد في النهاية كل صحفي من هذا القوام الكبير نفسه موجوداً في المجلس الجديد، مطمئناً إليه، واثقاً أنه سيجسد كل آماله، وطموحاته ورؤاه لمستقبل أفضل للمهنة.
إن هذ المؤتمر حدث كبير بكل معنى الكلمة، ويجب أن يكون ما يسفرعنه كبيراً في معناه، ومبناه، وهو ما يفرض على الأسرة الصحفية عدم الاكتفاء فقط بالاستماع لتقارير المجلس الحالي وانتخاب المجلس الجديد وحسب، بل الوقوف أمام العديد من القضايا المتعلقة بالمستقبل المهني، وتحدد كيفية وآلية إعادة النظر في نظامه الأساسي، ويصدر العديد من التوصيات، والقرارات المتعلقة بشئون المهنة ، بما في ذلك تكليف المجلس الجديد بالمزيد من التدقيق في العضوية، وشروطها وإعطائه صلاحيات كاملة في مراجعة العضوية والتدقيق فيها ميدانياً.
ليسمح لي الزملاء أن أحييهم في هذا اليوم الكبير، وأدعوهم لمحاسبة المجلس الحالي للنقابة، ولكن بمسئولية، وموضوعية، وتقدير لكل الجهود التي بذلها خلال الفترة الماضية، والتي لولاها ما كان لنا أن نجتمع في هذا اللقاء التاريخي الهام، وتحت قبة واحدة؛ فلمؤتمرنا هذا كامل التوفيق، ومن نجاح إلى نجاح إنشاء الله.
| 
2003-2025 