البشير يعود إلى السودان بعد زيارة إلى ليبيا عاد الرئيس السوداني عمر البشير إلى بلاده بعد زيارة إلى ليبيا هي الثالثة له إلى دولة مجاورة منذ صدور مذكرة اعتقال بحقه من محكمة الجنايات الدولية. وكان البشير قام بزيارة قصيرة الى مدينة سرت في ليبيا اجرى خلالها محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي. وخلال الزيارة أعرب وزير الخارجية السوداني دينق الور في تصريحات نقلها التلفزيون الليبي عن ترحيب الخرطوم بشركاء جدد لملء الفراغ الذي نشأ عن طرد الحكومة السودانية 13 منظمة أجنبية كانت تعمل في دارفور. وبينما كان البشير في ليبيا، قال السفير الليبي لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم إن بلاده والأمم المتحدة تحثان الرئيس السوداني على إعادة النظر في طرد منظمات الإغاثة من دارفور. وأضاف شلقم الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي الشهر الحالي إن أعضاء المجلس اتفقوا الخميس على أن البشير "يجب أن يعيد التفكير في قرار تعليق الأنشطة" الخاصة بالمنظمات. وزار البشير ارتيريا منذ عدة ايام، كما قام يوم امس الاربعاء بزيارة قصيرة الى القاهرة. وأعلن مكتب البشير في وقت سابق انه سيزور اثيوبيا. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد انتقد مذكرة القاء القبض الصادرة بحق البشير، إذ قال للامين العام للامم المتحدة بان كي مون إنها (اي المذكرة) تشكل "سابقة خطيرة تهدد استقلال وسيادة الدول الضعيفة وخياراتها السياسية." وقال القذافي، الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي، إن محكمة جرائم الحرب الدولية تمارس "الانتقائية"، وانها "تعتمد معايير مزدوجة باستهدافها الدول الافريقية ودول العالم الثالث." "موقف واضح" وقال التلفزيون الحكومي الليبي إن الزعيمين ناقشا الوضع الراهن في اقليم دارفور و"الجهود المستمرة لاحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة." وأضاف التلفزيون الليبي إن الرئيس السوداني شكر القذافي "لموقفه الواضح ازاء مذكرة القاء القبض التي اصدرتها المحكمة الدولية." وقال إن "البشير كرر عرفان السودان للمواقف التي اتخذها القذافي والشعب الليبي." تحذير وكان مكتب رئيس الادعاء في محكمة جرائم الحرب الدولية لويس مورينو اوكامبو قد حذر البشير يوم امس الاربعاء بأنه لن يستطيع التملص من متطلبات مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، وانه لن يتمكن من مزاولة نشاطاته وكأن شيئا لم يكن. ودعا أوكامبو في مقابلة خاصة بـ بي بي سي السودان إلى اعتقال البشير وتسليمه للمحكمة، وقال إن البشير لن يفلت من العدالة الدولية. وقال اوكامبو إن البشير سيعتقل حال دخوله اراضي دولة موقعة على ميثاق روما. وفي إشارة إلى احتمال مشاركة الرئيس البشير بالقمة العربية في الدوحة قال أوكامبو إن للدول العربية دور في حلّ مشكلة دارفور. وقال إنه يتشاور مع حكومات عربية بشأن الوضع في درافور. يذكر ان ارتيريا وليبيا ومصر ليست من الدول الموقعة على اتفاقية ميثاق التي شكلت بموجبها محكمة جرائم الحرب الدولية، ولم يكن متوقعا ان تقوم حكوماتها باتخاذ اي اجراءات بحق البشير. وتعتمد المحكمة على الدول الموقعة على ميثاقها لتنفيذ قراراتها، إذ لا تتوفر على آلية تنفيذية خاصة بها. الا ان الامم المتحدة حثت جميع دولها الاعضاء على التعاون مع المحكمة، ولكن ذلك لا يعني الكثير. فحتى الولايات المتحدة، التي وصفت ادارتها السابقة الحرب في دارفور بأنها "حرب ابادة" قالت يوم الثلاثاء الماضي إنها "ليست مرغمة قانونا" بالقاء القبض على البشير كونها ليست من الموقعين على ميثاق روما. ولكن ناطقا باسم مكتب اوكامبو جدد يوم امس الاربعاء دعوة المدعي العام "لكل الزعماء السياسيين الذي قد يلتقون بالبشير بالتوضيح له ان لا مخرج امامه." قمة الدوحة وكان وزير الخارجية السوداني دينق الور قد قال يوم امس الاربعاء إن حكومته ما زالت "تقوم بتقدير موقف" في ما يتعلق بمشاركة البشير في القمة العربية التي تعقد في الدوحة في 30 مارس آذار الجاري، مشددا على ان "ذلك يختلف تماما عن السفر الى مصر واريتريا." ومن جهته، قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان بلاده تتعرض لضغوط من اجل عدم استقبال البشير لدى احتضانها القمة العربية الاسبوع المقبل. وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لقناة الجزيرة القطرية ان البشير قد يعتقل اذا غادر السودان. "هناك ضغوط (علينا) لكنكم تعرفون قطر." الا ان وزير الخارجية المصري قال في القاهرة الاربعاء إن مصر لا ترى أي مشكلة في حضور البشير قمة الدوحة. من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إن السودان لا يزال يدرس مسألة مشاركة الرئيس البشير في القمة. وكانت هيئة علماء السودان قد أصدرت فتوى دينية تحظر على البشيرالسفر إلى خارج السودان لحضور القمة العربية في الدوحة. |